23 نوفمبر، 2024 10:20 ص
Search
Close this search box.

أي إتفاق هذا؟!

لايکتفي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بحجم و مستوى النفوذ الواسع الذي يمتلکه في العراق، وانما مستمر و بصورة ملفتة للنظر تعزيزه و ترسيخه بطرق و اساليب متباينة، ذلك إن المعروف و الشائع عن طهران، إنها وعندما تستحوذ على منطقة نفوذ و هيمنة فإنها تظل تعمل عليها بما يجعلها منطقة خاصة بها و لايتمکن الآخرون من اللعب بها او التأثير عليها.
ماقد تناقلته وسائل اعلام ايرانية بخصوص ان العراق و ايران، وقعا يوم الاحد الماضي في طهران، إتفاقا لزيادة التعاون العسکري و محاربة الارهاب و التطرف، تشمل أيضا أمن الحدود و الدعم اللوجستي و التدريبي، هذا الاتفاق الذي وقعه وزير الدفاع الايراني و نظيره العراقي، عرفان الحيالي، من الخطأ النظر إليه على إنه إتفاق يخدم مصالح الطرفين خصوصا وإن طهران ومنذ هيمنتها الواسعة على العراق، صارت تتصرف و تتعامل مع العراق کبلد خاضع له أو بتعبير أکثر وضوحا معاملة تابع و متبوع، وهذا الاتفاق الذي لايبدو و لأسباب مختلفة، مرحب به من قبل دول المنطقة خصوصا و الولايات المتحدة الامريکية عموما، من الواضح جدا إن لإيران نوايا و غايات مبيتة من وراءه.
أکثر مايلفت النظر في هذا الاتفاق هو إنه رکز على التعاون في مجال مکافحة التطرف و الارهاب، والذي يعلم العالم جميعا بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من يقف خلف ظهور و بروز هذه الظاهرة و المستفيد الاکبر منها، وإن السٶال الذي يطرح نفسه بقوة هو: أي تطرف و أي إرهاب يکافحه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يعتبر بنظر العالم کله بٶرة التطرف الديني و الارهاب وهو من يقوم بتصديره للعراق بشکل خاص و للمنطقة و العالم بشکل عام، بل ومن حق الاوساط السياسية في المنطقة و العالم أن تتوجس ريبة من هذا الاتفاق الذي يمکن وصفه بأنه وفي خطه العام، بمثابة إملاء إيراني على العراق من أجل تحقيق أهداف و غايات ستتوضح عاجلا أم آجلا.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي هو سر و مصدر و اساس زعزعة الامن و الاستقرار في المنطقة، کيف يمکن أن يحارب التطرف و الارهاب وهو صاحب أمر تنظيمات متطرفة و إرهابية نظير حزب الله و ميليشيات بدر و عصائب الحق و فاطميون و الحوثي وقبل ذلك هي من تملك أخطر جهاز في العالم کله لصناعة و تصدير التطرف و الارهاب ونقصد بذلك الحرس الثوري وخصوصا جناحه الخارجي قوة القدس الارهابية بقيادة الارهابي المطلوب عالميا قاسم سليماني، وفي کل الاحوال، فليس هناك مايبعث على الراحة و الاطمئنان بشأن هذا الاتفاق بل يمکن القول إنه حلقة أخرى من حلقات ترسيخ النفوذ و الهيمنة الايرانية على العراق.

أحدث المقالات

أحدث المقالات