18 نوفمبر، 2024 2:23 ص
Search
Close this search box.

هكذا يكون ردنا , ادب وعلم وثقافة واخلاق – السومريون تركمان منذ الازل

هكذا يكون ردنا , ادب وعلم وثقافة واخلاق – السومريون تركمان منذ الازل

مهما حاول من يحوال عبثا ان يطمس حقوق شعبنا التركماني النبيل فان بطون الكتب والاثار والاقلام الشريفة كلها الشاهد الاوحد على عراقة التركمان وعمق تغلغل جذورنا في التاريخ الى ما قبل ميلاد السيد المسيح ( على نبينا وعليه افضل الصلاة واتم التسليم ) , فلا احد يستطيع انكار الدور الريادي للشعب التركماني في بناء وتطوير وادي الرافدين منذ الاف السنين واننا نحن التركمان بناة حضارة العراق التي اشرقت على العالم كله , وعندما نقول ان الحضارة السومرية هي الحضارة التي اسست نتيجة الهجرات من الشرق لها علاقة وثيقة بالنسل التركماني نقولها بأثباتات علمية ملموسة وبشكل مهني وها نحن اليوم نعرج على شواهد اخرى وعلى شكل حلقات لاثبات اننا نحن من بنى وعمر وحافظ على هذا الوطن العزيز من ايام اجداد اجدادنا السومريين التركمان , فما هي اصل كلمة سومر ومن هم السومريين .
في البداية وقبل الغوص في اعماق التاريخ الشائك لابد ان نقف وقفة قصيرة عند باب التسمية لـ(سومر) من حيث المعنى والدلالة التاريخية ليطلع القاريء العزيز على امور هامة وثمينة ربما كانت خافية عليه عن السومريين التركمان كل هذه الفترات الطويلة لسبب او اخر لحاجة في نفس يعقوب..
أ) التسمية: ان اصل تسمية (سومر) متاتية من (سيوم) التركية بمعنى (الحب) و(يير) بمعنى (الارض) لتصبح (ارض الحب) لشدة تعلق السومريين التركمان بالارض وحبهم للحياة والابداع المستمر ,لتعرف هذه التسمية مع تقادم الازمنة واختلاف الادوار وصعوبة التلفظ اختصارا بـ(سومر) الحالية.
ب) موطن السومريين التركمان : ان جميع علماء الحضارةالسومرية في العالم اصبحوا اليوم على قناعة تامة وبما لا يقبل الشك بقوة انتماء السومريين عامة الى سلالة (اورال- الطاي) التركية وهناك تشابها كبيرا بين اللغة السومرية واللغة التركية وخاصة اللهجة التركمانية سواء من ناحية القواعد اللغوية او وجود كلمات مشتركة مشتقة تنتمي الى نفس المصدر، كما لا ننسى هنا ايضا اتفاق العلماء والمؤرخين على ان اللغة السومرية لغة (التصاقية) لا علاقة لها باللغات السامية او الارية وانتمائها جملة وتفصيلا الى العائلة اللغوية التي تنتمي اليها اللغة التركية , والالتصاقية هنا معناها ان جذور معالمه لا تتغير عندما تعبر عن ازمان الفعل المعروفة ولا تتاثر بنوعية الفاعل، وان المفردة تبقى كما هي في كل الازمان والافعال والاسماء مع اضافة مقطع له.
و يقول المؤرخ الكبير طه باقر في كتابه (مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة) ان البشرية بدات من بلاد تركستان) وان اقدم حضارة قامت في العالم هي الحضارة السومرية التي بدات من شمال العراق اولا تلتها حضارة الجنوب لاحقا.
ان الموطن الاصلي للسومرين اذن وقبل هجرتهم الى العراق على مراحل عديدة هي اواسط اسيا في المنطقة المحصورة بين صحراء (قرة قورم) شمال الهند وبحيرة (بلكاش) غرب سلسلة جبال (الطاي) والمعروفة اليوم بدولة (قرغستان) غرب الصين الحالية.
والتركمان كماهو معروف من الاثار وما نقله لنا التاريخ هم اسلاف السومريين الاوائل بناة اقدم حضارة في العالم .
ج) هجرة السومريون التركمان صوب الغرب: يرجع العديد من المؤرخين سبب ترك (السومريين) الاوائل لموطن اجدادهم وسط اسيا قبل (12000) ق.م والتوجه غربا الى جملة اسباب علمية وواقعية في المقدمة منها :
اولا: العصور الجليدية التي غطت النصف الشمالي من الكرة الارضية بالكامل كانت اخرها العصر الجليدي الرابع (فورم) مما حدا بهم البحث عن مناطق معتدلة اقل برودة من مناطقهم الاصلية الجامدة ولقرون عديدة ، علما ان اخر العصور الجليدية التي ضربت النصف الشمالي من الكرة الارضية انتهت قرابة (10000) ق.م. نقلا عن كتاب (تاريخ العراق القديم ) لمؤلفه الدكتور فوزي رشيد.
