تزامناً مع الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات الامنية والعسكرية والحشد الشعبي ومع نهاية عمليات قادمون يا نينوى لتحرير المدينة من دنس داعش الارهابي شهدت الاجواء الدولية والمحلية وخصوصاً الاتحاد الأوروبي تغيرات كثيرة على الصعيدين متجلياً في المؤتمرات والخطابات والبيانات الاخيرة ومن أهم ما قد يُثير الوسط الدولي هو اشادة الاتحاد الاوربي بدور الحشد الشعبي وأهمية مشاركته ومساهمته الكبيرة في تحرير مدينة نينوى حيث بدأت تحركات الاتحاد في هذا الشأن بتاريخ )2 / 10 / 2016( المنصرم اذ التقى ممثل الاتحاد الأوروبي “باتريك سيمونيه ” مع مسؤول هيئة الحشد الشعبي هادي العامري وتناول الاجتماع اهم الاستعدادات العسكرية لمعركة قادمون يا نينوى وامكانية دعم العراق في معركته ضد تنظيم داعش الإرهابي وسبل انقاذ المدنيين في المدينة، وابدى ” سيمونيه ” خشيته من تأخر العمليات في الموصل لعدم اكتمال تهيأة اماكن لاستقبال النازحين من المعركة واشار الى ان العراق قادرا على حسم المعركة جوياً وبمشاركة التحالف الدولي مبدياً أعجابه بقدرات وانتصارات الجيش العراقي ومتطوعي الحشد الشعبي طيلة الفترة الماضية وأكد ان مشاركة الحشد في المعركة شأناً عراقيا داخلياً والحكومة العراقية هي صاحبة القرار ، وتلاه بعد ذلك بفترة وجيزة من الزمن تصويت البرلمان الاوربي في جلسته المنعقدة بتاريخ )27 / 10 / 2016( في ستراسبورغ على القرار المرقم 2956/2016 (RSP) والخاص بالأوضاع الامنية في محافظة نينوى والمتضمن اعلان دعم عمليات تحرير المحافظة من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي والتي يقوم بها الجيش العراقي بكل صنوفه ومقاتليه والحشد الشعبي وقوات البيشمركة وبدعم من التحالف الدولي ، كما وقد اكد القرار على دعم البرلمان الأوروبي الكامل لسيادة العراق وسلامة اراضيه ودعا ايضا الاتحاد الاوربي دول الجوار الى احترام سيادة العراق وعدم التدخل خارج اطار الحكومة والموافقات الرسمية ومحاربة ايديولوجيات الاسلام الجهادي المتمثل بالسلفية الجهادية واعتبارها القاعدة الفكرية لجرائم داعش الارهابي ، وبهذا القرار وموقف الإتحاد الأوروبي من العمليات العسكرية في نينوى يضمن العراق حقه ومكانته دولياً ويرتقي بقدراته العسكرية والأمنية عالمياً ولم يقتصر الامر في هذا القرار حيث جدد الاتحاد الأوروبي دعمه وتأييده للعراق في معركته ضد تنظيم داعش في وقتٍ آخر من تاريخ (16 / 11 / 2016) وعبر عنه ب ” الوحدة الغير المسبوقة ” في ظل قيادة عسكرية موحدة ورصينة وتنسيق عالاً بين السلطات المركزية والجيش العراقي والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الارهاب وقوات الحشد الشعبي والبيشمركة والدعم من قبل قوات التحالف في معركة تحرير نينوى وقال في بيانه ايضا أن ” بدأ الهجوم في الموصل يمثل بداية مهمة في الرحلة الطويلة لتحرير الاراضي التي ظلمت من قبل داعش واعادة النظام والسلام الى الاراضي التي اختبرت العنف واليأس على ايدي هذه المنظمة الإرهابية ” واضاف ” ان الاتحاد