24 ديسمبر، 2024 3:43 ص

في ذكرى الاستشهاد – 2 / مواقف السيد مقتدى الصدر في الميزان

في ذكرى الاستشهاد – 2 / مواقف السيد مقتدى الصدر في الميزان

ربما يتسائل البعض لماذا نحاول ان نخطئ قادتنا ونتهم رجال ديننا وخاصة السيد القائد مقتدى الصدر اليس هو من قاوم المحتلين وصاحب الوقفات الصلبه في نصرة المستضعفين .. وهو.. وهو .. ؟؟
ويمكن ان نجيب على ذلك بعدة أجوبة لان كثير من إخواننا يطرح هذه التساؤلات .
اولا / انا احترم واقدر كل موقف بطولي وشجاع لاي انسان واثمن هذه الوقفات للسيد مقتدى ولكن اذا غير هذا الشجاع مواقفه وخالف هذا البطل منهجه اليس من حقنا او من واجبنا ان نقول له انت في الطريق الخاطئ ، اليس من ادبياتنا ( ان المؤمن مرآة أخيه ) ، وان الرسول (ص) قال : ( لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) و( ان امام الجماعة اذا فقدت شرائط إمامته لايجوز الصلاة خلفه بل ينحى ويتقدم من فيه مؤهلات إمامة الجماعة ) .
واذا سكتنا نحن عن الخطأ اليس هذا السكوت هو إقرار منا على الخطأ وتضليل للرأي العام ، وخاصة نحن أبناء محمد الصدر الذين عرفنا بالنطق بالحق ونبذ الباطل اليس من اهم شعاراتنا التي رددناها مع الشهيد السعيد ( كلا كلا للباطل ) فلا ادري هل نسكت عن باطلنا ونذكر باطل غيرنا !!؟؟ أهذا هو خط محمد الصدر الإسلامي ؟ الم يقل الإمام الكاظم (ع) : ( قل الحق ولو على نفسك فان فيه نجاتك ) و ( ان الساكت عن الحق شيطان اخرس ) وان الله تعالى عذب من قوم شعيب ستون الف من خيارهم وأربعون الفا من شرارهم لأن الاخيار سكتوا على الباطل وداهنوا ولم يغضبوا لغضب الله .
ثانياً / ان كثير من المجاهدين في أي لحظة يمكن ان يخسروا كل جهادهم ومواقفهم البطولية إذا غيروا أو بدلوا الم يقل الباري ( وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ) ونحن على هذا الاساس كان لنا موقف من بعض صحابة الرسول (ص) مع العلم ان كثير من الاصحاب شارك في بدر و احد بل بعضهم لم يتخلف عن غزوة من غزوات الرسول (ص) مع ذلك قلنا لقد خسر هؤلاء مواقفهم لانهم بدلوا وغيروا .
ثالثاً / انا أسأل من يقدس السيد مقتدى ويعتبره لا يخطأ ، ولا يرضى بالكلام ضده  . لماذا تتكلمون على القادة  السياسيين والمراجع وأتباعهم وتصفوهم بالصمت تارة وبالعمالة تارة أخرى أليس على سكوتهم عن المظالم وخذلانهم وتضليلهم للناس ؟! .
واعتقد جازماً وبضرس قاطع ان السكوت على أخطاء القيادة الصدرية و حاشيتها بل السكوت على أي قائد او مرجع او زعيم هي خيانة كبرى لخط الإسلام ( وأعظم الخيانة هي خيانة الأمة ) كما يقول امير المؤمنين (ع) ، وسوف نسأل عن هذا الصمت التضليلي الغير مبرر بل هذا الصمت هو الذي يصنع الطواغيت والأصنام البشرية ويساهم في قتل المبادئ والمثل وكل الدعاة الناطقين .
رابعاً / ان القيادة الصدرية اليوم أصبحت اكبر عائق أمام المصلحين ووبالا على احرار العراق الذين يريدون تغير الواقع الفاسد وكثير من الصدرين يدركوا ان ما تأمر به القيادة خطأ ولكنهم يقومون بتنفيذه لأنه (( أمر )) غير قابل للنقاش وسرعان ما يظهر خطئه وتتراجع القيادة عنه ولكن بعد خراب البصرة وتعاد الكره وكأن دماء وأعراض وكرامة الناس ليس لها قيمة .
وقد يقول قائل أخر لعل للقائد عذراً وأنت تلومه لماذا لا تحمله على سبعين محملا ؟، واجيب هذا المشفق إني لم اكتب هذه السطور الا لغرض الاصلاح واضع يدي على مكان الخلل في مسيرة هذا التيار الذي اسس على التقوى والشهادة ولم اتسرع في الكلام لاني كنت احمل القيادة الصدرية على الصحة لكن اذا بلغ السيل الزبى اذا وصل الامر الى قتل النفوس المحترمة يوميا والتهديد المستمر لأبناء الإسلام من قبل أتباع القائد ، والسكوت والتستر على المفسدين ، والقتلة ، والسراق ، والضحك على ذقون البسطاء من أبناء هذا الشعب المبتلى، وتضييع جهود الإبطال من أبناء  هذا الخط . فهذا مما لا ينبغي السكون عليه اطلاقاً ..
وللحديث تتمه إذا بقيت الحياة
[email protected]