18 ديسمبر، 2024 9:09 م

ولادة تيار الحكمة الوطني شغلت النخب السياسية واصبحت من اهم الاحداث التي تصدرت واجهة الاعلام في الشارع العراقي ساعد على ذلك الماكينة الاعلامية المتميزة لهذا التيار الذي جمع بين الكهولة والشباب ليخط له مسارا سياسيا جديدا في الساحة العراقية بعد انشطاره عن الجسد الام (المجلس الاعلى الاسلامي) الذي مازال قائما على اعمدته القديمة التي واكبت مراحله الاولى وحتى اللحظة.
مايحسب للطرفين تعاملهم المتزن والهادئ مع عملية الانشطار ولكن هناك الكثير من الامور التي تعكر مزاج الطرفين في قادم الايام وهذا الامر من المسلمات في العمل السياسي وليس تشاؤما او تشكيكا او مزاجية وانما هناك ملفات عديدة مازالت متعلقة بكِلا الطرفين وستفتح قريبا جدا ويتم استخدامها في ميدان التنافس السياسي المشروع ومنها طبيعة علاقة المجلس الاعلى مع الحلفاء وكيف سيتم التعامل مع هذا الملف وكيف ستتعاطى الكتل مع الالتزامات السياسية المبرمة مع المجلس الاعلى قبل الانشطار واعتقد سيكون هناك تقاربا كبيرا بين المحاربين القدامى في المجلس الاعلى وفيلق بدر وربما هي فرصة لاستعادة الذكريات وتوحيد المواقف وتشكيل جبهة سياسية والعمل على تحييد تيار الحكمة الوطني وعدم فسح المجال له في التمدد داخل الجمهور (المجلسي والبدري) ولذلك هناك تحديات كبيرة ستواجه المولود الجديد الذي سيصاب بالعديد من (الوعكات السياسية) في ظل هذا المناخ السياسي غير المستقر.
اعتقد ان هناك متغيرات سياسية كثيرة سيشهدها الواقع العراقي ومنها ولادات جديدة اخرى ستغير من شكل التحالفات وستحاول اغلب الكتل السياسية ان تظهر برداء جديد حتى وان كان بنفس الوجوه.
ان المناورات في العمل السياسي حالة مشروعة وتساهم في تحريك المياه الراكدة وربما تفتح نوافذ جديدة في التفكير والاداء السياسي ولعلها تفضي الى تجاوز اخفاقات الماضي الا انها قد تكون مجرد تغيير في الشكل مع بقاء المضمون وذلك مالانتمناه لتيار الحكمة ولبقية التيارات والاحزاب السياسية الفاعلة في العراق