قرأت عدة مقالات كتبها مخالفو الاستاذ الكبير غالب الشابندر، يعترضون على سلسلته التي ذاع صيتها (خسرت حياتي) ولا أقصد هنا الاشخاص الذين تناولهم في حلقاته ودافعوا عن أنفسهم فهذا حقهم بل هي حالة حوارية متطورة ومتحضرة، ولكني اقصد اولئك الذي عابوا الاستاذ الشابندر كتابة السلسلة من الأساس، فقد وجدت ان بعضهم لا يعرف من هو غالب حسن الشابندر ، ولم يقرأوا له مؤلفاته القيمة في الفكر والفلسفة والتاريخ والنقد الأدبي مع أنها مؤلفات لها مكانتها في المكتبة المعرفية بتقييم المفكرين والمثقفين طبعا. وهم لا يعرفون ان الأستاذ الشابندر قامة فكرية شامخة في الساحة الاسلامية وانه نقد وصحح حوادث تاريخية في امهات المصادر التاريخية وان مؤلفاته موضع تقدير واهتمام الباحثين، اما مقالاته في الصحافة العربية والاسلامية فهي بالالاف.
إن المتعارف عليه ان النقد عندما يتوجه لكاتب فلا بد ان يكون الناقد ملماً بالكاتب وفكره، عندما يريد ان يكتب عنه ناقداً شخصيته وفكره، وهذا ما لم أجده في مقالات صدرت على هذا الموقع وذاك من قبل بعض الاسماء التي لا تعلق بالذاكرة ولم نجد لها مكانة في عالم الفكر والثقافة. ويمكن ان نعطي الحق للبعض لو انه ناقش المعلومة وحاور الفكرة التي يطرحها الأستاذ الشابندر، لا أن يحاول الدخول معه في سجال شخصي من باب التراشق اللفظي والمشاكسة والطعن والعتب ، فهذه لا مكان لها في جو الحوار العلمي ، ولا اعتقد ان الاستاذ الشابندر ولا غيره من المفكرين سيكلف نفسه مشقة الرد عليها ، لأنها تدخل في المماحكات والانفعالات الشخصية.
لقد عجبت مثلاً من احد الكتاب وهو يصف اسلوب الاستاذ الشابندر بانه ركيك، ولا اخفي القارئ الكريم، باني ضحكت وبكيت في آن واحد، فكيف لشخص لم نسمع به ولم نقرأ له مقالاً من قبل، يقيم اسلوب كاتب بمستوى الشابندر تميز بجمال الاسلوب ودقة الطرح وعمق الفكرة ورشاقة العبارة بشهادة كبار النقاد والادباء مثل الاستاذ الكبير صلاح نيازي.
اقول ان النقد والحوار حاجة قائمة ، بشرط ان تكون علمية موضوعية ، اي نناقش الفكرة التي يطرحها الشابندر بفكرة مقابلة، أما لماذا يكتب ولماذا ينشر فهذا شأن الكاتب وتقديره للظروف ، فما أراه خطأ في النشر حسب تقديري، يراه الكاتب صحيحاً وضرورياً حسب تقديره . نعم يمكن ان اطرح عليه رؤيتي وقناعتي ولكن يبقى القرار له، وهنا اكون امام خيارين إما ان اناقش ما يكتبه بالحوار العلمي ، او التزم الصمت.