المنهج التبريري هو أسلوب قائم على أساس التغطية على الانحراف بصناعة واختلاق مبررات واهية ، وهو يعمل على التوفيق بين المظاهر والسلوكيات المنحرفة وبين الدين ، فيوظِّف الرسالة لتبرير تلك السلوكيات التي تصدم مع تعاليم الإسلام ، حتى يصل الأمر إلى تحريف الرسالة والالتفاف عليها، وهذا ما يطلق عليه باسم الدين التبريري الذي تحول إلى أفيون يُخدِّر الشعوب ، ولقد تجلى هذا المنهج أبان فترة تسلط الأمويين على مقدرات المسلمين ، إذْ عمد الخليفة والحاكم الأموي إلى الترويج لأفكار وعقائد تبريرية كي يُغطّي ويُمَوِّه على انحرافه وفسقه ، والتاريخ الإسلامي زاخر بثقافة التبرير فمنها ما يذكره المحقق المهندس نقلا عن ابن الثير حيث يقول: قال ابن الأثير ثم دخلت سنة ثمان وعشرون وستمائة628 ه : ذكر خروج التتر إلى أذربيجان، وما كان منهم، ا..ب..ح- فلما وصلت كتب مقدم الاسماعلية إلى التتر يستدعيهم إلى قصد جلال الدين بادر طائفة منهم فدخلوا بلادهم واستولوا على الري وهمذان وما بينهم من البلاد ثم قصدوا أذربيجان، فخربوا ونهبوا وقتلوا من ظفروا به من أهلها وجلال الدين لا يقدم على أن يلقاهم ولا يقدر أن يمنعهم عن البلاد قد ملىْ ورعبا وخوفا..
د- وانضاف إلى ذلك أن عسكره اختلفوا عليه، وخرج وزيره عن طاعته في طائفة كثيرة من العسكر، وكان السبب غريبا اظهر من قلة عقل جلال الدين ما لم يسمع بمثله.. “تنبيه”: ليس عند ابن الأثير مشكلة ولا اعتراض على ما فعله جلال الدين، لأنه ليس بغريب بل هو عادي وطبيعي بين المسلمين ومشرعن، و مبرر من أئمة التكفير والإرهاب!!!، وآما الخلفاء الأئمة أولياء أمور المسلمين فحدث ولا حرج!!!، ولهذا لا مشكلة عند الكاتب إلا قلة عقل جلال الدين الملك السلطان الخليفة إمام المسلمين وأمير المؤمنين!!! وماذا فعل جلال الدين وكيف جسد الجلال للدين؟!!!.
فبالرغم من تصدي الشارع المقدس لكل مظاهر المنهج التبريري، إلا أن هذا النهج صار دستورا ومنهجا ودينا يسير عليه رموز الدين الانتهازيين وخصوصا أئمة التكفير والإرهاب لتبرير مواقفهم وسلوكياتهم المخالفة لتعاليم الإسلام ، وهذا ما انعكس سلبا على واقع المسلمين بل وعلى واقع البشرية، لأنه خلف المآسي والويلات والثبور حيث تم التبرير لكل الجرائم والإنتهاكات والمفاسد والمظالم التي حلَّت على الشعوب والأوطان، ولعل العراق وشعبه من أكثر الشعوب والبلدان التي اكتوت وإحترقت بنار ثقافة التبرير المسيطرة والمتحكمة، والطامة الكبرى أنها تمرر بلباس الدين !!!.