ثانيا: الطوفان المذكور في الكتب السماوية والذي كما تقول بعض الروايات اغرق الجزيرة العربية والعراق والشام وحواليهما فقط بالكامل وشله لكل مايمت صلة بالحياة فيهما دون رحمة الا من انجاهم الله تعالى بقدرته الواسعة، حيث شجع هذا الظرف الاستثنائي بخلو المنطقة من البشر وتوقف اسباب الحياة فيها فكان الزمن المناسب للسومريين الاوائل للهجرة و الاندفاع صوب هذه المنطقة الدافئة نوعا ما والغنية بامكانياتها ومواردها لتعويض ما يمكن تعويضه. فحدث ما حدث لاحقا باستقرارهم وعلى مراحل في ارض الرافدين اي العراق وتاسيسهم لاركان اقدم حضارة عرفتها البشرية الاوهي الحضارة السومرية قبل اكثر من (6000) عام من الان .
د) مراحل تقدم السومريين صوب العراق:
المرحلة الاولى
بدات هذه المرحلة اواخر ايام العصر الجليدي الرابع (فورم) وتحديدا (12000) ق.م بعد ان ياسوا هم ودوابهم من العيش في ظل درجات حرارة متدنية جدا ففضلوا الهجرة قسرا صوب الغرب وكانت محطتهم الاولى هضبة (توران) جنوب شرق بحيرة (ارال) الواقعة جنوب جمهورية (كازخستان) الحالية ليطلق عليهم بمرور الايام اسم (التورانيين) او الطورانيين لاستيطانهم الهضبة المترامية الاطراف لقرون عديدة.
المرحلة الثانية
بدات هذه المرحلة مع انتهاء الطوفان الذي ضرب الشرق الادنى والجزيرة العربية قرابة (4000) عام ق.م بخروج مجاميع من السومريين من هضبة (توران) صوب(خراسان) اقصى شمال دولة (ايران) الحالية .
(المرحلة الثالثة)
وتبعت المرحلة الثانية بفترة قصيرة بخروج التركمان من (خراسان) صوب منطقة (الجزيرة) الواقعة جنوب (تركيا) الحالية شمال بلاد الرافدين ليقيموا هناك نواة اول حضارة عرفتها المنطقة والمعروفة ب(حلف) مع انحسار الطوفان بداية الالف الخامس ق.م.
المرحلة الرابعة
تبدا هذه المرحلة بدخول السومريين (العراق الشمالي) والاستقرار فيه بعد استراحة قصيرة لهم في المنطقة الانف الذكر وبنائهم مباشرة لاكبر القلاع والمدن والقرى الزراعية في المنطقة كقلعتي (اربيل وكركوك) وقرى (مطارة وجرمو) الزراعيتين، وليقوموا وفي العراق بزرع نواة اول واقدم حضارة عرفتها البشرية انذاك قرابة (4000) ق.م وهي الحضارة السومرية وهذا ما ايده الدكتور (فوزي رشيد) في كتابه (تاريخ العراق القديم) .
المرحلة الخامسة والاخيرة
تبدا هذه المرحلة بنزوح مجاميع من السومريين صوب السهل الرسوبي (جنوب العراق) والذي تكون لتوه بعد انحسار المياه عن المنطقة باتجاه الخليج بعد ان كانت تغمرها مياه الاهوار والمستنقعات، لياسسوا ثانية حضارة اخرى امتدادا لحضارة الشمال العريقة واختراعهم الكتابة المسمارية قرابة (3200) ق.م والتي تعتبر وليومنا هذا قمة الانجازات التي قدمتها الحضارة السومريةالتركمانية للانسانية جمعاء ويكفينا فخرا كوننا ابناء هذه الحضارة العريقة.
لقد توقفنا عند تسمية كلمة سومر من حيث المعنى والدلالة التاريخية والاشارة الى الدور الريادي للتركمان في تاسيس الحضارة السومرية في العراق والتنويه الى كم كبير من المعلومات كانت وما تزال خافية عن كثير من الناس بصورة متعمدة او عفوية لسبب او اخر او لحاجة في نفس يعقوب اخفاها ونتطرق في الاسطر القادمة الى مواقع استيطان السومريين وامور اخرى .
لقد فضل السومريين الاوائل استيطان شمالي العراق وبالذات في منطقتين مهمتين الا وهما (اربيل وكركوك) وكذلك نينوى واطرافها قبل نزوحهم الى العراق الجنوبي بعد ان كثرت نفوسهم وكان مغزى الاستيطان للاسباب التالية :
1 – تشابه طبيعة ومناخ المنطقتين (اربيل وكركوك) وما جاورهما من الاراضي لنفس طبيعة ومناخ بلاد تركستان المتموجة .
