22 نوفمبر، 2024 9:27 م
Search
Close this search box.

استعمارٌ بلباس الدين!

استعمارٌ بلباس الدين!

يُعَرَّف الاستعمار هو ظاهرة تهدف إلى سيطرة دولة قوية على دولة ضعيفة، من أجل بسط نُفوذها لاستغلال خيراتها في المجالات الاقتصاديّة والاجتماعية والثقافية، وهو بالتالي يُعتبر نهباً وسلباً لمُعظم ثروات البلاد المُستَعمرة، وتحطيم كرامة الشعوب وتدمير تُراثها الحضاري والثقافي، وكذلك فرض ثقافة الدولة المسُعَمِرة، والاستعمار إخضاع جماعة من الناس لحكم أجنبيّ، وتسمى الأراضي الواقعة تحت الاحتلال البلاد المُستعمَرة، وقد وقعت معظم البلاد العربية تحت الاستعمار الأحنبي.
مفردة الاستعمار ومعناها رافقت الشعوب عموما والشعب العراقي خصوصا، فهي حاضرة في المناهج الدراسية والشعارات التي رفعتها الأحزاب والحكومات التي توالت على حكم العراق، فالجميع يمقت هذه المفردة ويرفض أن يكون بلده مستعمرا، بل حارب ويحارب من اجل ذلك، والقضية أوضح من أن نطيل في تبيانها….
لكن العجب العجاب أن تجد النزعة والثقافة والإستراتيجية الاستعمارية حاضرة ومسيطرة على تفكير وسلوك من كان يزعم انه ضد الاستعمار ويرفع الشعارات المناوئة للاستعمار ويدعوا الشعوب للثورة ضد الاستعمار، فتجد الخراب والدمار والسلب والنهب وتدمير التراث الحضاري والثقافي وفرض الثقافة والديانة والعقيدة التي يؤمن بها هؤلاء على شعوبهم أو الشعوب التي يتدخلون في شؤونها أو التي سيطروا عليها بذريعة التحرير والدعوة إلى الإسلام أو غيرها من الشعارات التي رفعوها لتبرير غزواتهم للشعوب والأوطان….
فمثلا من يطلع على كتاب الكامل لأبن الأثير يجد استعمار بربريا بلباس الدين مارسه خلفاء وأئمة وسلاطين وقادة التيمية بحق الشعوب والأوطان ، قتل وقمع وإقصاء وتهميش وسبي واغتصاب للنساء وسلب ونهب وحرق وتخريب وتدمير… وغيرها وفي هذا الصدد يعلق احد المحققين حول منهج خوارزم احد سلاطين التيمية بالقول: جُندُ خُوارَزْم لا عقيدة لهم إلا عقيدة السلب والنهب والتخريب والسبايا والنساء، فإذا فقدوا هذه المكاسب فإنهم لا يقاتلون بل يهربون كما هرب سلطانهم الإمام خُوارَزم بعد أن غدروا غدرتهم بتجار التّتار فَوَرَّطوا المسلمين وأوقعوهم في مُضِلّات الفتن في قتل وسبيٍ وهلاك واِبادة ودمار، وكما يفعل المارقة الدواعش الآن فتسببوا في تدمير البلدان وقتل وتهجير العباد ،،
وفي العراق ظهرت النزعة الاستعمارية بأبشع صورها، حيث شهد هذا البلد المنكوب ومنذ الاحتلال أبشع صور الدمار والخراب والقتل والقمع والٌإقصاء والتهميش والسلب والنهب والتخريب والديكتاتورية في كل الجوانب، وفرض إرادات ورؤى وثقافات، ناهيك عن النزعة الطائفية التي تلغي الغير وعقائدهم وتوجهاتهم، وما فعله الدواعش الذين يسيرون على نهج أئمتهم من التيمية فهم لا عقيدة لهم غير السلب والنهب والتخريب والهروب وتدمير البلدان وقتل وتهجير العباد!!، نعم انه الاستعمار الذي تستر بالدين، والدين منها براء وهو اخطر أنواع الاستعمار لأنه يكون مقدسا ولا يجوز الوقوف بوجهه…

أحدث المقالات