19 ديسمبر، 2024 1:03 ص

غيلان السياسة وأصحاب الكياسة!

غيلان السياسة وأصحاب الكياسة!

عندما تنطلق ترهات طائفية، من أبواق نشاز وتتعالى، وتكون بين سطورها حرب مقيتة، وتحاول جاهدة لإشعال الفتنة من جديد، وتحت أي مسمى، فالنتيجة واحدة، هي أن مَنْ لا يملك لسانه يندم، ومَنْ لا يتعلم يجهل، فأي طريق هو الصواب، عندما تنظر بعين عوراء نحو النظرية الوطنية، وأنت تعيش في فنادق الدرجة الأولى، بأنحاء من دبي، وإسطنبول، والدوحة، وعمان؟ وهذا ما سيسجله عليكم التاريخ.
يبقى عزائنا الأكبر، هو من يسكن محصنناً ومحمياً، في المنطقة الخضراء دون رقيب، أو حسيب لتصرفاتهم! وهم يصرحون ويطبلون بالطائفية، ويتلذذون بدمائنا وأموالنا، على حساب كرامتنا المفقودة.
إن كل ما يمت للحياة في العراق بصلة، مثل (الأمن والأمان والتسامح والتعايش والحوار والوحدة والوئام ) أصبح في موضع الشك، وبعيداً عن اليقين، حُرف عن موقعه الحقيقي، حتى أمسى حلماً نصبوا إليه في الوقت الراهن، حلم لا يمكن تحقيقه بسهولة، بسبب الأشخاص الذين يحاولون إثارة الفتن والصراعات؛ كيفما كانت، وإطفاء نور الحرية والكرامة، من اجل أن يقتاتوا على فوضوية البلد الضائع، والمتهالك، والإعتماد على ضعف الحكومة، التي لا تملك من الهيبة والإرادة، للوقف بوجه هذه الشرذمة القذرة.
هناك حكمة عالمية قديمة تقول: (من الطبيعي أن ترى السفينة في الماء، ولكن من الخطر ان تشاهد الماء في السفينة!) وما قيل عن هذه الحكمة كثير جداً، ومحاولة ربطه بواقع العراق في عالم اليوم شيء واقعي جداً، والأسباب مؤلمة حقاً؛ فبعض الطبقة السياسية تعاملت مع أوضاع البلد، مثل أرجوحة النار، تدفع به صوب أنواع العنف، والفوضى، والفساد، والطائفية، ولم يقلق معظمهم حيال خرق السفينة من الوسط لتمتلأ بالماء، فما أخطر المشهد الثاني.
ما يثير دهشتنا المشهد الأول الذي طال إنتظاره، لأنه طبيعي جداً، حين ننظر للسفينة وهي تطفو على الماء، وكل له واجبه ليقود عمله بدقة فتمضي قدماً بأمان، أما ما يلاحظه العراقيون، من بعض ساسة اليوم، فهو واقع مأساوي جعل حب الدنيا، والمناصب والمكاسب شغلهم الشاغل، ورغم ذلك فالقافلة ستسير، وستبقى الكلاب تنبح، لكن ثمنها غالٍ جداً قد دفعه المواطن الذي يسعى جاهداً، وهو يبحث عن الأمان وسط غيلان الساسة، ومصاصي الدماء.
ختاماً: لم ولن أكون متشائماً، لأني تعلمت أن ما يطفو على سطح (القدر)، في الطبخ لابد أن يرمى.