منذ أن بدأ ما يسمى الربيع العربي في المنطقة العربية ،وإدارة اوباما تغازل هذا الربيع المزعوم ،تدعمه سياسيا واقتصاديا وعسكريا (تونس ومصر وليبيا العراق مثالا)،والآن وضعت كل جهدها السياسي واللوجستي العسكري والإعلامي في خدمة ثورة الشعب السوري، فهل هي مصادفة أن تكون أمريكا هي من يدعم الاسلامويين السياسيين في المنطقة العربية ، أم هو مخطط مدروس بأجندة أصبحت واضحة الأهداف والمعالم،وهي إشعال الحروب الطائفية والعرقية والقومية تمهيدا لتنفيذ مشروع برنارد لويس وبايدن في تقسيم الشرق الأوسط وإقامة الشرق الأوسط الكبير ،خاصة بعد أن نجح هذا المخطط نوعا ما في كل من العراق وليبيا وافغانستان وتونس ،ففي العراق أوصلت التيارات والأحزاب الاسلاموية الطائفية الى الحكم بغزو بربري جبان ،أشعلت فيه حرب أهلية طائفية مدمرة داخل العراق ،ذهب ضحيتها أكثر من مليون شهيد وملايين المهجرين والمهاجرين خارج العراق،وهربت قواتها بليلة ظلماء وتركت العنف الطائفي والحكومات الطائفية والقومية والمحاصصة والفساد المالي والإداري يضرب البلاد طولا وعرضا ،ومازال العراق يعيش وضعا مأساويا وكارثيا مدمرا في الوضع الأمني والاقتصادي والعسكري(تخلخل بنية الجيش كونه جيش طائفي بني على أساس المحاصصة وإدخال الميليشيات الطائفية فيه)، حال العراق الآن لا يحسد عليه فهو في وسط فوضى سياسية وطائفية خلاقة تعيشها حكومة المالكي والأحزاب المتنفذة في السلطة تنذر بين لحظة وأخرى باندلاع حرب طائفية أخرى داخل السلطة وأحزابها وما الأزمات التي شلت السلطة وعمقت الخلافات بين أحزابها بسبب المناصب والمنافع الشخصية والحزبية واستشراء الفساد الحكومي والحزبي القاتل جعل من السلطة سلطة أحزاب وطوائف فقط،في حين يعاني الشعب العراقي الأمرين في الوضع الأمني والتفجيرات والاغتيالات والاعتقالات الطائفية والحرمان والجوع وفقدان سبل العيش والبطالة المليونية للخريجين ، إذن إدارة اوباما وقبله المجرم بوش تركت العراق خرابة ينعق فيها البوم الطائفي بسبب الأحزاب الاسلاموية الطائفية،أما في تونس فوجود حزب النهضة الاسلاموي بقيادة راشد الغنوشي المدعوم أمريكيا وغربيا ،منذ أن كان في بلاد الغرب فالأمر لا يختلف الآن عن ما يجري في دول الربيع العربي من فوضى اسلاموية خلاقة نتج عنها مظاهرات تطالب في رحيل هؤلاء الاسلامويين والملفت للنظر أن المظاهرات خرجت من نفس انطلاقة الثورة الأولى التي سرقها الاسلامويون فيما بعد،وما تزال شرارة الانتفاضة في بدايتها التي تنذر بإحداث لا يحمد عقباها ، تماما كما يحصل الآن في مصر هذا اليوم الجمعة ،إذا ما علمنا أن إدارة اوباما هي من يدعم الرئيس المصري وحزبه الاسلاموي الذي يلاقي رفضا شعبيا واسعا من قبل الشعب المصري ،بعد تزوير الانتخابات الأخيرة بإشراف أمريكي واضح ودعم لا محدود لمرسي،الذي تربى وترعرع هو وأمه وأبناؤه وإخوته في كنف أمريكا لسنين طويلة(حصل على الدكتوراه من أمريكا وكان يعمل في وكالة ناسا الأمريكية،هذا التهافت الأمريكي على دعم الأحزاب الاسلاموية له ما يبرره سياسيا ،فالعالم الآن يشهد تحولات كبرى على الصعيدين السياسي والعسكري وان الهيمنة على العالم بأسره هو الهدف الأول لإدارات أمريكا المتعاقبة ،وان أفضل من يقدم لها الطاعة والولاء والخدمة اللوجستية في المنطقة العربية هي الأحزاب الاسلاموية ،التي أوصلتها وتوصلها أمريكا وحلفاؤها الى الحكم في العراق وتونس ومصر وليبيا والآن سوريا ،وما قدمته هذه الأحزاب شجعها على المضي قدما في تحقيق برنامجها الاستعماري الجديد ،ولو بأيد اسلاموية ترفع اسم الإسلام ورايته وتهدد بمحو إسرائيل من الوجود لتحرر فلسطين من النهر الى البحر،هكذا هي شعاراتها البراقة الخادعة للجماهير ، وما يجري الآن في سوريا بإثارة الحس الطائفي لدى الحركات والأحزاب الاسلاموية هنا ك،وتصوير الثورة على إنها ثورة ضد الشيعة العلوية هو من باب إشعال الحرب الأهلية وإفراغ ثورة الشعب السوري من محتواها الشعبي بكل فصائلها وأحزابها وتياراتها القومية والوطنية ،هذا الهدف الأمريكي لقي معارضة شديدة من أوساط المعارضة السورية وقادتها الذين اكتشفوا اللعبة الأمريكية القذرة بتحويل الثورة الى حرب بين السنة والشيعة في سورية كما فعلت في العراق ونجحت عند المغرر بهم وقصيري النظر ومن هو طائفي منذ ولادته ،لقد انكشفت عورة أمريكا قي سورية لذلك قللت الدعم اللوجستي للمعارضة وصدرت بيانات من المعارضة بهذا الشأن تشكو من خذلان أمريكا لهم وسحب يدها من دعم الفصائل التي ترفض المشروع الأمريكي الجديد في سوريا وهو البعد الطائفي في التغيير لإشعال الحرب الطائفية هناك، انظروا ماذا فعل الاسلامويون المتحاربون والمتصارعون على السلطة في ليبيا والعراق ،هل يستطيع احد منكم تسمية السلطة هناك دولة ؟ لا اعتقد أن هناك احد لا يسمي ما يجري في ليبيا والعراق بأنها حكومة ميليشيات حاكمة ،أين الدولة ومفهومها الإداري والرسمي إذا كان هناك أكثر قوة حزبية متنفذة تحكم البلد بالميليشيات والأحزاب ،والجميع يبحث عن كيفية نهب وسرقة ثروات البلاد ،والسيطرة على مراكز القرار في الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية والاستخبارية والمناصب السيادية، وهكذا نجحت إدارات أمريكا المتعاقبة في إيصال الأحزاب والتيارات الاسلاموية السياسية الى الحكم لتنفيذ أجندتها في المنطقة العربية ، انه الإسلام السياسي الأمريكي الجديد في المنطقة ، فانتبهوا واستفيقوا أيها العرب ……….