نازحون يرفضون العودة .. تحررت الموصل لكن متى إعادة الإعمار وتطهير الشوارع ؟

نازحون يرفضون العودة .. تحررت الموصل لكن متى إعادة الإعمار وتطهير الشوارع ؟

خاص – كتابات :

انتهى تحرير الموصل بعد 3 سنوات من المعاناة والدمار، لكن ثمة مشكلة أساسية لم تغلق ابوابها بعد وهي عودة النازحين.

إذ كشفت تقارير إعلامية رفض بعض المخيمات بنينوى ترك قاطنيها يرحلون إلا إذا حضر أحد من عائلتهم أو أقربائهم ليضمنهم ويكفلهم ويوقع على طلب رحيلهم بنفسه، بينما على الجانب الآخر لازال هناك من يتوافد على مخيمات أخرى بإقليم كردستان ويرفض تركها خوفاً من العودة إلى دياره فيجدها ركاماً بشوارع مدينة غير مأهولة للعيش.

العودة إلى الديار وحزم الأمتعة..

في الأخير، فإن مئات العائلات العراقية بالمخيمات قررت العودة إلى ديارها في الموصل بعد عدة أيام من إعلان الحكومة العراقية التحرير الكامل للموصل من أيدي الدواعش في الثاني عشر من تموز/يوليو 2017.

وما كان على تلك العائلات سوى القيام بإجراءات اللحظات الأخيرة، بعد أن حزم أفرادها أمتعتهم قاصدين ديارهم في الجانب الغربي من مدينة الموصل.

توافد على المخيمات رغم التحرير !

في المقابل، تؤكد إدارة مخيمات إقليم كردستان العراق على استمرار توافد النازحين على المخيمات بسبب الدمار الذي حل بالموصل، مع آمال جيدة يعيشها أبناء الموصل بالعودة لديارهم وأن يعود الأمر بالتدريج إلى الأفضل.. فقط يطلبون المسارعة في إعادة الإعمار وتهيئة الشوارع للحياة.

شعور بالآمان هل يتحقق في الموصل ؟

تفاصيل إنسانية يرويها عدد من النازحين والنازحات تكشف فقدان بعضهم لابنائه أو آبائه أو أي من أفراد الأسرة في أثناء النزوح بتفجيرات هنا وهناك، لكن في الوقت نفسه، يؤكدون على أنهم يأملون في الشعور بالآمان في ديارهم التي شيدوها على أيديهم وإن وجدوها مدمرة سيتقدمون بطلبات للحكومة العراقية بتحمل تكلفة إعادة أعمارها بعد أن خسروا جميع أموالهم وموارد رزقهم بسبب “داعش” لشهور طويلة.

تسليم الهويات المحتجزة ثم المغادرة..

تبدأ إجراءات عودة النازحين إلى ديارهم في الموصل من المخيمات بتسليمهم هوياتهم التي تظل محتجزة بإدارة المخيم، استعداداً لرحيلهم عبر حافلات حديثة تتسع لنحو 50 نازحاً أو عبر سيارات تحمل أمتعتهم التي بالكاد تكفيهم في أي سكن يغلق عليهم جدرانه.

ومع هذا لازالت مخيمات “كردستان العراق” تستقبل نازحين رغم سيطرة القوات العراقية على الموصل.

سلبيات الجانب الأيمن.. غير قابل للحياة رغم التحرير..

هو ما يؤكده مسؤول مخيمات إقليم كردستان العراق “رزكار محمد”, الذي يقول إن النازحين يتوافدون على المخيمات خوفاً من قادم الأيام، فالموصل نعم تحررت لكنهم يتخوفون من السلبيات وعدم جاهزية الموصل للعيش في مناطق سيطر عليها تنظيم “داعش” وتسبب في تدميرها، كما أن الخدمات في الجانب الأيمن من الموصل قليلة وبطيئة لا تسمح باستقبال سكان يرغبون في العيش الكريم، فضلاً عن مشاهد كثيرة تؤكد تهدم منازل الكثير من النازحين.

تخوفات من تخلي حكومة بغداد عنهم.. لا غذاء ولا دواء ومنازل دمرت بالكامل..

