منذ بدء الحملة الانتخابية ، كانت بوادر فشل هذا الراسمالي واضحة ، فلا مدراء حملته بقادرين على كبح جماح فوراته الاعلامية ، ولا حزبه الجمهوري بادر لترويضه وافهامه ان السياسة فن ولباقة وعلم ادارة دولة لا ادارة مشروعات اقتصادية اوشركات عقارية ، ورغم فتور همة الحزب الجمهوري عنه ، وعن ترشيحه الا انه وقع في المحذور الروسي ، فمنذ البداية سرب الحزب الديمقراطي شائعات تشير باصابع الاتهام الى دخول الروس حلبة الانتخابات الامريكية ، ولقد كان لتاكد المرشح ترامب بان نتائج الانتخابات ستكون مفاجاة للجميع ، فانه يعلم بالتنسيق المسبق بين طاقمه والدبلوماسيين الروس فيما يتعلق بفشل السييدة هلاري كلينتون ، ولم يك هذا الرجل على دراية بفن السياسة فاصطدم اول ما اصطدم بالسييد مدير الF.B.I. واثار بذلك الشك والريبة حول استنتاجاته بشان الانتخابات الرئاسية ، وبعد فشله وتراجعه في عدة مواقف ومواضيع فانه بدا يخضع لمقولة محاولة تضليل العدالة ، وهذه المقولة تتحول الى قاعدة عندما تاخذ طريقها الى الكونكرس ، وكان اخر تورطه ما تم كشفه بالامس في فضيحة اجتماع نجل الرئيس ترامب بمحامية روسية مقربة من الكرملن وبحضور احد ضباط المخابرات الروسية ، حيث عرضت المحامية وثائق تدين السييدة كلينتون ، ويدعي نجل الرئيس عدم تعامله مع تلك المحامية ، ورغم ذلك ربما يستدعى الى الكونكرس للوقوف على حقيقة الامر ، ولو ثبت ذلك الفعل فان مدة الرئيس ستكون على المحك وربما يكون اول رئيس امريكي في القرن الحادي والعشرين يتعرض للعزل وهذا الاحتمال وارد جدا ، وذلك لاسباب عديدة ، منها عدم تمتع الرئيس بصفته رئيس اكبر واقوى دولة في العالم بالحنكة السياسية،وباللياقة الدبلوماسية ، وهو في تعامله الرئاسي كسييد للبيت الابيض كثير الاثارة للمشاكل مع اجهزة ومؤسسات الادارة الامريكية العاملة معه ، وهو في عداوة معلنة وواضحة مع الاعلام ، وخاصة مع الصحف الكبيرة والمؤثرة في القرار الامريكي وله مواقف مثيرة للجدل مع اغلب الرؤساء وخاصة من رؤساء الدول الحليفة لامريكا، ولقد غادر في الكثير من المواقف تقاليد واسس السياسة الامريكية ، مما يجعل فترة ادارته فترة مليئة بالاخفاقات الامر الذي يدفع بالمؤسسات الامريكية وعلى راسها الحزب الجمهوري ومن وراءه الكونكرس الى ايجاد الثغرات القانونية لادانته ، وربما تمهيد السبيل لعزله ، فيكون بذلك اول راسمالي لم يستطع الاقتصاد من انقاذه لانه لم يستطع في فترة ادارته اجادة فن السياسة على اصوله …