خطوات سريعة ومفاجئة؛ قام بها السيد عمار الحكيم, خلال الأيام الماضية, جعلت الساحة السياسية في العراق, تطرح المزيد من التوقعات والتكهنات, لما ستؤول إليه الأمور, لاسيما لما للمجلس الأعلى الذي كان يترأسه الحكيم سابقاً من دور محوري, ناهيك لرئاسته التحالف الوطني, ومستقبل ذلك, بعد الإعلان عن تأسيس تيار الحكمة الوطني.
الحكيم وفي تجمع لأنصاره, طرح حزمة من المبادئ والثوابت والأصول لتياره الجديد, مؤكداً إن التيار الذي أعلن عنه ببغداد, يوم الاثنين الموافق 24 تموز عام 2017, سيتخذ خطوات ثابتة ومتزنة في المرحلة القادمة, مجيباً على تساؤلات تدور في خلد العراقيين, حول أسباب تسمية التيار بـــ(الحكمة), وهل هو تيار لبرالي؟! كما يتهمه منافسيه, أم الإسلام والوطنية يبقيان الهوية الحقيقية لمشروع الحكيم.
الحكيم استهل خطابه بآية قرآنية من سورة الزخرف, تشير إلى مجيء النبي عيسى لقومه قائلاً: (قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ), دليلاً على وجود اختلافات وتقاطعات, وتحتاج لبينة ما دعاهم لتقوى الله وطاعته, وهذا دليل على إن الحكيم يحمل فكراً ومشروعاً إسلامياً, وأكد إن اختياره لهذا كان عن بصيرة وحجة على نفسه, وفيه رضا لله تعالى, ورسوله وأهل بيته وصاحب الزمان “عليهم السلام”.
الحكيم حاول التذكير بمناقب عائلته, ودورها السياسي والديني في العراق, ليربط تأسيس تيار الحكمة الوطني بتراث ومشروع جده الإمام السيد محسن الحكيم, الذي كان مشروعه المجتمعي “دار الحكمة”, في دلالة واضحة, إن “الحكيم عمار هو امتداد للحكيم المرجع” في استكمال “لمشروع المائة سنة”, وإن شرعيته يأخذها من مرجعيته الرشيدة, في إشارة واضحة لمرجعية النجف الاشرف, وثوابت شهيد المحراب وعزيز العراق.
إما في الثابت الوطني؛ أطلق الحكيم عبارة “نحن وطنيون”, ونحن مشروع سياسي “يريد أن يبني دولة مسؤولة عن كل رعاياه ومواطنيها”, وبذلك فقد طرح الحكيم “مشروع المواطنة” الحقيقية لبناء العراق, ولم يؤسس تياره لإغراض انتخابية أو غايات معينة, إنما يرى إن مسؤوليته تمتد على مساحة الوطن بأكمله, وتشمل كل مذاهبه وقومياته ودياناته, لان منهج الحكيم بناء دولة, وليس بناء حزب.
كما يرى الحكيم؛ إن الخلافات في العراق هي من أعمق المشاكل, هذا ما يجعل الكل مسؤول بالبحث عن التوافق, لإخراج الوطن من مشاكل الأمن والسياسة والاقتصاد والأعمار, والمعوقات الاجتماعية والتنموية, لذا طرح الحكيم “مشروع الحكمة” من خلال تياره, وجهوده الحثيثة للانطلاق نحو الأمام, لإيجاد الحلول الناجعة والكفيلة لوضع المعالجات الحقيقية لمعاناة الوطن, وجعل تيار الحكمة الوطني نقطة لاتقاء المتقاطعين والمختلفين.
الحكيم؛ ومن خلال التعريف بالهوية الإسلامية والوطنية لتيار الحكمة, كشف عن شبهات المشككين والمحاولين الاصطياد بالمياه العكرة, الساعين للتشويش على مشروعه الجديد, لاسيما محاولاتهم ربط تشكيل تياره بأفكار غير الإسلامية, إلا إن ذلك لم يصمد أمام خطاب الحكيم, المتضمن للمتبنيات الفكرية والسياسية, التي ستكون الحجر الأساس لمشروع تيار الحكمة الوطني.
منطقة المرفقات