14 يوليو، 2025 10:37 ص

المقاتلين الأجانب في صفوف “داعش” .. دوافع اقتصادية ونفسية وراء انضمامهم !

المقاتلين الأجانب في صفوف “داعش” .. دوافع اقتصادية ونفسية وراء انضمامهم !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تمكن تنظيم “داعش” الإرهابي من استقطاب عدد كبير من المقاتلين من عدة دول, مثل “تونس والأردن والسعودية والمغرب ومصر ولبنان وليبيا” بالإضافة إلى “بريطانيا وبلجيكا وفرنسا وروسيا”.

20 ألف مقاتل أجنبي من 90 دولة..

انضم عدد كبير من الشباب الأووربيين إلى صفوف “داعش”, في الفترة ما بين 2014 و2015, في وقت تمكن فيه التنظيم من تحقيق نجاحات عديدة واستولى على الكثير من الأراضي في سوريا والعراق، وذاع صيته في العالم كله. ووفقاً لإحصاءات رسمية، يقدر عدد المقاتلين الأجانب في صفوف “داعش” قرابة 20 ألف قدموا من حوالي 90 دولة.

الاهتمام بتجنيد النساء..

اهتم التنظيم, في هذه الفترة, باستقطاب مقاتلين أجانب انضموا إلى صفوفه، وأعطى أهمية قصوى لوجود النساء، لأنه بحسب مفاهيم ومبادئ “داعش” فإن الأسرة هي النواة وأحد أهم عوامل إقامة دولة، وأصبحت هؤلاء السيدات القادمات من دول أجنبية زوجات للقادة الجهاديين كما استغلت أخريات باعتبارهن “سبايا” لأغراض جنسية.

يذكر أن الخسائر التي تكبدها التنظيم على الأرض دفعته إلى زيادة عدد السيدات، وخلال المعارك الأخيرة في الموصل القديمة سجلت عدة اعتداءات انتحارية نفذتها سيدات.

وتم القبض على مجموعة من النساء المقاتلات قدموا من “كندا وروسيا وتركيا والشيشان وألمانيا وسوريا”، والتقط أحد الجنود العراقيين صور لهن تظهر مدى الخوف في عيونهن بينما كانت أوجههن مليئة بالغبار ويحيط بهن الدمار من كل مكان.

“ليندا وانزل”..

من بين هؤلاء السيدات، كانت واحدة تدعى “ليندا وانزل”، قدمت من مدينة “درسدن” عاصمة ولاية ساكسونيا في شرق ألمانيا حيث عاشت وتربت، ثم اعتنقت الإسلام فجأة وأظهرت اهتماماً كبيراً بالتنظيم الإرهابي، وبدأت التواصل مع أحد الجهاديين من “الشيشان” واستطاع هذا الشاب تجنيدها لصالح التنظيم.

وفي الأول من تموز/يوليو عام 2016 هربت “وانزل” من منزلها واتجهت إلى فرانكفورت وهناك استقلت طائرة إلى تركيا، لكن السلطات الألمانية لم تستطع العثور عليها منذ ذلك الحين، وتبين بعد ذلك أنها عبرت الحدود إلى سوريا ومنها إلى العراق وهناك تزوجت من الجهادي الشيشاني، وبعد الزواج بفترة وجيزة توفي الزوج وبقيت هي محاصرة في الموصل، حتى تم القبض عليها.

والآن تعرب الفتاة عن أسفها وندمها على ما فعلت وتقول أن غاية آمالها العودة إلى بلدها والبُعد عن الحرب والأسلحة والضجيج، وتم بدء التحقيقات معها في بلدها بتهمة التسلل والانضمام إلى جماعة إرهابية.

930 مقاتل ألماني..

وفقاً لتقديرات الحكومة الألمانية، فإن سوريا والعراق هما البلدان الأكثر تفضيلاً لدى الألمانيين الراغبين في الانضمام إلى جماعات إرهابية.

ويقدر عدد الذين قدموا من ألمانيا للانضمام إلى هذه الجماعات بحوالي 930 شخص على الأقل، وبحسب السلطات فإن من بينهم 200 سيدة.

استخدام الإنترنت في الاستقطاب..

أفادت دراسة, أجراها مكتب مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة، بأن أغلب الأجانب المنضمين إلى “داعش” حديثي العهد بالإسلام وليس لديهم معلومات كافية عن هذا الدين، كما أنهم جاءوا لنفس الدوافع, وهي المشكلات الاقتصادية أو التهميش الاجتماعي أو السياسي.

وأضافت الدراسة أن من بين الأدوات التي كان يستخدمها التنظيم لاستقطاب هؤلاء الشباب شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية, التي ينشر من خلالها أخباراً تتعلق بما يعانيه معتنقي المذهب السني في سوريا والعراق من اضطهاد لحثهم على الانضمام إلى صفوفه للدفاع عنهم.

دروس في العقيدة الداعشية..

أدلى مقاتل داعشي بعد القبض عليه من قبل القوات الكردية في سوريا بمعلومات حول خطوات التجنيد، وقال إن المقاتل الجديد يخضع للتدريب لمدة 7 أشهر ويتم استقطاب كل أوروبي يعبر الحدود إلى سوريا وأوضح أن المجندين يتلقون دروساً في العقيدة وفقاً للتفسيرات الداعشية.

مرضى نفسيون أو خريجو سجون..

أشارت وسائل إعلام غربية إلى قيام التنظيم بتجنيد خريجي السجون الغربية، إذ يوعدهم ويمنيهم بشتى المغريبات الاجتماعية والاقتصادية، وقال آباء عدد من المقاتلين المنضمين إلى “داعش” إن ابناءهم يعانون من أمراض نفسية ويتعاطون أقراص لمعالجة هذه الأمراض أو يعانون من صعوبة في الاندماج مع المجتمعات المحيطة بهم، وكثير منهم أوضحوا أن ابناءهم لم يكونوا مهتمين بالعقيدة أو بالدين أو بالدفاع عن الآخرين, لذا كان انضمامهم إلى التنظيم أمراً مثيراً للغرابة والدهشة.

محاولات الفرار..

يحاول عدد كبير من المقاتلين الأجانب الفرار وترك التنظيم, لكن في الغالب يتم القبض عليهم، وتحدثت عدة مصادر إعلامية عن تزايد حركة الفرار بالتزامن مع خسارة التنظيم للأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، ويكون الهروب غالباً عبر الحدود التركية.

من جانب آخر، أفادت كالة “رويترز”، بإن حوالي 2000 إلى 2500 مقاتل إرهابي أجنبي لايزالون في سوريا والعراق.

وكانت آخر ورقة في يد التنظيم أن دعا المتعاطفين معه والمقاتلين الأجانب إلى تنفيذ عمليات إرهابية في بلدانهم بعد تمكنهم من الفرار.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة