23 ديسمبر، 2024 11:03 م

بلاد السفهاء – 4 / الجيش ظل طريقه

بلاد السفهاء – 4 / الجيش ظل طريقه

ما إن استغاثت أول قطرة من الدماء العراقية المسفوحة  قربان للإرهاب  حتى ساد الأرق وغضبة الحليم في دول تعتز بوفائها للتقاليد والعادات العربية الأصيلة، وسارعت إلي تلبية الاستغاثة بحماسة، وأرسلت إلينا فرسانا ومجاهدين من صنف الخناث  يختلفون  عن جيوشها الخبيرة بتقديم الاستعراضات العسكرية الفخمة،
والمختصة بالظفر بالانتصارات النكراء،والنط كالقرود في ميدان العنيفة رحمها الله  ولم تؤّلفه إلا بعد أن درست الأمر ملياً، ووصلت إلي الأسس والقواعد التي تكفل له الانتصار الساحق في كل معركة يخوضها، وجعلته ذا مواصفات تمكنه من أداء واجبه خير أداء.
وسار الفرسان بصولة نحو العراق  السليب  سيراً حثيثاً، فارتقي الجبال، واجتاز الأودية، ومشي في السهول وعلي وجه الماء واجتاز مفازة الصحارى والهضاب .
الصفوف الأولى من الفرسان ، تقدمهم  المشاهير من آكلي الخراف والدجاج،كما يزعمون مع نبي الرحمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام  يتبعون بوقار بطونهم المتألفة من طبقات من الشحم، يتراكم بعضها فوق بعض متحدياً الطلقات النارية العاجزة عن النفاذ إلي داخله،والمحكوم عليها بأن ترتد عنه خجلي وخاسرة، فإذا تجمع هؤلاء الرجال في كتلة واحدة، تحولوا فوراً إلي كومة قذارة ، ولا يختلفون  عنها إلا بكونها قادراة علي التقدم والتقهقر.
في الصفوف الثانية سار الإعلاميون الرسميون، تتدلي ألسنتهم من أفواههم كأنها سعف نخيل أو ذيول جياد متباهية بأنها القادرة علي تصوير الصيف علي أنه شتاء فيه ظلمات ورعد وبرق.وتصوير القتل شهادة وجهاد .وتصوير الإرهاب إلى مقاتلة للاحتلال ومعاونة للمحتل .
في الصفوف الثالثة، سار رجال الشرطة والمفكرون الحكوميون مزودين بأحدث المعدات التي تجعل عدنان خير الله رحمة الله  يعترف بأنه هو الذي اغتال هابيل لقاء حفنة من الدولارات.
في الصفوف الرابعة، سار الجزارون الذين مّلوا ذبح الخراف، وتاقوا إلي بعض التجديد  مع البشر .
في الصفوف الخامسة، سار الأطباء الذين لو لم يكونوا أحياء لاشتكي الموت من البطالة.
في الصفوف السادسة، سار المختصون ببناء السجون التي تعجز الطيور عن الفرار منها.
وما إن وصل الجيش إلي أهدافه المحددة له بدقة حتى خاض المعارك تلو المعارك، والتي أسفرت عن جبال
من جماجم الأعداء، وقد تبين في ما بعد أن الجيش ضلّ طريقه بسبب تشويش في الخرائط، ولم يتح له
الوصول إلي ارض الجهاد ، وكانت ضحاياه كالعادة أناساً  عراقيون يحملون الجنسية العربية علي مضض،
وكانوا مصادفة من الذين يزمع أولادهم بعد مائة سنة أن يصبحوا من العصاة الناقمين علي حكوماتهم،
وعلى قدر تعلق الأمر بنا نرجو التأشير لكون الحال مستمر في بلادنا.