الاوربي يقف مع العراقيين في هذا الوقت الحرج ويشيد بشجاعة وتضحيات جميع العراقيين ، خصوصا الذين اتخذوا دوراً فعالاً في محاربة داعش ” وثمن الاتحاد التزام القوات الامنية في حماية المدنيين واحترام كرامتهم وحقوقهم الإنسانية وحفظ ممتلكاتهم والمساهمة في خروجهم من مناطق الخطر الى بر الأمان حيث اكد الاتحاد بانه سيستمر ببذل الجهود لدعم المواطنين العراقيين الذين اجبروا على النزوح من مناطق سكناهم نتيجة العمليات العسكرية وتسريع عودتهم في اقرب وقت ممكن ، واردف بيان الاتحاد الاوربي ان الاوليات الفورية لما بعد التحرير هي توفير الامن للجميع واستعادة الخدمات الاساسية والبنى التحتية واختتم بيان الاتحاد بأن الاتحاد الأوربي مُلزم بمساعدة العراق في طريقه الطويل بالرغم من وجود التحديات والتي من الواجب مواجهتها وان التقدم الذي يحدث الان ما هو الا دليل على تحمل وصمود العراقيين ،
كُل المواقف الدولية والعالمية الداعمة للقوات العسكرية العراقية والحشد الشعبي في حربهم ضد داعش الإرهابي تشير الى ان العراق في مرحلة مهمة وخطرة تضع البلد في منعطف مهم يُنقذ مدن كبيرة وكثيرة من دنس الارهاب ويساهم مساهمة كبيرة في ارجاع العراق الى مكانته العسكرية دولياً وحربه مع الارهاب لا تقتصر بالعراق فقط فانتباه العالم كله مركز على معارك وبطولات الجيش العراقي والحشد الشعبي والقوات الامنية وعلى مصيرية الحرب عالمياً ودولياً وأن اهم عنصر في هذه المعركة والاقوى بعد الجيش العراقي هي قوات الحشد الشعبي حيث ابهرت العالم أجمع بانضباطية هذه القوات ودورها المهم والكبير والفعال في محاربة الإرهاب رغم كل من يحاول الاطاحة بهم اعلامياً وعسكرياً مما دعت الضرورية ألى الاعتراف رسميا وقانونيا بضم الحشد الشعبي الى مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية لضمان حقوق قواته محلياً ودولياً وبالفعل في تاريخ (26 / 11 / 2016) المنصرم تم اقرار قانون الحشد الشعبي في مجلس النواب العراقي وبهذا ضمن الحشد بقاءه كقوة عسكرية تساهم في حفظ أمن وأمان العراق والعراقيين ، وايضا لاقى القرار ترحيباً دولياً واسعاً واهمها ترحيب الاتحاد الدولي عن طريق وزيرة الخارجية “فيدريركا مولنغريني” في اجتماع ضم الوفد العراقي برئاسة وزير الخارجية العراقي د. ابراهيم الجعفري حيث رحبوا كثيراً بالقرار وجددوا دعمهم للعراق وجيشه في محاربة الارهاب، أن معركتنا المصيرية هذه لم تساهم في طرد الارهاب فقط من الاراضي المحتلة بل كانت كرسالة حقيقة وواضحة لاقت صدى واسع في العالم أجمع مفادها أن العراق لم يكن ذاك البلد السهل بل كان أصعب البلدان وأقواها مواجهة للإرهاب وان ارضه لم تصبح ابدا بيئة خصبة وسهلة للإرهاب وعلى العكس تماما زادته حربه مع الارهاب قوة ورصانة وجاهزية وجيشاً اخر ذو عقيدة وبسالة لم يسبق لها مثيل جيشاً وقوات أرغمت العالم أجمع على الاعتراف بها كقوة عسكرية لا يستهان بها وحاسمة ولم تدخل معركة خاسرة الى الان ، لينام العراق والعراقيين بأمان في ظل تضحيات وبسالة قواته الامنية وحشده الشعبي المجاهد