كما لفظها باللهجة العراقية والتي كان يقصد من وراءها محاولة إيجاد مدخل للدخول والاشتراك بالعملية السياسية، كان ذلك بعد عام ٢٠٠٣ عندما التقيت بصديق عزيز عليَّ اخبرني انه تعرف على شخص نبيل ونزيه ومن حملت الشهادات العليا ومتبوء لمناصب عديدة، بعد ان أخبره الأخير بأنه بات الْيَوْمَ يبحث عن فجوة صغيرة يطمح من خلالها الدخول والمشاركة بالعملية السياسية بغية المساهمة في عملية بناء وطن تهدمت معالمه شيئاً فشيئاً لسببٍ او لأخر وإن لملمت ما تبعثر يقع ضمن إطار مسؤلية اصحاب العلم والشهادات ليختصروا الطريق للناس للوقوف من جديد بمجدٍ وشموخ كل هذه الكلمات والعناوين وغيرها كانت هي من ابرز ما قرأنا وسمعنا في خطابات الكثيرين مِنْهُم، والذي حصل وللاسف كان القاسم المشترك بين هذه الثلة التي حاولت من خلال ذلك إيجاد جسراً للعبور والتشبث بمنصب كانوا يرومون من خلاله الى تحقيق مأربهم الشخصية ولكن ما ان انكشف الحجاب لهم وتربعوا على احدى المقاعد وجدوا أنفسهم عاجزين عن تحقيق أي شيء لان سياسات الأحزاب التي دفعتهم الى ذلك قد أملت عليهم سلفاً التزامات تقاطعت مع اخلاقهم ومبادئهم واعرافهم التي طالما خدشت مسامعنا حتى صرنا نؤمن بأنهم رهباناً ولكنهم للأسف كانوا بعيدين كل البعد عن ذلك لأنهم ارتضوا لان يصبحوا بالنتجية كحراس على حساباتهم البنكية التي تدفع لهم لا للخدمة التي يقدمونها لهذا البلد ولكن للخدمة التي فرضتها عليهم تلك الأحزاب وبالنهاية تحولت تلك الشخصيات من شخصيات مهنية علمية كانت تحمل في يوم من الأيام فكراً يرتجى منه خيراً ويلبي طموحات الجماهير كي تزدهر بها البلاد، الى شخصيات مستهلكة غير منتجة تتطلع الى اخر الشهر وهي تتابع حساباتها البنكية تزداد تخمةً على حساب الارامل واليتامى من ذوي الشهداء والفقراء الذين دقت على ظهورهم النكبات والصعوبات الاقتصادية التي خلفت وراءها ذلك الكم الهائل من المشاكل والتي بدورها ولدت ذلك التفسخ الاجتماعي الذي جعل الكثير من الأفراد يعدون كمشاريع جرائم موقوتة .
وخلاصة القول ان ذلك الكم الهائل من التداعيات السلبية والتي اثقلت على كاهل المواطن كانت من اهم الأسباب لها هو ان يجد فلان من الناس منفذاً يتبوأ من خلاله منصب ومايحدث عدا ذلك فهو شأن داخلي يتحمل عواقبه البلد والمواطن، وبالمناسبة الشخص ما يزال يسكن المنطقة الخضراء يتمتع بالسحت الحرام من مخصصات ورواتب وهو مجرد مقعد من مقاعد البرلمان وبناء الوطن لايتم إلا بإقتلاع هذه الجذور المترهلة التي أصبحت لا ترفد بأي منجز يذكر.