خاص – كتابات :
ماذا يجري في بلاد الرافدين.. ألم يحن الوقت بعد لأن تهدأ الأوضاع السياسية والأمنية في أحياء ومدن العراق وعلى رأسها العاصمة بغداد ؟
الفاعل حر طليق.. لن تهنأوا بتحرير الموصل..
اغتيال وراء اغتيال.. تصفيات جسدية غامضة والفاعل حر طليق.. من يريد أن يفسد المشهد ؟.. من يريد أن يرسخ في الأذهان أنه لا آمان إلا بوجودنا على رأس السلطة ؟.. لن تهنأوا بتحرير الموصل أو غيرها من الأراضي العراقية من الإرهاب.. إلا ونحن في السلطة !
إرهاب من نوع آخر يضرب شوارع بغداد ومدن العراق.. قتل للأطباء.. اغتيال للإعلاميين.. ذبح للرياضيين والسياسيين.. فمن الفاعل ؟
غضب عراقي.. فوضى أمنية من يتصدى لها ؟
لقد عبر العراقيون عن غضبهم، من صحافيين ومواطنيين ونشطاء في الـ24 من تموز/يوليو 2017 في بغداد.. فهم يرون أن هناك موجة من الاغتيالات أصبحت سمة الأيام الأخيرة.
مُهاجمون بهويات لفصائل مسلحة !
يرى بعض الغاضبين أن السبب في انتشار تلك العمليات يرجع إلى انتحال العصابات أو الجهات المجهولة التي ترتكب الترهيب والجرائم بصفة الفصائل المسلحة أو الأحزاب والمكونات الحزبية غير المنضوية تحت مسميات مؤسسات الدولة الرسمية، عبر ارتداء ملابسهم واستخدام سيارات تحمل شعاراتهم وتجوالهم بهويات وهمية دون تفتيش من قبل القوات الأمنية.
جرائم من نوع جديد.. اختيار شخصيات بعينها بعيداً عن الاستهداف الجماعي !
يقول العراقيون إن البداية كانت تشهد عمليات استهداف جماعية, أما الآن الاستهداف عيني لشرائح محددة، كالأطباء والإعلاميين والمعلمين في مدارسهم.. واستهداف كفاءات أخرى.. هو نوع من أنواع الترهيب الذي يمارس من قبل عصابات بغطاء قانوني وشرعي !
إذ إنه في أحيان كثيرة يرتدون زياً عسكرياً، وينتحلون صفة أمنية تابعة للمؤسسات الأمنية الرسمية !
ارتفاع معدلات الاغتيالات وانتشارها ذو أبعاد سياسية !
فيما رجح آخرون أن إثارة قضية ملفات الاغتيالات في هذا الوقت بالتحديد بعد الانتصارات على “داعش”، ذو أبعاد سياسية مناوئة للحكومة، في إطاره ما سماه إعلاميون عراقيون “منافسة حقيرة” بين السياسيين العراقيين واستخدام أساليب بعيدة عن الإنسانية في التعامل لتصفية الخصوم سياسياً بافتعال أزمات أمنية مستمرة.
إفلاس سياسي من أحزاب بعينها فتلجأ إلى التهديدات الأمنية التي تجيد تنفيذها !
أنه على سبيل المثال يجد أحد الأحزاب السياسية في العراق نفسه دون طرح “محترم” يليق بمرحلة ما بعد “داعش” لإقناع العراقيين بأهمية اختياره لتولي مسؤولية السلطة في هذه المرحلة، فلا سبيل غير تهديدات أمنية هو الأقدر على التصدي لها !
لا استقرار بعد الموصل..
يصف صحافيون عراقيون ما يحدث الآن في العراق، بأنها مرحلة “خطيرة”، تبدأ فيها الاغتيالات بعد الفرح بالنصر وتحرير الموصل، ما يدعو للتساؤول عن سبب هذه الاغتيالات، هل هي مقصودة من قبل عصابات أو جهات لا تريد أن يستقر العراق لوضع سياسي قائم، أو أن هناك خطوط أخرى خلف الكواليس للتخطيط لما هو قادم في المرحلة المقبلة ؟
الهدف تحقق وتسرب الخوف إلى الشارع العراقي..
