18 ديسمبر، 2024 11:50 م

اليمن … أين الإنسانية أين الضمير !؟”

اليمن … أين الإنسانية أين الضمير !؟”

تزامناً مع الوقت الذي حذّرت به الأمم المتحدة ، من إمكانية ارتفاع حالات الإصابة بمرض الكوليرا في اليمن، مع قرب موسم الأمطار، مشيرة إلى وصول حالات الإصابة حاليًا إلى 480 ألف حالة ، واقرت بوجود 480 ألف حالة إصابة بالكوليرا وأن الوباء امتد لجميع المحافظات بالبلاد البالغ عددها 22 محافظة باستثناء محافظة واحدة (لم تسمها) لم يصلها الوباء بعد”، وأوضحت أن “هناك 2000 حالة وفاة بسبب وباء “الكوليرا”(( مرض يسبب إسهالاً حادًا يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات، إذا لم يخضع للعلاج، ويتعرّض الأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية، وتقل أعمارهم عن 5 سنوات بشكل خاص لخطر الإصابة بالمرض)).

وتزامناً مع هذا التحذير الاممي ، حذرت منظمة “أنقذوا الأطفال” غير الحكومية البريطانية من أن الكوليرا في اليمن في طريقها للخروج عن السيطرة، حيث يصاب طفل جديد بالمرض كل 6 دقائق في مختلف أنحاء البلاد. وأشارت المنظمة إلى أن آلاف اليمنيين مهددون بالموت خلال الأشهر القادمة، مع توقعات بارتفاع عدد حالات الإصابة إلى أكثر من 700 ألف يمني بعد أن تضاعفت معدلات انتشار المرض إلى أكثر من 3 أضعاف خلال أسبوعين فقط، مشيرة إلى عجز المؤسسات الطبية عن السيطرة على الوباء الذي فتك بما يقارب 2000شخص منذ تفشيه أواخر أبريل الماضي.

وفي اليمن ، تحدثت آخر إحصائية عن الخسائر والاضرار البشرية والمادية الناتجة عن العدوان ، لتؤكد إن الحرب على اليمن أودت بحياة ما يقارب 16 ألف مواطن كحصيلة أولية بينهم 2568 طفلاً و 1870 امرأة وجرح ما لا يقل عن 25 ألف مواطن بينهم 2354 طفلاً و 1960 امرأة، بالاضافة إلى ملايين المهجرين ،واوضاع معيشية صعبة جداً في ظل التقارير التي تتحدث عن ان جرائم العدوان طالت خلال 830 يوم 746 مسجد و 775 مدرسة و230 منشأة سياحية و207 معلم أثري و103 منشأة رياضية و114 منشأة جامعية و676 مخزن غذاء و528 ناقلة غذاء و368 خزان وشبكة مياه و353 شبكة ومحطة اتصالات و294 مستشفى ومرفق صحي و221 مزرعة دجاج ومواشي و404 الف و458 منزل والف و733 طريق وجسر.

هنا بالمحصلة ،قد تكون هذه التقارير تعطي صورة واضحة لحجم المأساة التي يعيشها الشعب اليمني نتيجة العدوان السعودي – الأمريكي على اليمن كل اليمن بمن فيه ،وبهذه المرحلة يبدو واضحاً، أن تداعيات العدوان السعودي- الأمريكي على اليمن بدأت تلقي بظلالها على الوضع المأساوي والمعيشي بالداخل اليمني، فاليوم جاء المشهد اليمني ليلقي بكل ظلاله وتجلياته المأساوية واقعا جديدا على الواقع العربي المضطرب، فيظهر إلى جانب هذا المشهد العربي المضطرب واقع المشهد اليمني بكل تجلياته المؤلمة والمأساوية، والتي ما زالت حاضرة منذ اندلاع الحرب العدوانية السعودية -الأمريكية على الشعب اليمني قبل ما يايزيد على العامين، وفي آخر تطورات هذا المشهد استمرار فصول هذا العدوان العسكري على الأرض، تاركاً خلفه عشرات الآف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى ودمارا واضحاً وبطريقة ممنهجة لكل البنى التحتية في الدولة اليمنية.

