هنا , في بغداد وأطرافها , خلايا مجرمة ومنظمة , ترتدي الزي العسكري , وتستقل مركبات دفع رباعي , وبهويات رسمية صادرة من وزارة الداخلية , وبأسلحة مرخصة قانونيا , وبوسائل إتصال , تأتيها أوامر من جهات عليا من أحد الاحزاب الكبيرة , تنفذ حالات خطف وقتل وتهجير متعمد , غايتها , خلق نوع من الفتنة الطائفية , ونشر الرعب والخوف بين المواطنين .. ومع إقتراب موعد الانتخابات , ستزداد الجريمة في العاصمة وبعض أطرافها تحديدا, قتل وخطف هنا , وتسليب رواتب منتسبين هناك , وتهديد لبعض العوائل من مكون معين بالاخلاء القسري من بيوتهم ..
الامر الغريب والخطير جدا , أن كل تلك الخلايا المجرمة , هي شيعية بحتة , ولا وجود للسنة فيها , ويعبرون سيطرات من حواجز عسكرية , وكأنهم من أهل البيت .. وكل خلية , لا تتجاوز الستة الى ثمانية مسلح , وبأمرة مسؤول الخلية .. والعاصمة بغداد وضواحيها مقسمة الى قواطع , والجميع يرتبط بقائد يوجهها من خلال وسيلة الاتصال بمسؤول الخلية ..
واللافت للنظر , أن بعض أعضاء اللجنة الامنية في بغداد , يعلمون علم اليقين بوجود تلك الخلايا التي تنفذ حالات القتل والتهجير والسلب , ألا أنهم يخشون البوح بها , ويفضلون السكوت , حفاظا على مصالحهم وأحزابهم .. أضافة الى أن جميع التحقيقات التي تجريها اللجان المختصة في وزارة الداخلية , واللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد , بدون نتائج تذكر , ويجري تمييع القضايا , وتحفظ في رفوفها ..
ومن أجل ذلك , على رئيس الحكومة حيدر العبادي ووزير الداخلية والجهات الامنية والمخابراتية في العراق , الالتفات والتحقيق بهذا الموضوع الامني الخطير , الذي يجري في العاصمة بغداد وضواحيها , قبل أن تنفلت الاوضاع , ونفقد أرواح الكثير من العراقيين , وقبل أن نرجع بالعراق الى مربع القتل على الهوية .. وما خفي كان أعظم ….