لم تكن عبير ابنة السادسة من العمر تحلم اكثر من ان يتمكن والديها من شراء ملابس واشرطة شعر وحقيبة واقلام وقرطاسية لتذهب للمدرسة تتعلم دار ودور لا تعرف من الحياة سوى البراءة التي يتمنى ابويها ان تأخذ 10 في القراءة ويكتب لها في دفتر الاملاء احسنت ياشاطرة لم يتصور انسان ولم يعقل العقل والتاريخ جريمة بتلك البشاعة والوحشية والهمجية ولم تكن الجريمة الاولى ولا الأخيرة بعدما وصلت حرب المصالح للتضحية بالاطفال والنساء وكل المجتمع لتستنزف كل الفئات وتشوى الاجساد ويمثل بها امام انظار الصغار والكبار واطعام الناس لحوم الحمير وغش البضاعة واستيراد الفاسد والمتاجر بالفتيات والاطفال والحياة ونشر الانحلال في المجتمع افعال كبيرة يفعلها الكبار فيقلدهم الصغار لتكون تلك الخلافات والسجالات قاعدة دون رادع او شعور بالمسؤولية و تقيم اضرار حجم تلك الازمات التي هدمت مرتكزات المجتمع والعائلة ويتكون جو أسري غير سوي وغير متفاعل تغيب فيه سيطرة الكبيرة ولا يحترم الجار والكبير والمرأة وينتشر الفسق في الأسرة ويحاول الانسان المريض نقل الفسق وتفريغ شحناته واستغلالها بطريقة او باخرى كالقتل بالاسواق وللنساء والاطفال والشيوخ وعمال المساطر واستغلال الاطفال وضعف بنيتهم وسهولة ترغيبهم لممارسة الرذيلة معهم وما يقابله من حياء العائلة بالتشهير بتلك الحوادث التي بدأت تنتشر بشكل شذوذ مع الفتيات الصغيرات والغلمانية والصبيانية والحيوانية والمثلية ليعبر عن الغريزة بشكل غير سوي واستغلال الفراغ من ضعف المصدات المجتمعية والقانونية بالمستوى الذي يمنع المجتمع من الانحراف والانجراف ومثل تلك الجرائم وتوجيهها بأتجاه الاطفال نتيجة غياب الرعاية والضمانة لحقوق الاطفال ومنع العمالة لهم وتركهم على الارصفة وفي تقاطعات الطرق دون مدارس تستهويهم وتتلقفهم الجريمة والفاحشة فما يصيب الاطفال من تلك الجرائم يولد شرخاّ في حياتهم فالولد يصاب بالفشل وفقدان الثقة بالنفس والفتاة تبقى مجهولة المصير ومثل هذه الافعال بحاجة الى وقفة مجتمعية وإعادة النظر في المفاهيم والمناهج التربوية والتعلمية والثقافة العامة وما تأثيرها وعقدة في ماضي يلاحقهم طيلة حياتهم , والنشأة الاجتماعية والمؤوسسات المجتمعية والحكومية وطبيعة الخطابات السياسية بحاجة الى تصحيح الخطاب الاعلامي الذي اصبح يؤثر على الجميع باساليب السب العلني وطولة اللسان وإدعاء النزاهة والأمانة وتسقيط الأخرين من اشخاص وضعهم المجتمع في قمة هرم المسؤولية ويكتشف فيما بعد انهم مفسدين ومتسترين على الفساد والجرائم ولم تقتصر تلك الافعال على الاطفال العزل إنما اصبحت المدارس والكليات مرتع لتلك الافعال ونشر الافعال الاباحية وتناول المخدرات والحبوب والتهديد بها واول ما يفكر الشاب في لقاءه مع الفتاة كيف يحتال ليغتصبها والأهل يخجلون من التبليغ عنه والاغتصاب جريمة بحد ذاتها فكيف اذا وصلت للفتيات الصغيرات البريئات وبعدها قتلها وتهشيم الرأس انها جريمة يرتجف لها الضمير الانساني وتقشعر الجلودوتتحير العقول , واسبابها ضعف التربية من الوالدين المشغولين بمشاكل ومشاغل الحياةعن متابعة الاطفال والشباب والنشأة الاجتماعية والوعي الديني وتعليم الاطفال فجريمة عبير تتكرر يومياّ وفي اماكن مختلفة وهذه الحالة غريبة ومريبة لا بد للردع الصارم والتثقيف بأعلى المستويات ومهما حاول البعض التغطية والتغاضي عن جرائمهم فإن الدم الطاهر البريء سيكون شاهد وحاضر ووصمة عار بوجوه المنحرفين…