بغضّ النظر منْ أنّ أيّ تحرّكاتٍ سياسية او اقتصادية او سواها منْ أيٍّ من الأقطار العربية بأتجاه العراق , فأنها تبعث على الأرتياح في الأنفس , لكنّ ما جرى مؤخراً من دعوة السعودية والأمارات للسيد مقتدى الصدر لزيارتيهما , وهناك انباءٌ اخرى في احتمال دعوة مصر للسيّد , فهذا أمرٌ يجافي الوقائع والحقائق المطلوبة للتقارب العربي – العراقي .! , فهنالك نقطتان جوهريتان تصطدم بهما كافة التحركات العربية المفترضة تجاه الأرتقاء بالعلاقة مع العراق وإعادته الى حاضنته العربية , فمحاولات التقارب الجادّة ينبغي أن تغدو عبر وزارة الخارجية العراقية ” التي لا ترتاح نفسياً لأية علاقة عربية مع العراق ! , وخصوصاً بوجود الجعفري على رأس هذه الوزارة المفتقدة للدبلوماسية الفعلية , والملآى بسفراءٍ وكوادر من اقارب احزاب السلطة , والبعيدين مهنياً واكاديمياً عن العمل في السلك الدبلوماسي ” , وذات الأمر ينسحب على التواصل العربي مع رئاسة الوزراء وثمّ رئاسة الجمهورية .
النقطة الأخرى لأفتراض تقارب عربي مع العراق , فالعراق لايبادر من جانبه للتواصل والتقارب مع قادة ومسؤولي الدول العربية , ومن النادر أن توجّه قيادات الدولة العراقية الدعوة لرؤساءٍ ومسؤولينَ عرب رفيعي المستوى لزيارة العراق وتوطيد العلاقات معهم , حيث علاقة قادة وسادة احزاب السلطة بالجارة ايران هي التي تحكم او تتحكّم بهذا المسار , إنْ لم نقل أنّ العلاقة والسياسة الخارجية الأيرانية تجاه ومع معظم دول الخليج والدول العربية الأخرى , هي التي تنعكس بشكلٍ او بآخرٍ بعلاقات العراق مع اشقّائه العرب .
وما ذكرناه في اعلاه ليس بنقدٍ للملكة العربية السعودية ودولة الأمارات عبر دعوتهما للسيد الصدر لزيارة بلديهما , فتلك الدولتين تدركان بأنهما إنْ لم يبادرا بالشروع بترطيب العلاقات السياسية مع العراق , فالعراق ” وكما اشرنا ” لا يبادر بمثل ذلك .! ونرى أنّ دولاً خليجية وعربية اخرى قد تدعوان شخصياتٍ سياسية عراقية اخرى من المعتدلين , بغية مدّ اكبر عددٍ ممكن من جسور الصداقة والتعاون . ولعلّ احدى ثمار زيارة الصدر الى السعودية , هي أن تبرّعت المملكة بِ 10 000 000 مليون دولار للآلاف المؤلفة من العوائل النازحة من الموصل , وهو خبرٌ مُسرّ ويحظى بالتقدير