وفي الوقت الذي ما زالت فيه أصداء العدوان السعودي – الأمريكي على اليمن تأخذ أبعادها المحلية والإقليمية والدولية، عادت من جديد قوى العدوان لتكثف من عملياتها بالشمال اليمني رغم فشل جميع هذه العمليات ، هذا الفشل ومحاولات التعويض بالميدان من قبل أطراف العدوان بدأت تأخذ بمجموعها عدة مسارات خطيرة في الداخل اليمني ،وهنا يلاحظ كل متابع لما يجري باليمن كيف اتضح بشكل واضح أن تداعيات الحرب العدوانية على اليمن بدأت تأخذ مسارات خطيرة جداً، وبهذه المرحلة لا يمكن لأيّ متابع لمسار تحركات الحرب العدوانية السعودية- الأمريكية على اليمن أن ينكر حقيقة أنّ هذه الحرب بطريقة عملها ومخطط سيرها ستجرّ المنطقة بكاملها إلى مستنقع الفوضى والاحتراب ، والكلّ يعلم أنّ المستفيد الوحيد من التداعيات المستقبلية لهذه الحرب هو الكيان الصهيوني، ومع كلّ هذا وذاك ما زالت طبول حرب قوى العدوان تقرع داخل حدود اليمن براً وبحراً، وطائرات “الناتو الخليجي” تغطي سماء اليمن، والقصف يستمرّ والجوع يستمرّ ويموت أطفال اليمن ونساؤه ورجاله، ونستعدّ بفضل وبركة “ناتو الخليج” لحرب مذهبية تقسيمية جديدة مسرحها الجديد هو اليمن.

وبالتزامن مع مشروع تفتيت وتدمير وتقسيم اليمن الذي يتمّ اليوم من خلال هذه الحرب الشعواء على اليمن الذي “يعاني أكثر من 90 في المئة من أهله من فقر وضنك الحياة، ومع كلّ هذا وذاك ما زالت كرامة وعزة الشعب اليمني مضرب مثل لكلّ من عرف هذا الشعب”، فقد لاحظ جميع المتابعين كيف أطلّ علينا في الفترة الأخيرة بعض المحسوبين على محور العدوان على اليمن ليروجوا لاستمرار حرب “الابادة ” في اليمن ، فهؤلاء عندما يروّجون لاستمرار الحرب على اليمن ألا يعلمون أنّ نتائج ومكاسب هذه الحرب ستكون على حساب دماء الأبرياء وجثث الأطفال ودموع الثكالى، وهذا إنْ دلّ على شيء فهو لا يدلّ إلا على غباء وحمق يعيشه بعض هؤلاء، فما هكذا تورد الإبل يا حمقى.

الأهم اليوم ،هو أنّ ندرك أنّ هذه المرحلة وما سيتبعها من مراحل دقيقة من تداعيات الحرب العدوانية على اليمن، تستدعي بكلّ تطوراتها وأحداثها من الجميع أن يقفوا وقفة حق مع ضمائرهم، وأن لا يكونوا شركاء في مشروع التدمير والتمزيق والإجهاز على اليمن، فالحدث الجلل وعدوان ”ناتو الخليج” الشامل على اليمن يستدعي حالة من الصحوة الذهنية والتاريخية عند كلّ العرب والمسلمين وشرفاء العالم، فالمرحلة لم تعد تحتمل الصمت والحياد على ما يجري في اليمن اليوم .

 

ختاماً، يمكن القول إن المشهد اليمني يزداد تعقيداً مع مرور الأيام، فهناك اليوم في اليمن وضع مأساوي وكارثي “فهناك شعب يباد وبلد دمرت ” ، ونحن هنا بدورنا نقول لاطراف العدوان على اليمن ،كم هي فكرة “شيطانية “بكلّ المقاييس أن يكون اليمن هو الساحة الأولى لاختبار نماذج نجاحات هذا “الناتو الخليجي”، والطريق لفلسطين واضحة للجميع “(( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ”)).