18 ديسمبر، 2024 11:51 م

إيران الكبيرة تجدر بهكذا مقاومة

إيران الكبيرة تجدر بهكذا مقاومة

يتسم المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في فيلبنت هذه السنة بميزات بارزة مقارنة بالمؤتمرات السابقة أهمها الانتقال الكبير والمفعم بالمجازفة للمجاهدين من سجن ليبرتي في العراق إلى آلبانيا. فإنها كانت مغامرة أفرحت أنصار المقاومة كما خيَّبت أعدائهم أي نظام الملالي الدجالين وأذنابهم وتركتهم خاسئين مدحورين والحمدلله حيث كان هناك لحظة ثمينة مفرحة لكل التواقين للحرية عندما اعتلت السيدة مريم رجوي المنصة في المؤتمر وأعلنت وسط لحظات البهجة والتصفقيات المستمرة في قاعدة فيلبنت الواسعة حضور المجاهدين في آلبانيا مباشرة في وقائع المؤتمر حيث تفجرت كلتا القاعتين فرحاً بالأهازيج والتصفيق ومعهم المشاهدين في كل أنحاء إيران والعالم. هذا الحضور له مغزاه الكبير والعميق. نعم لقد حدث هناك واقع لم يكن ممكنا منذ سنين لأسباب ، أهمها مؤامرات نظام الملالي القذرة وتواطؤ عملاء هذا النظام ومحسوبيه في العراق بالذات. لاشك أن في مؤتمر فيلبنت كان تأثير صرخات الحضورالتي كانت تخرج بصوت عال وبملئ الحناجر لتواقي الحريه ألف مرة أكثر من ذي قبل ، نعم ، كان الحشود الحاضرة يقف بكل وزنهم بوجه الغول الحاكم في إيران متراصين في صفوف مرصوصة ومصممين بإرادة صلبة واحدة ضد الاستبداد الديني كما كانت رسالتهم المتميزة الواسعة للعالم بأننا مازلنا واقفين بكل عزم وصلابة.
إن هذه الرسالة وصلت بصورة واضحة ليس من قبل السيدة مريم رجوي فحسب وإنما أوصلتها الكثير من الشخصيات السياسية العالمية المشاركة في المؤتمر وهم يعرفون المجاهدين منذ زمن بعيد كما سمعنا من السيناتور توريسلي وهو من الأصدقاء القدامى للمقاومة الإيرانية حيث قال:
« أمامي أفخم وأكبر مؤتمر للإيرانيين القادمين من كل أرجاء العالم هنا ومنذ أن استيقظوا من النوم وجدوا أّنفسهم بأنهم يتنفسون بحرية ويتكلمون بحرية ويدعون بحرية ويعيشون بحرية وهذا ما أباهي به وفخور جداً أن أكون معكم وأنا سعيد معكم لأن أكون في خدمتكم.. أيها الحضور الذين قضيتم سنوات أشرف وقاتلتم في ليبرتي ؛ ها أنتم في رأس سهم النضال في آلبانيا. أدعيتنا وآمالنا إليكم لتسحقوا الملالي وتبنوا إيران حرة » .
وقال عمدة نيويورك ”رودي جولياني“ (الذي وحسب وصف توريسلي بأن إسمه في آمريكا رديف لمكافحة الإرهاب) خطاباً للإيرانيين الحضور في المؤتمر :
«حالياً إننا لسنا بصدد تأثير على تغيير النظام في إيران فحسب ، لأنه حاصل وسيحدث وإنما علينا أن نحققه الآن وفي حياتنا لكي نحتفل السنة القادمة في إيران ونحتفل في كل أرجاء العالم من أجل إيران حرة على أساس مبادئ نشترك بها أنتم وأنا وبلادنا فيها ، نعم لدينا بديل وهو أنتم فلنا ليس تغيير النظام فحسب وإنما لدينا بديل ديمقراطي، قوة للتغيير ومنتظمة بصورة ممتازة وتحظى بدعم شعبي وشبكة واسعة من الأنصار وهذا ما يخوف نظام الملالي بهذا المدى منكم لأنكم مقتدرون …» .
وأكد السيناتور ”آلن نري“ رئيس اللجنة الفرنسية لإيران ديمقراطية في كلمته قائلاً:
« أنا اتكلم هنا باسم جميع الإيرانيين الذين كانوا يدعمون حركتكم تاريخياً، جان بير بكه ، فرانسوا كولكومبه ، إيف بونه ، الأسقف جاك غايو، السيد باروئل والكثير من رؤساء البلديات المنتخبين كان بينهم جان فرانسوا لوكاره ، جان بيرمولر وجميع المنتخبين الحضور في هذا المؤتمر وأنا لا استطيع أن أذكر أسماءهم بسبب كثرتهم ولا شك أن هذا الكثر خير دليل على نشاط حركتنا بالذات».
وفي المقابل وبوجه هذا المدى من العلو والمباهاة والنشاط والحماس لهذه المقاومة، أبدى نظام الملالي عجزه وذعره من تنامي هذه المقاومة حيث كتبت جريدة ” جوان “ الحكومية المحسوبة على قوات الحرس في عددها الصادر في يوم 6يوليو تقول :
”لماذا يبرمج جهازنا الدبلوماسي في البلد زيارة وزير الخارجية إلى فرنسا في أسوأ وقت يمكن؟ حيث وبعد تصريحات الشخصيات السياسية من مختلف البلدان المعادية لإيران منهم فرنسا في هذا المؤتمر يتخذ وزير خارجيتنا موقفاً مرنا وحتى ليس بمستوى مع ما قامت به الحكومة الفرنسية؟“
هناك تعبير ”أسوأ زمن ممكن“ في موقف خارجية نظام الملالي لتوقيت زيارة جواد ظريف إلى فرنسا ويقصد به تزامنه مع عقد مؤتمر باريس للإيرانيين بيوم واحد(30حزيران).
كما كتب ”حسين شريعة مداري“ ممثل خامنئي في جريدة كيهان الحكومية بهذا الخصوص يقول:
«… إن امتناع الحكومة الفرنسية عن إصدار بيان حول لقاء ظريف مع ”إمانوئل ماكرون“ وحتى امتناع عن إعلام خبراللقاء ليس إلا بنية الاستخفاف بالحكومة الإيرانية ».
لا شك أن ما ذُكر ليس إلا مجرد إشارة أومشاهدة رأس جبل الثلج العملاق المختفي في محيط أزمات نظام الملالي وليس من الصدفة أن مريم رجوي أكدت في كلمتها بكل حزم وإيمان قائلة:
«لقد أشرقت شمس التغيير على إيران …» .