اكد مصدر مسؤول في امانة العاصمة العراقية بغداد ان ارتباكا يسود رئاسة الحكومة نتيجة الاستقالة المفاجئة لامينها صابرالعيساوي حيث يواجه نوري المالكي رئيس الوزراء صعوبة في اختيار بديل صالح للامين المستقيل قادر على حمل عبء اكمال المشاريع الاستراتيجية التي بدأت الامانة تنفيذها في عهد العيساوي .

واضاف المصدر ان المالكي بدأ مشاورات مع مقربين ومستشارين للاتفاق على تعيين خليفة للعيساوي الذي حقق نجاحات مشهودة على مدى السنوات السبع التي تولى فيها منصبه خاصة بعد اعلان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بزعامة عمار الحكيم ان منصب الامين من حصته نظرا لعدم تولي اي من قيادييه منصبا وزاريا في الحكومة الحالية.

واوضح المصدر الذي كان يتحدث مع” كتابات ” اليوم الاحد ان ما اسماها ” احدى الفضائيات المغرضة وبعض وسائل الاعلام غير الدقيقة قد اشارت الى ان المالكي قد قبل الاستقالة القديمة لامين بغداد التي قدمها وفق صفقة سياسية وان امين بغداد لم يقدم استقالة جديدة” .. واضاف انه ” لتبيان الحقيقة لوسائل الاعلام النزيهة والشريفة نوضح بأن الاستقالة التي تقدم بها امين بغداد العام الماضي وتحديدا في السابع من نيسان (ابريل) عام 2011 الى رئيس الوزراء وهي الثالثة قد تم رفضها بشكل رسمي وان امين بغداد قدم استقالته الرابعة لدولة المالكي قبل عدة ايام وبالتحديد في 30 اب (اغسطس) الماضي ولأسباب شخصية” وهو ما تؤكده الوثيقتان المنشورتان مع هذا التقرير .

وكان المالكي وافق امس السبت ، على استقالة العيساوي من منصبه وقال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء علي الموسوي ان “المالكي وافق على استقالة أمين بغداد من منصبه”، من دون ايراد مزيد من التفاصيل عن اسباب الاستقالة اومبرراتها. 

وتعقيبا على ذلك اكد النائب عن كتلة المواطن حبيب الطرفي ان منصب امين بغداد هو استحاق للمجلس الاعلى وليس منة من احد. وقال الطرفي في تصريح صحافي ان”منصب امين بغداد ومنذ امد طويل هو استحقاق للمجلس الاعلى لان الجميع يعلم ان المجلس الاعلى ليس لديه وزارات في الحكومة”.واضاف ان “امين بغداد صابر العيساوي حقق ومنذ تسلمه لهذا المنصب انجازات واضحة لكن في حالة قبول الاستقالة من قبل رئيس الوزراء بالتأكيد سيكون هذا المنصب للمجلس الاعلى”.
وبشأن ترشيح شخصية جديدة بدلا عن صابر العيساوي اوضح الطرفي ان”الكلام الاخير في ترشيح شخصية بديلة عن العيساوي سيكون لكتلة المواطن والمجلس الاعلى في ترشيح شخصية جديدة لاكمال المنجزات التي بدأها امين بغداد”.

وجاء قبول الاستقالة على الرغم من تمنيات عبر عنها مواطنون وسياسيون عراقيون برفضها لما يتمتع به العيساوي من كفاءة ونزاهة وللخدمات التي قدمها الى البغداديين بالرغم من الضغوط الهائلة التي يتعرض لها من قبل فاسدين ومبتزين ارادوا ان يحولوا مشاريع الامانة الى مصدر تكسب لهم خلافا للقوانين وعلى حساب مصالح سبعة ملايين مواطن هم سكان بغداد.
واشارت مصادر الى امين بغداد قدم الاسبوع الماضي طلب استقالته التي جاءت في سطر ونصف السطر الى المالكي مضيفة ان” طلب استقالة العيساوي جاء لاسباب شخصية وان المالكي قبلها مبدئيا في بداية الامر نتيجة الحرج الذي وقع فيه لان هذا الطلب هو الرابع من نوعه الذي يقدمه العيساوي”. وأوضحت المصادر ان رئيس الوزراء كلف مدير مكتبه حامد الموسوي للاتصال بأمين بغداد شخصيا  لمعرفة ما اذا كانت هناك اسباب سياسية او ضغوط وراء طلب الاستقالة الا ان المصادر اكدت ان الطلب “جاء لاسباب شخصية “.
وأضافت ان”المالكي احال طلب استقالة العيساوي الى نائبه لشؤون الخدمات صالح المطلك الذي رفضها بشدة نظرا ” لكفاءة العيساوي ومعرفته الدقيقة بجميع مفاصل عمل ونشاطات الامانة والمشاريع الاستراتيجية المهمة التي تنفذها حاليا” كما قال . ودعا المطلك العيساوي الى البقاء في منصه حتى نهاية عمر الحكومة الحالية على الاقل “.
وكان رئيس المجلس الأعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم قد تباحث مع العيساوي الخميس الماضي  حيث رفض استقالته بشكل قاطع طالبا منه العدول عنها معللا ذلك بعدم وجود الشخصية المناسبة في الوقت الحالي لادارة امانة بغداد في ظل وجود المئات من المشاريع الاستراتيجية قيد التنفيذ والاخرى التي في طور الانجاز. واكد الحكيم ان “استقالة العيساوي لاتصب في مصلحة المواطن البغدادي حاليا لعدم وجود شخصيات بكفاءته داعيا اياه الى العدول عنها”.     .
يذكران العاصمة العراقية بغداد شهدت خلال السنوات الاخيرة طفرة نوعية في انجاز المشاريع الخدمية التي نفذتها امانة بغداد ضمن حدودها الادارية فضلا عن قرب انجازها للعديد من المشاريع الاستراتيجية التي تقدم خدمات كبيرة لعموم مواطني العاصمة حال انتهاء العمل بها ومن اهمها مشروع ماء الرصافة الكبير ومشروع تطوير قناة الجيش وتطوير شارع مطار بغداد الدولي وتطوير وتأهيل شارع ابو نؤاس .