سابقة غريبة حصلت في الشارع العراقي هذه الايام حيث فجر عمار الحكيم مفاجئة، جاءت كالصاعقة على الاوساط السياسية والوطنية، حيث اعلن عن خروجه من المجلس الاعلى وتشكيل تكتل جديد، تحت مسمى تيار الحكمة خطوة اثارت الكثير من التساؤلات، فلماذا ترك ما أسسه والده وعمه ولمن ترك ذلك وهل حاد عمار عن خط اهله؟
كل من يفسر هذه التساؤلات يركز على فشل الاحزاب الاسلامية، واتجاه الحكيم لأحداث التغيير الاول من نوعه بتأسيس حزب ليس بالإسلامي، وهنالك من يقول ان الحكيم ركب موجة المدنية والسخط الحاصل على حزبه السابق، وهذا الخيار لم يصمد كثيرا امام من يرى الساحة بعين المنصف لا المنحاز، لان الحكيم ومنذ العام 2010 قد اسس في تياره تجمع يسمى بالأمل، وهو عابر للطائفية وذو طابع مدني حيث تجد فيه الجميع وبلا استثناء، فتيان وفتيات بأعمار الشباب، فلو صح قولهم بانه ركب الموجة لماذا يمتلك تشكيل مدني منذ مدة!
وهنالك تساءل يثار كثيرا هو تخلي الحكيم عن ارث ابائه واجداده؟ بتخليه عن المجلس ومن فيه من قيادات، وهذا ما بينه الحكيم في بيانه بان احترام الذوات المتبقية فيه، وبصور الاب والعم والجد خلفه في البيان يرسل صورة بان ارثنا معنا باق، لكن ما وصل اليه الحكيم بان تقييد الحزب الاسلامي لحركته الشبابية لابد لها من حل، فلم يتفق معه ممن رافق عمه واباه في هذا المنطلق احد، ولعل هذا من ابرز اسباب خروجه من المجلس، فاصبح اليوم حر خارج تخندق المذهب وبعيد عن القومية، التي كانت من الشروط والضوابط في بيته السابق.
سبب تغيير الحكيم لحزبه باخر واستبدال قياداته بأخرى، لم يكن وليد الصدفة او بلا تخطيط مسبق، فهو اليوم اقدم على ساحة الوطن بأجمع مواطنيه ومذاهبه واديانه و قوميات العراق اجمع، ناشدا فيهم الشباب لكي يتصدروا العمل السياسي، والان اصبح بإمكانه وضع اي شاب في اي منصب داخل تياره او خارجه حيث يشاء ومتى شاء، ولا يوجد لمعارض حول ذلك وخصوصا بان وليده الجديد يؤمن بالرمز الواحد لا منافس له، لكن لا يؤمن بالتفرد بالقرار فالقرار للجميع والرمز للجميع ايضا، فهو يسعى لكسب الشريحة الكبرى من الشباب كي يواصل نجاحه ونجاح ما انشئه.
النتيجة الموضوع بنظر محايد فالحكيم لم يركب الموجة كما يدعى، فهو منذ سبع سنوات بذر بذرة هذا التنظيم، لكن عليه وعلى المخلصين من حوله التخلص ممن افسد في التيار او في الحكومة، هذا لابد منه كي ينشئ وليده الذي كانت الايام حبلى به لكي يعيش صحيح سالم من العاهات.