السلام على السبط الشهيد، المنادي في ارض الطفوف “ألا من ناصرٍ ينصرنا”، ولم ينادِه مُنادٍ بِـ(لبيك يا سيدي). السلام على الذي إن تأخرت أجسادنا في نصرته لم تتأخر قلوبنا عن التلبية لندائه.
عندما بدأت بوادر حرب داخلية في العراق سنة 2014، ولاح خطر أعتى تنظيم ارهابيٍ سبق وأن عرفناه، وبلغت القلوب الحناجر، عندما وصل طغيان “داعش” الى مناطق قريبة من كربلاء والنجف، سكنت الاصوات واتجهت الانظار نحو صمام أمان العراق الذي يود أن لا تغفى عينه الا وكلنا أعزاءٌ مكرمون. وقد جاء ما انتظره الغيارى العراقيون، حيث أصدر المرجع الأعلى السيد علي السيستاني (حفظه الله) فتوى الجهاد الكفائي والتي ليس بالشيء السهل اليسير لما لها من ثقل وآثار على المدى الطويل. فتوىً تكاد تكون رداً من السيد السيستاني وتلبيةً لنداء جدهِ الحسين (ع)، وكأنه يقول “لبيك سيدي”.
بدأ المتطوعون بالتوافد على مراكز التطوع التي شهدت إقبال الآلاف تلو الآلاف لتلبية نداء مرجعهم وللدفاع عن مقدساتهم، وحدث ما حدث، إرتوت الأرض بدمائهم الطاهرة، دماء الشهداء التي كانت ثمناً باهضاً لزم دفعه لشراء النصر المرتقب.
لكن، ماذا بعد؟
ماذا بعد الانتصار؟
ما مصير الحشد الشعبي؟
وماذا عن الذين فقدوا اهلهم في معركة الحق ضد الباطل؟
من الامور التي لا يمكن ان يختلف فيها اثنان هو عمق الجدل والاحتكاك حول مصير الحشد الشعبي وما سيؤول اليه أمره. البعض يسئل، هل سيتم حل الحشد الشعبي؟ والبعض الاخر يسئل، ما الغرض من تواجد الحشد الشعبي بعد نهاية داعش؟
مما يجدر الاشارة اليه أنَّ الحشد الشعبي قد تعرض لهجمات عنيفة منذ تأسيسه والى هذه اللحظة، من قبل جهات داخلية وخارجية، تتعدد أسباب هذه الهجمات، فمنها بدرت من شخصيات (متروسه جيوبه ريالات)، وبعضها (متروسه ليرات) ، والبعض الاخر يعلم الله ما دفعه لهكذا هجوم يستهدف به المدافعين عن أرض وطنه ومقدساته التي قد فرط في الحفاظ عليها وهو من أوجه السلطة الحاكمة.
ومن الواضح أن النزعة الطائفية كانت أحد أبرز اسباب إستهداف الحشد الشعبي على المستوى المادي والمعنوي.
وقد قاوم الحشد هذه الهجمات بالرغم من تحملهم ضغط المعارك والظروف الصعبه من حيث الاجواء ونقص العتاد والامكانيات الى حدٍ ما. لكنه في النهاية انتصر، وكسر شوكة الارهاب الداعشي، وكان لانتصاره آثار واضحة وعديدة، قد يكون أولها إرتفاع ضغط سكان وسياسيي (هذيج الصفحة) والذين رحبوا بهكذا تنظيم ( مع كل الإحترام للحياديين منهم).
أما ما بعد الانتصار، فالكل بدأ يعمل ويسعى الى أمرٍ من أمرين ؛ حل الحشد الشعبي، أو ابقاءه ودمجه مع المؤسسة العسكرية. كما حدث مع فرقة العباس القتالية والتي اصبحت ضمن تشكيلات وزارة الدفاع.
وصرنا نسمع التصريحات على أشكالها، فمنهم من يؤيد بقاء الحشد الشعبي ويعلل ذلك الى أنهم قدموا تضحيات لا يمكن تجاهلها بل يجب تكريمهم عليها، ومنهم من يصر على حل الحشد ويعزي ذلك الى اسباب ينظر اليها المجتمع على انها “ركيكة وتافهة”، ومنهم من (ما يدري)، وهذا ما يزيد الطين بلة!.
ونحن الآن في مرحلة ترقب لما سيحل بالحشد الشعبي ونأمل أن يكون خيراً، لأن التضحيات التي قدموها ليست بالسهلة.
وكنا ولا زلنا وسنبقى مناصرين لهم مادياً ومعنوياً.