تمديد العقوبات الامريکية و الاوربية على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من جهة و فرض عقوبات أمريکية جديدة شملت الحرس الثوري الايراني لأول مرة، خطوة أکثر من مهمة و مطللوبة في مسار تعامل و تعاطي أمريکا و دول الاتحاد الاوربي مع هذا النظام بإتجاه ممارسة سياسة تتسم بالمزيد من الحزم و الصرامة، بعد أن صار هناك أکثر من يقين بعدم جدوى الليونة و التساهل معه.
تجديد تلك العقوبات و العقوبات الامريکية الجديدة الاخيرة، جاء کنتيجة منطقية من إن الاتفاقات التي جرت مع طهران لم تٶت بأية نتيجة لحد الان بل وانها ساهمت في تقوية موقف النظام و دفعته عاما بعد آخر الى ممارسة سياسة الابتزاز ضد المجتمع الدولي، والانکى من ذلك، أن المجتمع الدولي و في الوقت الذي کان يجري فيه محادثات”غير مجدية بالمرة” مع النظام بشأن برنامجه النووي، فإنه”أي المجتمع الدولي”، وخلال الاعوام المنصرمة بشکل خاص، کان يمارس سياسة متشددة ضد المعارضة الايرانية و على رأسها منظمة مجاهدي خلق التي مثلت و تمثل رأس الحربة في مواجهة و مقارعة النظام منذ تأسيسه المشؤوم قبل ثلاثة عقود، وهذا ماکان في خدمة و صالح النظام على الدوام في حين کان يمثل ضربة و إنتکاسة للشعب الايراني و الوقوف بوجه تطلعاته من أجل الحرية و الديمقراطية و مقاومة الدکتاتورية و الاستبداد الديني و إسقاطه، وکما نعلم جميعا فإن هذه السياسة الفاشلة لم تخدم السلام و الامن العالميين و لم تقدم في نفس الوقت من شئ لصالح المجتمع الدولي سوى الضياع في أروقة و ممرات المفاوضات غير المثمرة مع نظام صار متمرسا في خداع مفاوضيه و إستغلال عامل الزمن لصالحه.
النهج الدولي الجديد مالم يتم إغناءه و إضافة عناصر و مقومات جديدة إليه، فإنه قد لايأتي بالثمار المرجوة ضمن سقف زمني محدد، ذلك أن تجديد العقوبات لوحده”مع أهميته و تأثيره”، لکنه رغم ذلك قد لايؤدي الغرض المطلوب منه، وان الرؤية التي طرحتها زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، عندما أکدت ضرورة الربط بين العلاقات السياسية و الاقتصادية مع هذا النظام بشروط تحسين أوضاع حقوق الانسان في إيران، ذلك إن هذا النظام قد کان دائما المستفيد الاکبر من تلك العلاقات مع ملاحظة إن السيدة رجوي کانت ولاتزال تٶکد على إن النظام الايراني يستخدم علاقاته مع الغرب بصورة خاصة من أجل الإيغال أکثر في قمع و إظطهاد الشعب الايراني، هي رٶية صائبة لابد من وضعها في الحسبان دائما، رغم إننا نود أن نلفت الانظار الى أن العقوبات الاخيرة ولاسيما الامريکية قد تزامن مع مرحلة يتراجع في دور و موقف النظام الايراني على أکثر من صعيد و تزداد النقمة الشعبية ضده بعد أن وصلت الاوضاع المختلفة للبلاد الى أسوء ماتکون وليس في وسع النظام أن يلعب و يناور کما کان حاله طوال المراحل السابقة کما يجب أيضا التنويه الى وجود حراك شعبي آخذ بالتوسع للمطالبة بفتح ملف مجزرة صيف عام 1988 التي طالت أکثر من 30 ألف سجين سياسي.