اصبح اسم تركيا عند ابناء العراق غير محبب ومكروه والسبب ان تركيا لم تفكر ان عنجهيتها العثمانية سوف تدفعها نحو السقوط يوما بعد اخر . وان مايقوم به رئيس وزراء تركيا رجب طيب اوردكان من سياسة عرجاء ضد جيرانه سوف تجعله يعض اصابع الندم مما سوف تسبب له من خسائر قد تفوق المليارات من الدولارات !! والتمدد التركي في العراق اصبح لايطاق على جميع الاصعدة . وقد لايخفى على أحد ان الشركات التركية تعمل في كل محافظات العراق تقريبا . وعندها مشاريع كبيرة . اضافة الى ان استيراد العراق من تركيا سنويا لايقل عن 15 مليار دولار . والشيء العجيب ان الساسة الاتراك لم يحسبوها جيدا كما يبدو من الواقع المزري الذي تنتهجه سياسة اوردكان اتجاه الحكومة العراقية .
فهو بين فترة واخرى يخرج علينا بتصريح او عمل استفزازي على اهلنا في كوردستان بقصفه المناطق الكردية بكل ضراوة لالشيء سوى ارضاء لرغاباته المريضة بحجة وجود المعارضين الذين يشكلون خطرا عليه .
ولو كان اوردكان حكيما وسياسيا من الطراز الاول لكان أكثر ذكاء في تعامله مع هؤلاء المتمردين كما يحلو له ان يسميهم وان يستفاد من الربيع العربي الذي أطاح بعتاة الجبابرة من طغاة الرؤساء العرب . ولكنه حتى هذه اللحظة لم يستوعب الدرس . وسوف يأتي اليوم الذي يتربع هؤلاء ( المتمردين ) في كل انحاء تركيا على سدة الحكم كما حدث بالنسبة للاخوان المسلمين الذين لم يكونوا يحلمون يوما ان يحصلوا على منصب سياسي بسيط وليس ادارة دولة . وقد حذر دولة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رئيس الوزراء التركي من حماقاته واشار له بذكاء ان يتعامل مع المعارضة بحذر شديد لان من تقمعهم اليوم سوف يحكمون غدا وطالبه بالاستفادة من الذين قمعوا شعوبهم والمصير الذي آلو اليه !!
إضافة لذلك على اوردكان ان يفكر في السوق العراقي الذي ( أتخم ) تركيا اقتصاديا وفتح لها الابواب بسوق واعدة انتشلت تركيا من أزمات كثيرة .
ثم ان الشعب العراقي شعب مثقف بأمكانه الرد على السياسات التركية الغبية إتجاه الحكومة العراقية مايعادل الصاع صاعين وفي هذه الحالة سوف تخسر تركيا أكبر باب انفتحت لها وأثرتها خلال السنوات السبعة الاخيرة !!
وكان المفروض على تركيا ان تنتهج سياسة أكثر ذكاء في الوقت الحاضر وليس العكس مع العراق . ومما زاد الطين بلة في الايام الاخيرة وخلال هذا الاسبوع أن تركيا بدأت تلعب دورا خطيرا جدا في العراق . وقد كشف بعض النواب في البرلمان العراقي على أن هناك ضغوط تركية على كتل في مجلس النواب بغية عدم تصويتهم على أي مشروع لرفع شكوى ضدها في الامم المتحدة بسبب اعتداءاتها المستمرة والمتكررة على حدود العراق .
فهي بين فترة واخرى وكلما تجد فرصة مناسبة تجدد قصف المناطق والقرى الكردية في شمال العراق . والجميع يرى بأم عينه كيف تخرق الطائرات التركية الاجواء العراقية وهي تقصف اقليم كردستان . وفي كل مرة تعتدي الطائرات التركية على حدودنا تترك خلفها القتلى والجرحى من الابرياء !!
وهي قبل ايام دمرت مشروع للدواجن بالكامل على سفوح جبل قنديل . كما انها استانفت القصف بالمدفعية وقصفت جبل متينا في ناحية ديرلوك في دهوك .
وهذا مما لايمكن السكوت عليه . ومن حق الحكومة العراقية الان في تقديم مذكرات الى المجتمع الدولي والضغط على الامم المتحدة من اجل المطالبة بتعويضات لاتقل عن 3 مليارات دولار !!
لكن سكوت بعض النواب يبدو انه مدفوع الثمن . وكما يبدو من المشهد السياسي ان بعض هؤلاء النواب الذين ينتمون الى كتل معروفة بأنتماءاتها يخشون التهديدات التركية بحقهم وأنهم يصمتون عندما يطرح الموضوع للمناقشة والمداولة وتجدهم يتهربون من ابداء ارائهم . بل ان هناك نواب كرد يرفضون التعاطي مع الاعتداءات التركية على الحدود في اقليم كردستان رغم انه انتقاص كبير لسيادة الحكومة العراقية . والسؤال لماذا يتردد النواب الكرد عن اعلان رأيهم بصراحة على هذه الاعتداءات المستمرة على قرى اقليم كردستان ؟
وهل يعقل ان بعض نواب الكرد باعوا ضمائرهم للاتراك مقابل ضمانات مالية وحسابات بنكية في بنوك العالم تنفخ اكراشهم وتضعف عقولهم وتسحق غيرهم ؟
هل هذا الموقف مشرف لبعض نواب الكرد ام انه خيانة علنية ورسمية لكل ابناء كردستان ولكل العراق ؟ الم يكن من الواجب رفع أصواتهم عاليا والتنديد بالقصف التركي على الاراضي والقرى في عدة مناطق كردية ؟
خاصة وان العراق يملك حقوق دولية تمكنه من ردع تركيا ولكن لان بعض النواب من الذين باعوا ضمائرهم مقابل المال اصبح من الصعوبة التحرك امام مثل هذه الملفات . وهذا سبب من عدة اسباب جعلت الاتراك يستغلون ضعفنا وعدم تماسكنا وانقسام الكتل والسياسيين مع بعضهم كان فرصة ثمينة لتركيا لكي ترمي السهم في قلب الهدف واستباحة الدم العراقي والسياسي العراقي والارض العراقية بكل وقاحة واستهتار . والواجب قطع العلاقات التجارية مع تركيا مقابل المياه .