3 نوفمبر، 2024 12:31 ص
Search
Close this search box.

الضحايا يقتصون من الجلادين

الضحايا يقتصون من الجلادين

في صيف عام 1988، وعندما قام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بإرتکاب واحدا من أبشع مجازره وحشية و بربرية بحق أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق، فإنه کان في ذروة قوته و متيقن من إن هذه المجزرة ستمر حالها حال مئات المجازر الاخرى التي إرتکبها هذا النظام منذ أن صفى الامر للتيار الديني المتشدد فيه بإستلام مقاليد الامور في طهران.
مستوى و حجم البشاعة في هذه الجريمة الدموية التي يمکن وصفها بجريمة القرن بحق السجناء السياسيين، تأتي من حيث إنه قد تم تنفيذها بناءا على فتوى متأخرة لمٶسس النظام الايراني الخميني ضد أکثر من 30 ألف سجين سياسي کانوا يقضون أحکاما قضائية صادرة بحقهم من محاکم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وقد جاءت فتوى الخميني لتعطل الاحکام القضائية تلك بفتوى الابادة الشاملة، و الافظع من ذلك، إن هذه الفتوى الحمقاء و المجنونة قد تم تنفيذها بحق أغلبية من الأفراد الذين کانوا قد حکموا لأشهر معدودة أو لبضعة أعوام، إذ تم تنفيذ حکم الاعدام مثلا بأعداد کبيرة لأنهم على سبيل المثال لا الحصر کانوا يحملون جريدة”مجاهد”الخاصة بمنظمة مجاهدي خلق، أو لأنهم قد حضروا في مناسبات للمنظمة أو تحدثوا عنها في ثمة أماکن و ماشابه، وهو ما يبين و يظهر مستوى الوحشية المفرطة المستخدمة لهذا النظام ضد معارضيه عموما و ضد منظمة مجاهدي خلق خصوصا.
مجزرة صيف عام 1988، التي إعتبرتها منظمة العفو الدولية بمثابة جريمة ضد الانسانية و يجب محاسبة منفذيها أمام محکمة الجنايات الدولية و الاقتصاص منهم، حرص نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أشد الحرص على التکتم عليها و عدم نشر التفاصيل المتعلقة بها، لکن هول و بشاعة الجريمة و إيغالها في الوحشية المفرتة، جعلت هناك حالة من الاهتزاز و الشعور بالذنب و تأنيب الضمير حتى من جانب مسٶولين و قادة من النظام وهو مادفع لإصدار تعليمات مشددة بخصوص هذه الجريمة بحيث تجعل کل من يقف ضدها أو يتحدث عنها تحت طائلة المحاسبة و المسائلة.
هذه المجزرة التي ظلت منظمة مجاهدي خلق تٶکد عليها و تلفت أنظار العالم إليها وخصوصا الى جوانبها المعادية ليس للقيم الإنسانية فقط وانما حتى للسماوية و للقوانين و الاعراف المعمول بها على مختلف الاصعدة، دوت أصداءها مرة أخرى عندما کشف النقاب عن التسجيل الصوتي لآية الله المنتظري أيام کان نائبا للخميني وفي يحذر من آثار و نتائج و تداعيات هذه المجزرة مٶکدا في حديثه الموجه الى لجنة الموت التي کان أحد أعضائها مرشح لوزارة العدل في حکومة روحاني القادمة بالاضافة الى رئيسي الذي کان مرشحا قبالة روحاني في الانتخابات الرئاسية الماضية، حيث قال بأن التأريخ سيتحدث عن هذه الجريمة البشعة و سيذکر النظام بسوء، هذا التسجيل الصوتي الذي من الممکن إستخدامه کدليل إدانة ضد النظام الايراني، مضافا إليه حالة الغليان الشعبي في داخل إيران و المتصاعد يوما بعد يوم بشأن هذه الجريمة بصورة نجد أن التطرق إليها بات أمرا روتينيا مما يٶکد على وطأتها المتزايدة على طهران ناهيك عن الحملة الدولية المستمرة لمنظمة مجاهدي خلق من أجل کشف و فضح هذه الجريمة على أوسع نطاق، وفي کل الاحوال فإن الامور و الخطوط العامة المتعلقة بهذه القضية تسير بصورة تدل على إن ضحايا هذه المجزرة يقتصون من جلاديهم!

أحدث المقالات