22 نوفمبر، 2024 6:20 م
Search
Close this search box.

في : ذكاء الغباء و غباء الذكاء الأسرائيلي !

في : ذكاء الغباء و غباء الذكاء الأسرائيلي !

لستُ هنا بصدد التعرّض لحديث الساعة عن اغلاق اسرائيل لبوابات المسجد الأقصى أمام المصلين الفلسطينيين . ومضاعفات هذا الأمر الذي سيجتمع مجلس الأمن لمناقشتة ومحاولة الحد من تظوراته الدموية , والتي تعود خلفياتها القريبة الى اجراءاتٍ عنفٍ متبادلة بين جنود الصهاينة والشباب الفلسطيني , وكذلك استخدام القوة المفرطة للجيش الأسرائيلي تجاه سكّان القدس من الفلسطينيين , فالموضوع هنا بعيدٌ كلّ البعد عن مجريات الساعة .

وبالرغم من انّي شخصيّاً ضدّ عمليات التطبيع والتمييع مع الأسرائيليين , ولعلّي لا اغدو الشخص الأول او قد تسبقني ملايين الملايين ” ربما ” من مواطني الأقطار العربية او من الجمهور العربي في ذلك , لكنه في الأطار العام للصراع السياسي العربي – الأسرائيلي , فكان الأجدر بقادة اسرائيل استغلال واستثمار فرصة الفوضى السياسية التي تحلّ بالعالم العربي , وما يصاحبها من خللٍ أمني في معظم الدول العربية , وما يواجهوه العرب من تحدياتٍ خارجية واقليمية , فبدلاً من ان يعيش الأسرائيليون هاجس الأمن اللاموجود اصلاً , ويستوردون احدث الأسلحة الأمريكية سنوياً بمليارات الدولارات , لكان الأنسب لهم التقدم بمبادرة جريئة لفرض الصلح والسلام الدائم مع الأنظمة العربية , معتمدين على ضغوطات الرئيس ترامب اولاً , والشروع بالأعلان المفاجئ لأطلاق كافة الاسرى الفلسطينيين , ثمّ موافقتهم على الأنسحاب الى حدود الرابع من حزيران لسنة 1967 كشرطٍ لتوقيع معاهدة سلام شمولية ويتضمنها التعاون والتبادل التجاري والأقتصادي مع الدول العربية , فالأسرائيليون يهمهم الأمن والسلام اكثر من الأرض واطماعهم بالأراضي العربية .

فمن خلال ذلك فليس بوسع قادة تل ابيب ضمان استمرارية التردّي والضعف العربي الى العشرين سنةٍ القادمة , فالمنطقة معرّضة للمتغيرات , ولربما تعود حالة الأنقلابات العسكرية في البلدان العربية وما يسفر عنها من حكوماتٍ ثورية وحكم العسكر , وان لا يستبعدوا عودة المنظمات الفلسطينية لممارسة الكفاح المسلح داخل اسرائيل او عبر الحدود المشتركة مع بعض الدول العربية , وسواءً المنظمات الفلسطينية السابقة او ولادة منظمات جديدة .!

ولا ريب أنّ الصهاينة يعيشون انسب اوقاتهم الآن أمام الحالة العربية , بأستثناء قلاقل من حركة حماس وافعال وردود افعال فلسطينية في الداخل , انما يتوجب عليهم التجرد من الغرور العسكري والتحلي ببعد النظر البعيد المدى

أحدث المقالات