اياد الزاملي :
قبل دقائق من استيقاظي هذا الصباح ، حلمت : زوجتي تقبل انامل طفل صغير .. بعدها بقليل ايقظتني ، قلت في نفسي : سأفقد عزيزا هذا اليوم .. قلقت انتابني خوف شديد !! .. وانا اصطحب ابنتي الى مدرستها ، تفحصت بريدي الشخصي في الطريق واذا برسالة تردني من الشاعر عبد الرزاق الربيعي تقول : قاسم مطرود رحل عنا قبل قليل !!! ..
في زيارتي الأخيرة الى القاهرة التقيت بالصديق الشاعر عبد الحميد الصائح ، وجدته قلقا وكأنه يخفي شيئا ما ، استبق سؤالي : اجهز تقريرا عن قاسم مطرود ، سيرحل عنا قريبا ! .. لم أعلق ، رحت اشغل نفسي … وكأني اهرب من حقيقة واقعة ….
اصدقائي .. اصدقاء الكاتب الفنان قاسم مطرود : مات قاسم مطرود بعد سنين من مرض عضال ، كان يقاومه بشراسة .. اتصل بي قبل اسابيع من رحيله ، دائما كان يقول : سأهزم المرض يا اياد لا تقلق .. سأعيش رغما عنه .. سيقضي عليّ حتما ، لكنه لن يقضي على ذكراي ..!! ..
اتعلمون يا اصدقائي ما يعني رحيل قاسم مطرود بالنسبة الى صديقته قبل ان تكون زوجته ” خالدة ” ؟ ، هو نفسها الصاعد قبل النازل .. هو حياتها ، ماضيها ، حاضرها ، كل مستقبلها ..
قاسم مطرود خسارة كبيرة للمسرح العراقي .. استطاع بجهده الشخصي ان يحقق نجاحا كبيرا وشهرة واسعة عربيا وعراقيا ..
بعد ايام قليلة من ظهور كتابات في 1 – 9 – 2002 ، اتصل بي واخبرني انه سينشيء موقعا مختصا بالمسرح ، اسماه ” مسرحيون ” وكان الأول من نوعه على الشبكة العنكبوتية .. حقق موقعه هذا نجاحا وشهرة واسعة ..
لـ قاسم مطرود اسهامات عدة في مجال الكتابة المسرحية ، أُخرجت من  قبل اكثر من مخرج  عربي  وعرضت اعماله في عدد من البلدان العربية وشاركت في عدة مهرجانات مسرحية في داخل وخارج العراق .. لن اتحدث عن مطرود الكاتب والناقد والفنان ، سأترك ذلك لأصدقائه …
اختصر قاسم مطرود بجملة واحدة : كان يحب زوجته بجنون ، هي مصدر الهامه ، هي سعادته الأبدية .. هي كل شيء في حياته …
لم ترحل ياقاسم مطرود .. ذكراك حاضرة في قلوبنا ونفوسنا وقبل كل ذاك ستبقى حاضرة في ذاكرة عراقنا ..
احبك ياقاسم مطرود .. احبك ، فانت نسمة من نسائم عراق الثمانينيات الذي غادرنا الى غير رجعة ..
اعزي العراق برحيلك .. اعزي زوجتك القديسة بغيابك .. اعزي كل محبيك بفقدانك .. اسكنك الله ياقاسم جناته الواسعة ..
الساعات الأولى من صباح 7 – 9 – 2012