وردتني و تردني رسائل عديدة منذ عدة أعوام تنتقدني على أفکاري و مواقفي التي أطرحها في مقالاتي وبالاخص المتعلقة منها بالملف الايراني و تحديدا من منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، وقد کنت أحرص کثيرا على الرد على تلك الرسائل و توضيح المبررات و الدوافع التي دفعتني و تدفعني الى ذلك، وبطبيعة الحال کان هناك من يقتنع بما أکتبه له و هناك من لايقتنع، الناس أحرار فيما يعتقدون به و يٶمنون، لکن، لابد من التوضيح بأنه کان هناك نوعين من الذين يراسلونني بهذا الخصوص، فالنوع الاول کان على سجيته و غير مدفوع بأساب و عوامل و دوافع مسبقة، أما النوع الثاني فکان من من المتأثرين او بالاحرى التابعين للأحزاب و الجماعات الخاضعة لإيران، أو من أفراد و مواقع تابعة للمخابرات الايرانية.
تسليطي الاضواء على التدخلات الايرانية في العراق و المنطقة و مدى الضرر الذي سببته و تسببه للشعب العراقي و لشعوب المنطقة، کان ينبع بالاساس من قناعتي و إيماني الکامل بخطورة الدور السلبي لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن إنه يدس في السم عسلا من أجل تحقيق أهدافه و غاياته، والحقيقة إنني لم آت بجديد بهذا الصدد فما قد بدر و يبدر من هذا النظام ضد شعوب و بلدان المنطقة عموما وضد الشعب العراقي خصوصا أشهر من نار على على علم، لکن الذي لفت نظري کثيرا هو وجود من کان يتتبع مقالاتي و مقالات و مواقف و إتجاهات الکثير من الکتاب و المواقع و الصحف و وسائل الاعلام المناهضة أو على الاقل المنتقدة للدور الايراني المشبوه في العراق و المنطقة، المتتبعين کانوا يسعون بطريقة أو بأخرى ثني المناهض و الرافض و المنتقد للدور المشبوه لطهران في المنطقة، والذي لفت النظر أکثر هو إن هٶلاء المتتبعين کانوا يترصدون بشکل خاص لکل من يکتب عن منظمة مجاهدي خلق بصورة خاصة و عن المقاومة الايرانية بصورة عامة، فقد کانت النصائح و الارشادات تتوالى منهم کالمطر محذرين من إن منظمة مجاهدي خلق منظمة إرهابية تستهدف(النظام الوديع و المسالم) في طهران!
موقع هابيليان و المدعو قربانعلي حسين نجاد، هما أکثر طرفين ناشطين بهذا الخصوص، وهما يعملان دونما کلل من أجل ثني کل قلم أو صوت عربي يهب للدفاع عن منظمة مجاهدي خلق و عن نضال الشعب الايراني من أجل الحرية، وقد بذلا و يبذلان کل مابوسعهما من أجل تحقيق الاهداف المشبوهة لهما و التي تم تحديدها في أقبية و دهاليز المخابرات الايرانية و قوة القدس الارهابية، وبعد أن تم توجيه ضربات موجعة لطهران في التجمع العام للمقاومة الايرانية في 9 تموز2016 و تکرر نفس الشئ في تجمع 1 تموز2017، فإن النظام الايراني قد فقد رشده تماما و لذلك أوعز لهذين الطرفين بأن يعملا من أجل الوقوف بوجه اللصعود غير العادي لمنظمة مجاهدي خلق و للمقاومة الايرانية و نجاحهما في کسب الرأي العام العربي و الاسلامي و الدولي لصالح الشعب الايراني، ولذلك فقد کثفا من نشاطاتهما و تحرکاتهما للإتصال بهذا و ذاك من الذين يقفون الى جانب المقاومة الايرانية و نضال الشعب الايراني من أجل الحرية، ولکن کانا دائما يواجهان بالخيبة و الاحباط، إلا إنهما تمکنا أخيرا وبعد جهد جهيد ليس من إصطياد عنصر من الذين يقفون الى جانب المقاومةن الايرانية، وانما من إرجاعه الى حظيرته الاساسية التي إنطلق منها، نظير من يصف نفسه بالعلامة محمد علي الحسيني اللبناني، الذي کان منذ أعوام عديدة قد أعلن رفضه للنظام الايراني و إبتعاده عن حزب الله اللبناني الذي کان ينتمي إليه.
هذا الشخص الذي إحترمته و دعمته المقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق لإنه يريد التکفير عن مواقفه السابقة و يسعى لبداية نظيفة، تبين في النهاية من إنه کان مجرد لغم سعوا من تفجيره عرقلة قافلة نضال الشعب الايراني من السير نحو الاهداف الاساسية لها، لکن هذا اللغم قد إنفجر بوجه النظام و عملائه عندما إفتضح أمره و بان على حقيقته عندما جلس بين زمرة من الساقطين مبدأيا من عملاء النظام الايراني في إحدى مطاعم باريس و من هناك بدأ يردد کالببغاء ماقد أملي عليه من جانب المخابرات الايرانية و قوة القدس الارهابية، لکن الذي يثير السخرية و التهکم، إن مصيدتي النظام الايراني، لم تصيدا رجلا مبدأيا و شخصية نوعية يعتد بها وانما سحبت عميل و جاسوس من مهمته لتستخدمه بصورة أخرى!!