المالكي يرفض خيار الاسد الامني والتدخل الخارجي لحل الازمة السورية ويحذر من تصاعد الطائفية بالمنطقة

المالكي يرفض خيار الاسد الامني والتدخل الخارجي لحل الازمة السورية ويحذر من تصاعد الطائفية بالمنطقة

دعا رئيس الوزراء نوري المالكي في كلمته اليوم في قمة عدم الانحياز في طهران حركة عدم الانحياز وبالتعاون مع الامم المتحدة باتخاذ موقف موحد لايقاف نزيف الدم في سوريا والتداعيات الخطيرة لاستمرار الصراع المسلح الذي طال امده. واعلن ان العراق يجدد التأكيد على حق الشعب السوري الشقيق في اقامة نظامه الديمقراطي التعددي الذي يحترم مواثيق حقوق الانسان وينبذ سياسات التفرد بالسلطة ويحتكم الى الدستور والقانون. واضاف المالكي اننا نرفض اعتماد الخيارالامني في التعاطي مع تطلعات وامال الشعوب كافة التي تستحق منا جميعا كل انواع الدعم والمساندة بما يعزز الوحدة الوطنية ويحفظ سيادة بلدانها . واردف رئيس الوزراء قائلا: “ومن ذات المنطلق في الحرص على حقوق الشعب السوري ، فاننا سنبقى نرفض بقوة اللجوء الى العنف كخيار لتحقيق المطالب المشروعة لان ذلك من شأنه ان يشكل انتهاكا واساءة للانتفاضة التي نعتقد انه يجب ان تبقى في اطارها الحضاري والمدني وبما يتناسب مع الارث التاريخي العريق للشعب السوري .
وقال “ان تحويل الصراع بين النظام والمعارضة الى نزاع مسلح سيزيد في معاناة الشعب السوري ويخدم الجهات التي تؤجج الصراعات والفتن الداخلية ويفتح الطريق امام التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية لسوريا ، مع قناعتنا الاكيده بان الذين يعملون على تأجيج الصراع العسكري بين الحكومة والمعارضة ليسوا اصدقاء حقيقيين للشعب السوري بأي حال من الاحوال .
واوضح المالكي “ان موقف العراق الذي اعلناه في القمة العربية التي عقدت في بغداد في شهراذار الماضي لم يتغير وان رؤيتنا لحل الازمة السورية يجب ان يكون سياسيا من خلال آليتين اساسيتن الاولى التوقف عن تزويد طرفي الصراع بالسلاح والثانية اقناع والزام الحكومة والمعارضة بالجلوس الى طاولة الحوار بعدما اثبتت اعمال العنف والقتل والتدمير التي تجري في المدن السورية على مدى ما يقرب من ثمانية عشر شهرا واستمرار عمليات التزويد بالسلاح والتهديد بالتدخل الخارجي صحة موقف العراق الذي يجدد مطالبته اليوم حركة عدم الانحياز وبالتعاون مع الامم المتحدة باتخاذ موقف موحد لايقاف نزيف الدم في سوريا والتداعيات الخطيرة لاستمرار الصراع المسلح الذي طال امده.
اشار المالكي الى ان العراق الذي يترأس الدورة الحالية للجامعة العربية والذي اعلن تأييده الكامل لمهمة المبعوث العربي – الدولي السيد كوفي عنان سيدعم بقوة مهمة السيد الاخضر الابراهيمي لانجاح مهمته ويحذر من المحاولات التي قد تؤدي لافشال وساطته كما حصل مع المبعوث السابق وقال اننا “نتطلع لأن تتبنى حركة عدم الانحياز موقفا واضحا لمساندة جهود السيد الاخضر الابراهيمي التي تعتمد على المبادرة الاولى للجامعة العربية واتفاق جنيف والوقوف بوجه اية محاولة لافشالها .
واقترح رئيس الوزراء على مؤتمر قمة عدم الانحياز ان يفرز المؤتمرلجنة محايدة ومن الدول المحيطة بسوريا لمناقشة الأوراق المقدمة ، وكشف ان العراق لديه مبادرة قدمها الى المعنيين بالشأن السوري وتداعياته لكنه لم يوضح في كلمته تفاصيل المبادرة.
وحذر المالكي من ظاهرة الاصطفافات والمحاورالسياسية في المنطقة وقال ان الاخطر من ذلك الانطلاق في المواقف من خلفية ( طائفية ) في التعامل مع القضايا الحساسة لشعوب ودول المنطقة ، وهو ما نحذرمنه بشده وندق جرس الانذار لجميع من يهمه الامر ونقول بصوت واضح وجلي بان دولنا وشعوبنا سوف تكون في حال انفجار القنبلة الطائفية المدمرة امام منعطف جديد لم تتعرض فيه مصالحها للخطر حتى في اسوأ المراحل التي مرت بها المنطقه منذ الحرب العالمية الاولى .
وتحدث المالكي عن الوضع في العراق فاشار الى انه قطع شوطا مهما في ترسيخ التجربة الديمقراطية وبناء الدولة الاتحادية التعددية على اسس سليمة بعيدا عن سياسات الاقصاء والتهميش التي كان يعتمدها النظام السابق ، ومنح الدستور الذي صوت عليه العراقيون باغلبية ساحقة الحقوق لجميع مكونات الشعب العراقي وأقر بإحترام خصوصياتها الدينية والقومية الفكرية ، الى جانب حماية الحريات العامة وحقوق الاقليات وضمان المشاركة الفاعلة للمرأة في المجالات المختلفة ، وبما يؤهل العراق لتحقيق نهضة اقتصادية وثقافية واجتماعية عززت مكانته في محيطه الاقليمي والدولي. وقال “ان مشاركة جميع المكونات الاجتماعية والسياسية في الحكم كانت الاساس في نجاح العراقيين بتجاوزالهجمة الارهابية والفتنة الطائفية والتحديات التي وقفت في طريقهم واستعادة السيادة الوطنية بانسحاب جميع القوات الاجنبية من الاراضي العراقية وتحقيق انجازات كبيرة خلال فترة زمنية قياسية وتعزيز التجربة الديمقراطية وترسيخ النظام السياسي الجديد الذي نعتقد انه يمثل نموذجا يحتذى به في المنطقة في بناء دولة متنوعة الاطياف والاتجاهات .
واستطرد قائلا: من تجربتنا المريرة ومعاناتنا من الفتنة الطائفية التي نجحنا بهمة جميع العراقيين في القضاء عليها ، فاننا نشعر بقلق عميق من تنامي الظاهرة الطائفية في المنطقة التي اشعل فتنتها الاولى تنظيم القاعدة الارهابي والجماعات المسلحة ، وما يزيد في قلقنا هو التحرك باجندة طائفية والتدخل في شؤون الدول الاخرى ، والخشية من تحول الفكر الطائفي والتكفيري المتطرف الذي يتبناه تنظيم القاعدة الارهابي الى خيار سياسي تتبناه اطراف اقليمية ، وبما يجعله اكثر خطرا على مستقبل المنطقة من تنظيم القاعدة ذاته .
وجدد المالكي موقف العراق المؤيد لنضال الشعب الفلسطيني وتصديه للعدوان الإسرائيلي المستمر وادان بشدة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة على الشعب الفلسطيني وعلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة