قد يفهم البعض إن المقال مناجاة ومناغمة لشخصية ما بهذا المقال، والحقيقة هي: بيان حقائق وتوضيح للرأي العام عما يدور على الساحة السياسية من أحداث وتطورات؛ بما لا يقبل الشك أن الأسباب الحقيقية التي أدت لتخلي السيد عمار الحكيم عن حكيميته الأم ليستتر بحكمة وليدة، ماهي إلاّ أسباب قد لا تؤدي لما حصل؛ فما هي الأسباب ومن هو المسبب، هذا ما سنوجزه بمقالنا هذا.
بناءاً على متابعتنا وبالإعتماد على بعض المقربين من المجلس الأعلى الإسلامي بجميع قياداته، توصلنا لجملة أسباب أدت لتفكك أقوى “معارضة ” لحكومة البعث وتياراً حارب الديكتاتورية بكل شجاعة، ويعتبر بمثابة الثورة الإسلامية في العراق، فمن كان سبب الإنقسام وماهي المسببات ومن هو المسؤول المباشر؟
بعد الإنتخابات البرلمانية عام 2014 حصل المجلس الأعلى الإسلامي على ثلاث وزارات، بمقتضى الإستحقاق وحسب عدد المقاعد البرلمانية والإتفاق ما بين الكتل، حيث حصل المجلس على وزارات “النفط، النقل والرياضة والشباب وهذه الوزارات ربما كانت نقمة وليست نعمة؛ وكما هو معروف فالتنظيمات والجماهير التي إنتخبت الحزب الفلاني أغلبها تنتظر قطف ثمار (صوتها الإنتخابي الثمين)! ويتحتم على قادة الحزب الفائز أن يخصص درجات وظيفية باللآف ثمناً للصوت الإنتخابي الذي أوصلهم لقبة البرلمان ومكتب الوزارة، والذي حصل إن الزبيدي لم يرضخ للمطالب الخاصة وقوائم التعيينات التي بدأت تصل لمكتب الوزير، وعند سؤالنا مقرب من وزير النقل السابق باقرجبر الزبيدي عن سبب تخلي الأخير عن وزارته؛ ورفضه العودة رغم حكم قضائي، قال: إن الفساد في قوائم التعيينات كان سبباً وتنامى، وكذلك عدم الرضوخ لمطالب بتمشيه معاملات لمشاريع غير مجدية.
حيث كشف الوزير الزبيدي حالات فساد أدين بها مدراء ومعاونين حينها مما أدى لنشوب خلافات تعمقت بين الحكيم والزبيدي أدت إلى القطيعة، بالإضافة لذلك فأن الزبيدي كشف بأن التعيينات كانت مقابل ثمن، وليس بالضرورة أن يكون ثمناً مادياً! بل ربما أخلاقياً يسئ لسمعة المجلس الأعلى والإرث السياسي والديني لآل الحكيم، وهنا بدأت المشكلة عندما إمتعض أغلب قادة المجلس الأعلى من “شلة الشباب” الفاسد التي أحاطت بالسيد عمار الحكيم وكأنهم غسلوا دماغه.!
وهؤلاء الشباب لن يكونوا قطعاً بديلاً ناجحاً لتيار شهيد المحراب، بل أساءوا التصرف علناً وليس سراً، وما إن أفصح السيد عمار الحكيم عن إنبثاق تياره الجديد “الحكمة” حتى تعالت الهتافات الشبابية تزمجر وتمجد بتيار الحكمة الوليد الذي سيواجه ثورة باقر الزبيدي ومن معه ضد الفساد.
منطقة المرفقات