حافلات عدة تنقل النازحين من المخيمات إلى الموصل، بينما يفضل من تهدمت ديارهم البقاء في المخيمات إلى حين إعادة إعمار ما دمرته الحرب على يد تنظيم “داعش”, خشية تخلي الحكومة عنهم وعدم مدهم بالغذاء والدواء أو تهيئة ديارهم، إذا ما قرروا العودة إليها.

فيما يؤكد بعض النازحين في المخيمات أنه لم يعد هناك منزل يعيشون فيه أصلاً، فمنطقتهم بالكامل دمرت.

أكثر من مليون نازح من الموصل وحدها..

أرقام المنظمات الدولية لا تختلف كثيراً عن أرقام واحصائيات الحكومة العرقية التي يرأسها “حيدر العبادي”، إذ إن منظمة الهجرة الدولية أعلنت أن عدد نازحي الموصل مع انتهاء المعارك في المدينة تجاوز المليون نازح، معظمهم يقيمون في مخيمات النزوح بعيداً عن مناطقهم المدمرة.

البقاء في المخيمات خوفاً من المفخخات..

بينما في مخيمات أخرى، يقول القائمون عليها إن عودة النازحين إلى ديارهم اختيارية, لكن كثيراً من نازحي الموصل يفضل البقاء في المخيمات بمنطقة “الخازر” شرقي الموصل, إلى حين إعادة الإعمار والتأكد من خلو الموصل بالكامل من الدواعش وتأمين الشوارع والأحياء من عناصر “داعش” أو من مفخخات مزروعة هنا أو هناك.

الكفالة شرط الخروج من المخيمات..

على جانب آخر نجد رجالاً ونساءًا يفترشون الأرض خارج السور الحديدي لمخيم “القلاع” شرق الموصل ينتظرون الحصول على موافقات رسمية لكفالة أقارب لهم داخل المخيم والخروج بهم من هذا المكان الذي أطلق عليه بعض العراقيين سجن الصحراء.

الإعلام ممنوع من تصور المخيمات..

أما في المخيم نفسه، فالمشهد مآساوي إذ إن المخيم يكتظ بالنساء والأطفال وسط إجراءات أمنية مشددة، حتى على الإعلاميين والصحافيين كما تقول بعض وسائل الإعلام في العراق، إذ محرم عليهم الدخول للمخيمات للقاء النازحين أو تصويرهم والسبب كالعادة هو “الدواعي الأمنية”, فربما تخشى السلطات تصوير مشاهد تكشف عن حياة غير آدمية يعيشها النازحون في تلك المخيمات أو أوضاعاً صعبة لا تريد خروجها على الشاشات.

الموافقة الأمنية شرط أصيل لترك المخيمات..   

نعم مع تحرير الموصل خرجت العديد من العائلات من المخيمات بعد أن حصلت على الموافقات الأمنية للانتقال إلى مركز المدينة مع عائلات تكفلها، ويقول بعض النازحين الخارجين من المخيمات إن الخدمات المقدمة لهم جيدة.

لكن رغم ذلك يشتكي العديد من المواطنين من الإجراءات الأمنية المشددة.. التي تتخذها الجهات المشرفة على المخيمات.. وصعوبة منح التصاريح الأمنية لمغادرة العوائل, إذ بحسب متابعين للمخيمات فإن التشدد مع النازحين ربما لوجود عائلات لمسلحين في “داعش” بالمخيم قد يأتي أحدهم للقاء من في المخيم.

وجبة غذاء وقطعة ثلج.. نصيب العراقي في المخيم !

يدافع رجال الأمن المسؤولين عن تأمين المخيمات في نينوى, عن مواقعهم مؤكدين على أنها ليست سجوناً كما يروج البعض، وأن دورهم يقتصر على توزيع السلات الغذائية والثلج على النازحين للتخفيف من وطأة حرارة الجو في المخيم.

فهل وجبة غذائية وقطعة ثلج هي ما يستحق العراقيون بعد أن دمرت ديارهم وهجروا منها رفضاً منهم لأن يكونوا غطاءاً شعبياً لعناصر “داعش” في الموصل أو التعاون معهم ؟

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة