كنا صغارا ً في ذلك الوقت نذهب يوميا ً إلى الشط ونقضي حوالي ساعتين في السباحه وكان صبري كل مره يدعي ويمثل علينا إنه غرق ونصدق ونهرع لنجدته وحينما نصل إليه نكتشف إنه يكذب علينا ، وفي كل مرة يعيد الكرة ونحن نصدق، وذات يوم قام بنفس الحركة التمثيلية كما يترآى لنا مدعيا ً الغرق، ولكننا هذه المرة لم نهرع له كما في كل مرة ، لأننا سئمنا من أكاذيبه المستمرة علينا، وبعد خمس دقائق إختفى عن أنظارنا هذه المرة ولم يخرج ، ولكننا بعد مرور وقت طويل عرفنا أن صاحبنا صبري قد غرق فعلا ً هذه المرة ومات! تذكرت هذه القصة اليوم وأنا أشاهد السيد المالكي وهو يجاهد ويعمل بجهد جهيد، ومعه الكثير من الوزراء والمختصين في سبيل إقناع مجلس النواب في إقرار قانون الدفع بالآجل للعمل على الإسراع في تطوير البنى التحتية العراقية، ولكن بعد إنتهاء الجلسة تسربت معلومات أن الأغلبة البرلمانية في البرلمان لا تريد إقرار القانون، وأهمها الكتلة البرلمانية الكردستانية والقائمة العراقية، والفضيلة والتيار الصدري والمجلس الأعلى الإسلامي، وهذا يعني عدم إمكانية تمرير القانون، والسبب في الحقيقة يعود لأكاذيب صبري المتكررة مما ولد عدم الثقه عند بقية الكتل، هذا الحال ينطبق اليوم على توجسات الكثير من الكتل السياسية من قانون عقود الدفع بالآجل الذي يحاول إقراره دولة القانون في البرلمان العراقي، ولأن دولة القانون لها سوابق في عدم الإلتزام بالمعايير المهنية في العمل المؤسسي مما أدى إلى شيوع الفساد في معظم مؤسسات الدولة التي أصبح الجميع ينظر إليها على إنها لا محاله آيله للسقوط، وأصبحت الثقة معدومة بين الفرقاء السياسيين، نعم، القانون ممتاز ورائع ويقدم خدمة للشعب العراقي لا يمكن أن يغفلها أي منصف لو تم العمل وفق المعايير المهنية الأخلاقية، ولكن من المتعارف عليه اليوم أصبح الوضع مجرد تماما من الأخلاق فمن حق الكتل السياسية أن تتوجس ومن حقها أن لا تتوافق على إقرار هذا القانون وهذه أصول اللعبة البرلمانية والسياسية، ولكننا نقترح أن يتم تجميع حرامية البلد في مكان واحد على أرض العراق ، ومن ثم ربطهم بالحبال ، وترس أفواههم من تراب العراق ، ومسح عيونهم ، علهم يشفون من مرض سرقة أحلام وتطلعات هذا الشعب الذي إبتلي بهذه الأخلاقيات التي لايحد من طموحاتها غير المشروعة أي حدود !! ولو إننا نشك بجدوى هذا العمل الوطني لأنهم ماضون في إستهتارهم لحين لقاء رب العرش العظيم ، ويومها لاينفع الفقراء ومستقبل الأجيال أي عقاب لهم في الآخرة ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربنا ورب الحرامية أجمعين .
[email protected]