سرعان ما حققت الاغتيالات الأخيرة هدفها، إذ تسرب الخوف للشارع العراقي وتحدث المواطنون عن تخوفهم من احتمالية غياب الأمن وعودة الاغتيالات بقوة إلى المربع الأول قبل 10 سنوات من الاقتتال الطائفي، وتفريغ البلد من كفاءاته عبر هروبهم إلى خارج العراق.
فهي اغتيالات تظهر عجزاً واضحاً لقوات الأمن والخطط الأمنية الموضوعة في مواجهة هذا الخطر الصامت الذي يحصد أرواح كثيرة في العراق الآن.
تصفية أصحاب الفكر والمؤثرين !
فالعراقيون يرون أن الاستهداف والتصفيات الجسدية تختار بعناية هدفها ممن يملكون عقولاً وفكراً للقضاء عليها أو تهجير من يفكر في البقاء على أرض العراق.
أما العراقيون البسطاء فكل ما يستطيعون فعله هو مناشدة رئيس الوزراء ووزير داخليته لاستخدام العصا الغليظة في مواجهة هذه العصابات الإجرامية !
عودة ملف اغتيال الكفاءات للواجهة من جديد..
لقد عاد ملف اغتيال الكفاءات العلمية في العراق للواجهة من جديد، بمقل الطبيبة “شذى الفالح” في الـ23 من تموز/يوليو 2017، طبيبة الأسنان في عيادتها، طعناً بالسكاكين، وقبلها دكتور “سليم عبد الحمزا”، أيضاً طعناً بالسكاكين في عيادته بذات الأسلوب.
انتحال صفة عناصر بالحشد الشعبي !
في الأيام الأخيرة، تم اختطاف دكتور “محمد علي ظاهر” مدير قسم الجراحة، كما سبقت تلك الحوادث عدة تهديدات شملت مدير عام صحة الكرخ وقسم التفتيش، وكثير من مديري المستشفيات والأطباء جرى تهديدهم، اللافت في الأمر أنهم ينتحلون صفة قيادات وضباط وعناصر في “الحشد الشعبي” ويطالبون بمبالغ مالية كفدية !
12 حالة تعد على الأطباء في شهر واحد.. والسلطات: الدافع جنائي لا تفزعوا !
12 حالة اعتداء على أطباء في 30 يوماً.. أرقام مفزعة دعت “نقابة الأطباء” إلى تنظيم وقفة احتجاجية, ولكن ماذا بعد ؟.. لازال الجاني طليقاً رغم إصدار وزارة الداخلية العراقية بياناً تؤكد من خلاله على ضبطها لنحو 8 عصابات تخصصت في استهداف الأطباء بغرض السرقة, وأن دافع القتل لأغراض جنائية لا علاقة له بالإرهاب أو أي كيانات رسمية معروفة وبالتالي لا داعي للقلق !
عمليات مؤقتة أم مستمرة وتتصاعد ؟
هو ما يؤكد محاولة السلطات العراقية إبعاد أي شبهة لأعمال تزعزع استقرار العراق في مرحلة ما بعد “داعش”، فهل يصدق العراقيون رواية وزارة الداخلية التي تحاول تهدئة الشارع, أم أن هذه العمليات لن تنتهي بضبط هذه العصابات التي زعمت السلطان وقوفها خلف تلك الجرائم ؟
فهل الأمر لازال صدفة أو جرائم جنائية حسبما تريد السلطات توجيه سير التحقيقات، أم أن هناك من يريد للعراقيين أن يعيشون حالة من الفزع الأمني لتحقيق مآربه الخاصة بقدرته هو فقط على تحقيق الأمن، وأن الغرض من استهداف وتصفية المشاهير والكفاءات هو إحداث بلبلة في الرأي العام العراقي والوصول والتأثير في كل بيت بالعراق بأن السلطات الحالية ليست هي الأقدر لإدارة البلاد مع أقرب استحقاقات يذهبون إليها ؟