17 نوفمبر، 2024 10:22 م
Search
Close this search box.

فانية ..وتختفي

يبدو ان قادة داعش في العراق والشام ؛ عندما اطلقوا شعارهم الوهمي باقية وتمدد؛ قد أخطأوا كثيرا ؛ وهو شعار اكبر من حجهم الحقيقي بكثير؛ فالشعارات التي تطلقها الجيوش والدول في الحروب ؛ وعند التأسيس يجب ان تأخذ بنظر الاعتبار ؛ امكانية تحقيق الاهداف والشعارات ؛ لكي لا تكون اكذوبة كبرى ؛تحسب عليهم يوما ما ؛ او حبرا على ورق ؛ يلعنها الناس يوميا؛ عندما تتداول في الاماكن العامة والخاصة والاعلام وفي دفاتر ام الكتب .
دخلت داعش العراق وسوريا ؛ واعلنت عن دولتها المزعومة ؛ بشعار خاطب العقل الجمعي الاسلامي بروح نفاقية عالية ؛ ادخل باطار اكبر من الاسلام نفسه ؛ وتوهموا ان هذه الدولة هي دولة حلم المسلمين الاوائل ! حسب داعش؛ كل صغيرة وكبيرة في افعاله واقواله ؛ وحتى خطبة التأسيس واعلان الدولة من جامع النوري الكبير في الموصل ؛ كانت محسوبة بعناية ؛ انشاء الدواوين والجيش والحسبة والشرطة والوظائف والمهاجرين من خارج العراق ؛ اوضاعهم و رواتبهم وسكنهم. إن سيرة البغدادي يكتنفها الغموض والكتمان، حتى أنه لا يمكن الاعتداد سوى بعناصر قليلة للغاية منها على أنها حقائق. ولد البغدادي، بحسب جميع الروايات، بالقرب من مدينة سامرّاء، شمالي بغداد، وكُنّى بـ”البغدادي” ربما لإضفاء الصبغة الوطنية على شخصيته، أما لقب “أبو بكر” فهو تيّمنًا باسم أول الخلفاء الراشدين ؛فمترس نفسه وتنظيمه بين عراقة بغداد ونسبه اليها ؛وبين الاسلام دولة في ريعانها بعد الرسول الاعظم محمد (ص).فكان اختياره للاسمين الدولة ؛ وزعيمها ؛ من اجل جلب كل المتطرفين في العالم الى دولته الفتية المزعومة ؛وربطها بشعار باقية وتمدد …
الشي الوحيد الذي خفي تماما على التنظيم وقادته؛ انهم يقاتلون الشيعة ويجهلون تاريخهم في القتال ؛ وربما نسوا شيئا اسمه (الفتوى ) يستند عليها الشيعة في قتالهم وافعالهم السياسية والاقتصادية والدينية فهي اساس عملهم ؛ ويعتبر العمل بها مبرى للذمة عندهم ؛ فهذه الفتوى العظيمة التي اطلقها مرجع الشيعة الاعلى في العالم الامام السيستاني ؛ قد غيرت ملامح الوضع العسكري والسياسي في المنطقة اجمع ؛ وحولت كفة الانتصار في غضون ايام قلائل ؛ انكفئ بها داعش وتراجع كثيرا بعد ان بات على اسوار بغداد قبل الفتوى بساعات . داعش لم يدرس جيدا التاريخ العسكري الفعلي للشيعة وعلاقته بفتوى مراجع التقليد ؛كفتوى الجهاد في ثورة العشرين ؛وفتوى الجهاد المقدس للأمام الخميني ضد البعثيين وحربهم المفروضة على الجمهورية الاسلامية ؛ وكذلك فتوى الامام محسن الحكيم ضد الشيوعية ؛ وتحريم حرب الاكراد ؛ الخلل واضح انهم لم يشخصوا جيدا عدوهم المفترض ؛ فبرز لهم اناس لا يعرفون الموت الاصديقا حميما في الجنة ؛ ولا يعرفون العدو الا عدوا يجب الثأر منه ومن افعاله بحق اهلهم وناسهم.
فبرزت الفتوى ملامح التأخي الوطني بين كل القوميات والاديان والمذهب ؛ فاصبح بها العراق واحدا موحدا من اقصاه الى اقصاه ؛ فانتصر العراق بكل من فيه ؛ انتصارا اذهل الاعداء قبل الاصدقاء ؛ واذهل العالم اجمع ؛وداعش ايضا ؛ والذي عرف حينها ان الفتوى عندما تطلق من اهل الاسلام الحقيقين وهم المراجع العظام ؛ يكون لها وقعا عالميا ؛ بعكس من تكون فتواه انية ؛ محدودة المصالح والوقت والزمان فزال شعارهم ((لا حكم الا لله ))….باقية وتتمدد بشعار خطه الشهداء بدمائهم وفتوى مرجعهم …….فانية الى زوال وتختفي ان شاء الله الى الابد دولة خرافة لم تعش طويلا …بل قذفت بها الفتوى الى مزابل ..ابن تيمية ….وحواضن عبد الوهاب القذرة ……انتهى

أحدث المقالات