18 ديسمبر، 2024 10:18 م

لماذا كل هذا الضجيج !!

لماذا كل هذا الضجيج !!

بعد أربعة عشر عاماً من أللا إنجاز، على جميع الأصعدة، بل التراجع في كل مجالات الحياة. وتردي مستوى العيش. حتى بات من الصعوبة، أن يتم الإختيار، عندما تتوفر للعراقيين فرصة، للعيش في مكان آخر، غير العراق، أن يرفضوها على مضض، أو أن يقبلوها دون تردد. أخال كثير جداًً يفضلون المغادرة. حتى وصل الأمر، حيث لم يكن هناك بلد في العالم، لم تجد فيه مهاجر عراقي. سواء هذه الهجرة الواسعة كانت بقصد، وبتخطيط مسبق، وبتشجيع، أم إنها كانت نتيجة لظروف البلاد، الصعبة، والمعقدة. بعد أن أعجزتهم الطبقة السياسية. لأن أربعة عشر عاماً كفيلة بحل أي أزمة، مهما كانت تعقيداتها، في بلد مثل العراق، تتوفر لديه جميع المقومات، لأن يكون بلد رغيد، عدا الإرادة. والطبقة السياسية خلال هذه الفترة التي ليست بالقصيرة، أثبتت أنها تفتقد الإرادة. بل إن إرادتها مرهونة، ومقيدة، ويضرب عليها طوَّق لا تستطيع الإفلات، من إستحكامه عليها. وقد وصل مزاج العراقيين، الذين لم تتوفر لهم فرصة، غير فرصة البقاء في العراق، الى حدوده القصوى، وبات مرجل غليانه يوشك على الإنفجار. ولذلك فهم يتوعدون الساسة في الإنتخابات المقبلة، في إحداث تغيير جذري. وهذا حق من حقوقهم الطبيعية، أن يختاروا من يمثلهم حقيقة. وبدأ بعضه يضع لومه على بعضه الأخر، على إختيارات تلك السنيين العجاف، وإنهم سوف لن يمكنوا هذه الطبقة، المقيدة الإرادة، لجهة غير الجهة التي إختارتها، ووضعت كل بيضها في سلة، هي، غير سلة العراقيين. حتى كاد العراقيون أن يكفروا بكل شيء، على ما أوصلهم السياسيين اليه. وبات الطرفان، يتوعد، كل منهما الأخر، هذا بإرادة الإنتخابات، للتغيير والخلاص، وذاك بوسائل أخرى، مشبوهة، وغير مشبوه، تبقيه على إمتيازاته، التي لن يتنازل عنها.

 

هذا هو المزاج العام للشعب العراقي، عشية التحضير لإنتخابات مقبلة. فريق من السياسيين، وهم ما يمكن تسميته بجيل الشباب، تسلم الإشارة، وهي ناصعة السطوع. والبعض الأخر، وهو ما يسمى بالحرس القديم، أو الصقور، تجاهلها، لأنه يعتقد، إن حراك العراقيين، ما هي إلا زوبعة في فنجان، تتلاشى، عندما يظهرون لهم العين الحمراء، كما يقال. فأختار الفريق الأول تجديد الخطاب، وأعلان الموقف بوضوح، فجاء تغييره لجلده، بالإنفصال عن ماضيه، والتخلص من تبعاته، وولاءاته، وإرتباطاته السابقة، التي تثير فزع العراقيين منها، والعبور من الخندق القديم، المعروف، الى خندق الوطنية. وقسم من هذا الفريق أعلن عن وضوح إستقلاليته، أيضاً، ورفض التبعية، ورهن الإرادة، والتحليق في فضاءه الحقيقي، الذي يرتضيه، ويرغبه، جميع العراقيين. فيما فريق الصقور، شد من عزمه، وجدد تحالفه، مع قوى خبرها العراقيون، ويعلمون جيداً إنتهازيتهم، وخيانتهم للمواقف، والعهود، أمام المغريات. أعلنها، الصقور، هوجاء على الفريق الأول، وأثار حولهم أنواع الضجيج. ولهذا، يتسائل أي مراقب، مالذي فعله الحكيم، عندما وجد إن نهج المجلس الأعلى قد عفى عليه الزمن، وأراد التغيير، بالنسبة لرؤياه، بشكل جذري، يعتقد إنه قد يتماشى مع هياج الشارع العراقي، ورفضه للنهج السياسي الماضي. ومالذي فعله الصدر، عندما أوضح عن رؤياه، بأن لا مستقبل للعراق، إلا مع محيطه العربي، الذي ينتمي اليه، وأن علاقات العراق مع دول الجوار ينبغي لها أن لا تتعدى الإحترام وعدم التدخل بالشأن الداخلي. ولذلك، فإن المراقب، لا يجد معنى الى كل هذا الضجيج، حول هذين الحدثين المميزين في الحراك السياسي العراقي. سوى إن لدى الصقور شعور، إن المبادرة قد سحبت من تحت أقدامهم البساط. وإن هذا النهج على سطحيته، يعد خطراً على وجودهم، وعلى البقاء في المشهد السياسي.