26 نوفمبر، 2024 12:46 م
Search
Close this search box.

الحقيقة كالشمس لابد ان تشرق

الحقيقة كالشمس لابد ان تشرق

(في وقت الخداع العالمي يصبح قول الحقيقة عملاً ثورياً)
جورج اورويل

الاسبوع الماضي, قررت ان اسدل ستار نافذة عملي الصحافي لاستمتع بإجازتي وأقضي وقتاً حسبت انه ممتع في بلاد انكليزية, لكن نسيتُ ان الاقدار العربية تلاحقني اينما حللت وتكاد تسبقني لتعرض نفسها على شاشة التلفاز و تتصدر صورة هروب عصابات داعش اغلفة الصحف الاجنبية التي مُلأت بالاخبار السعيدة لشعب سعيد واخبار كأنها العرب لشعب تعيس كأنه العرب.
جلستُ على اريكة الاحلام الاجنبية التي صنعت بأموال النفط السعودي والعراقي وبأيادي عربية بينما يجلس عليها اجنبي لا يمتلك سوى مئات سنوات من التأريخ الشاذ, فيما يعيش ابناء الشعب العربي على ولادة تأريخ لم تستطع ارقام الحساب احصائه لكنهم يحصونه برمي احدهم الاخر برصاصات اجنبية.
تتناقل وسائل الاعلام المختلفة بينها وسائل التواصل الاجتماعي انباء هروب عصابات داعش من مدينة الموصل التأريخية بعد ان انتهت اللعبة العسكرية لتبدأ لعبة سياسية (الازمة الخليجية) ذات مردود مالي اكبر من مردود لعبة داعش, بينما يحتفل عراقيون بنصرهم على داعش واخرون يصرخون بطلب المعونة من الامم المتحدة من المليشيات التي سيطرت على المدينة حسب وصفهم للقوات العراقية!
اي منهما على حق؟ واي منهما على باطل؟ التبس الحابل بالنابل وصارت السعادة عيدا لشعبٍ اخر يحتفل بالمردود المالي الذي حصل عليه بعد ان وقعت الحكومة العراقية عقود استثمارات مع شركات اجنبية بملايين الدولارات بينما تُهدَر دماء الشهداء وعوائلهم التي تغفى على حزنها وتستيقظ على جوع! فيما تعيش عوائل اخرى دور التشرد بعد ان نزحت من مواطنها لتسكن وتعيش على كرم عوائل عراقية اخرى. العراقيون كريمون وسخيون ومنافقون, فهم يصفقون لكل حاكم!
الشيعي يحارب داعش والسني يهرب من داعش الى المناطق الشيعية ويأويه الشيعي ويقولان الطرفان بأنهم اخوان لا يفصل بينهما مذهب ويوحدهم العراق ثم الاسلام فالانسانية! انها الحقيقة.. لكن هناك اشخاص _وانا اقصدهم_ وهم بعض قادة الحزبين يعملون كعملاء بدرجة ممتازة الى دول تعيش على دماء الشعب العراقي بعد ان شبعت من شرب عصائر طائفية العرب فأصبحت مصر عدو لقطر والعراق عدوا للسعودية وفلسطين المغتصبة ارضا لا اهل لها بينما يتشرد الجزائريون والتونسيون في فرنسا والسوريون في المانيا والعراقيون في اميركا!
الشعوب العربية ومثالا على ذلك الطوائف العراقية مجرمون بريئون من جرائمهم, فجرائهم مصنوعة من دول كبرى, دول ليبرالية واخرى اسلامية تريد من الشعوب الثرية ان تندثر بثرائها ليغفى القائد الامريكي والسيد الايراني على وسادة ناعمة مصنوعة من ريش طيور الجنة التي تقتلهم الطائرات الامريكية وتتشمت بدمائهم الاذاعات الايرانية. السؤال الذي لابد منه, لماذا لا يقتل مواطن ايراني او امريكي فيما تتصاعد الدولتان فيما بينهما منذ سنين ولماذا يدفع المواطن العربي ضريبة حياته نيابة عنهما؟!

 

أحدث المقالات