يخطئ الكثيرون عندما يرون فقط النصف الفارغ من الكاس ويرسمون للحياة لونا حالكا اسودا .فيما يضع خيرون الوان من قوس قزح على أديمها وينشرون تباشير الخير والمحبة . وليس أسرع في خراب الأرض ولا أفسد لضمائر الخلق من الظلم والجور والطغيان .فأن اختل ميزان العدل وتمايز الحكم في الرعية دب الخراب في البلاد وأغربت شمس المعافاة على مواطنيها .
القضاة خلفاءالارض وورثة الانبياء أمناء العدل والإنصاف ..ما أن ينعم الناس بعدلهم ونصاعة احكامهم حتى يعم الامن والسلام في ربوع بلدانهم .ففي عهد الخليفة الخامس العادل عمر بن عبد العزيز ..شاهد الناس الذئاب ترعى مع الماشية لاتعدوا عليها ولا تنال منها ..فتسائلوا (من هذا الملك العادل الذي كفانا عدلة عدو الذئاب على اغنامنا ). وروي بأن أحد الولاة الأمويين طلب منه أموالا لتسوير مدينته ، فرد عليه الخليفة بعبارة بليغة موجزة : «حصن مدينتك بالعدل » .فأن كان للعدل رجال حماة أباة فلاخوف ولاوجل على العباد والبلاد.
ونحن نعيش في عالم المعلوماتية ويسر التواصل بحثت عن دالة او شائبة تشوب سيرة هذا الرجل او المس بأحكامه فلم اجد مثلبة على سيرته وحياته الوظيفية .بل وجدت مقدار وكما هائلا من الاسى والحزن في عيون وقلوب زملائة وموظفيه . وكانت الدموع اسرع من الكلمات في وصف دماثة أخلاقة ونقاء سيرتة ونزاهته احكامه .
لقد رحل القاضي فاضل جابر حلبوص رئيس محكمة استئناف ذي قار بثوب ابيض خالي من الدنس وكتب بحروف من ذهب من ان العدالة بخير وان ميزان الحق لايزال منتصبا شامخا .ولن يختل لطالما ان االعدل اساس الحكم .فنم قرير العين مؤمنا بان عدالة السماء من عدالة الارض ..ويقينا انك ستقف أمنا مطمئنا بين يدي الواحد الاحد الملك العدل والذي سينصفك ويحشرك مع الطيبين والصديقين وليس ذلك ببعيد على رجال صدقوا وحكموا فعدلوا .