18 نوفمبر، 2024 12:54 ص
Search
Close this search box.

قصة الطابق الثالث

لحظة وقوع الهجوم المدبر على مبنى وزارة العدل في منطقة العلاوي , كنت في طريقي عائدا الى المنزل . في سيارة ( الكيا) تلقى احد الركاب اتصالا وافادنا على الفور بان انفجارين وقعا في العلاوي واخذ يترحم على الضحايا الذين توقع سقوطهم بالتاكيد واسترسل يروي لنا قصة العراق بدءا من ( دكة) رشيد عالي الكيلاني  وحروب الشمال وحروب  67 و73 و80 والكويت ثم الحصار وبعدها حرب بوش وعامي 2006 و2007 ليعود مرة اخرى الى العلاوي ليتصل بصاحبه متسائلا : ايه .. شكو .. ماكو ؟

في المنزل تابعت الاحداث وبدأت العواجل تترى , ومن الوهلة الاولى انتابني شعور بان ماحصل في وزارة العدل ليس من عمل القاعدة والبعثيين .

هذا الاحساس الذي بدأ يتحول الى توقع ثم الى شكوك ثم تصور , اخذ يتبلور مع ما يرد في التغطيات الاعلامية والصحفية وما رواه شهود العيان واخيرا ما صرح به الانيق محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق الذي قال وبوضوح : ان الحادث من تدبير جهات سياسية  .   

دعونا نستمع الى ما قاله موظف في وزارة العدل : الانتحاري تقصد الصعود إلى الطابق الثالث وتدميره لأنه لم يتعرض إلى الطابق الأول او الثاني.. فالطابق الثالث تقع فيه دائرتا  القانونية والعلاقات العامة وهما من اهم الدوائر في الوزارة .. فالدائرة القانونية لديها ملفات جميع المعتقلين والموقوفين والمحكومين والاحكام الصادرة ومحاضر التحقيق وغيرها وأغلبها يحفظ على شكل ملفات ورقية وبعض على أقراص مدمجة (CD)”.

ويكشف الموظف : ان الوزارة  وكبار الموظفين كانوا على علم بتهديدات تلقتها الوزارة قبل نحو ثلاثة اسابيع وقامت على إثرها الوزارة بقطع الطريق المؤدي من تقاطع العلاوي-الزوراء لمدة 15 يوما وكنا نمشي يوما نحو 10 دقائق من التقاطع حتى بوابة الموظفين في الوزارة.. لكن فوجئنا الأربعاء بإعادة افتتاح الطريق ليقع الهجوم اليوم ..

دعونا نضع الف علامة !!!!  في نهاية العبارة الاخيرة .

يروي موظف اخر قائلا : أن تدمير الملفات في الطابق الثالث قد يضيع الكثير من المعلومات بالغة الأهمية وقد تضيع للأبد لأني لست متأكدا من جود نسخ أخرى لتلك الوثائق في أماكن أخرى ومتأكد من أن ما حدث اليوم خطير ومخطط له بعناية .

مرة اخرى نضع مليون علامة !!!! ومليون سؤوال على العبارة الاخيرة .

السؤوال الاول :  من الذي اخبر الاجهزة الامنية ثم وزارة العدل وقبل ثلاثة اسابيع  بان هجوما سيستهدف الوزارة ؟ ولماذا رفعت الحواجز في اليوم الذي وقع فيه الهجوم ؟ !!!!

وهل احد المسؤولين كان علم  حقيقي بما سيحصل وذلك على غرار صاحبنا النائب في البرلمان الذي اخبر زميله : ولك لا تروح للكاظمية اليوم تره راح يصير بيهه انفجار

 السؤوال الثاني ( .بدون ترك ) : هل عرف عن القاعدة بانها حريصة على احراق الوثائق التي تدينها ؟ اليست القاعدة هي من يعلن على الدوام بمناسبة او غير مناسبة مسؤوليتها عن القتل والتفجيرات وتتفاخر بذلك ؟

ثم ماهي الحاجة لاحراق ملفات المعتقلين والمحكومين من القاعدة او التنظيمات الاخرى  لاسيما في ظل  عملية اخلاء سبيل وافراج بالجملة اضافة الى اعادة ( الاعتبار ) لعشرات الالاف من البعثيين واكثر من 93 الف من ضباط وعناصر الجيش والمؤسسات الامنية المنحلة ؟؟ ! 

لا أدعي اني خبير امني ولكن لدي بعض الالمام  واعتقد ان الاربعة المسلحين الذين هاجموا وزارة العدل كانوا يخططون للوصول الى الطابق الثالث واحتجاز رهائن لكسب الوقت وذلك من اجل احراق ملفات بعينها واخذ ملفات اخرى محدد سلفا .

الذي غير الخطة وحولها الى انتحارية هو بسالة عناصر حماية الوزارة الذين اشتبكوا مع المهاجمين لمدة نصف ساعة  والى ان وصلت قوات الدعم والاسناد .

ياجماعه بس شكو في الطابق الثالث ؟

تذكروا معي احداث عام 2010 حينما ظهرت موجة احتراق او بالاحرى احراق غرف العقود في مباني مكاتب المحافظين وبعض الوزارات .

[email protected]

أحدث المقالات