2 – كثرة الانهار والجداول في المنطقة وصلاحية اراضيها للزراعة الديمية .
3 – وقد كانت المياه والمستنقعات تغمر العراق الجنوبي في الكامل في حينه حيث لم تكن ملائمة للحياة للسومريين في ذلك الوقت .
السومريون وبعد استيطانهم المدن والقرى الزراعية اطلق عليهم اسم(اكنجي) اي المزارع باللهجة التركمانية من اللغة التركية (akenge) وسمي السومريون الاخرون الذين فضلوا حياة الترحال (كوجر) اي المهاجر (kogr) وايضا باللهجة التركمانية من اللغة التركية والتسميتان تركمانيتان يتم تداولهما ليومنا هذا.
التسمية السومرية الحقيقية للعراق
المتتبع تاريخيا للتسميات التي اطلقت زورا على وطننا الام (العراق) السومري الاصل يرى بأم عينيه اليوم تحاشي العديد من الكتاب والمؤرخين ذكر اسم (العراق) السومري لاسباب شخصية او فئوية ضيقة والتعويض عنه بذكر ما لذ لهم وطاب من التسميات الهامشية والمبهمة او الصفات كوادي الرافدين وميزوبوتاميا وبلاد الرافدين, ناسين او متناسين انه لا يصح الا الصحيح، علما ان التسمية السومرية للعراق كانت (ايراك) بمعنى (البعيد) في اللغة السومرية التركمانية لبعد العراق عن بلاد تركستان الموطن الاصلي للسومريين والمتاتية من الرد على السؤال الذي يوجهه دوما التركستاني لاخيه الزائر السومري القادم من العراق عن وجهتهم اولا حال خروجهم مع ذكر اسم البلد الذي فضلوا الاستقرار فيه نهاية مطافهم بعد تركهم لموطن ابائهم واجدادهم الاولين (تركستان) لياتي الجواب (ايراك) اي منطقة (بعيدة) ليحرف بمرور الزمن الى (عراق) الحالي والممتد جذوره لاكثر من (6000) عام خلت نقلا عن كتاب (لغة العرب) لمؤلفه البرفيسور (هرز فلد ) *.
التشابه التاريخي واللغوي بين السومرين والتركمان
استوطن السومريون التركمان العراق مع بدء زوال اثار ونتائج (الطوفان) الذي اغرق المنطقة قبل اكثر من (6000) عام خلت ليضعوا ومع الساعات الاولى لاستقرارهم فيه اللبنة الاولى للحضارة السومرية في بنيان العراق الشامخ باقامة دولة الحضارة والاصالة التاريخية فيه , ومع بداية فجر الانسانية النير اقام السومريون في العراق العديد من السلالات والدويلات والمدن التركمانية وهي :
أ) سلالة (لاكش) ومركزها مدينة (اور) والتسميتان تركمانيتان الاولى (لا- قوش) بمعنى (الطير العالي) والثانية بمعنى (الكبير) وكانت قرابة (2200) ق.م ومن اشهر ملوكهم (جود-ايا) والصحيح هو (جوت- اي) وباللهجة التركمانية بمعنى (القمران ) .
ب) سلالة (سلالة اور الثالثة) قرابة (2100) ق.م ومن اشهر ملوكهم (اور- نامو) بمعنى العالم الكبيراو المشرع الكبير. والتسمية هنا ايضا تركمانية اتت من (اور) بمعنى (الكبير) و(نامه) بمعنى (الكتاب) لاشتهار (اورنامو) بسن اول واقدم شريعة عرفتها البشرية قبل (4000) عام .
ج) حكومات مستقلة في قلعتي (اربيل وكركوك) حكمتا المنطقة حيث تزامنت فترة حكمها مع حكم الملك (حمورابي) بابل عام (1790) ق.م حيث خضعتا بدورهما لاحقا لمملكته ايضا، وكما لاننسى هنا ان (الحوريين) و(الياقوتيين) التركمان قد حكموا العراق الشمالي للاعوام (1500) و(850) ق.م.
ان جميع المصادر التاريخية تؤكد اليوم على صحة التشابه الذي جمع السومرين مع التركمان في اوجه الحياة المختلفة في المقدمة منها (اللغة) الهوية والاسم للقومية الاصيلة.
ادناه اهم اوجه التشابه بين السومريين والتركمان وكالاتي :
أ) التشابه الموجود في مفردات اللغة السومرية واللغة التركمانية وبشكل لايعقل لتصل اليوم الى اكثر من (350) مفردة. منها على سبيل المثال :
بالطه – بلطه بمعنى القامة او الطبر .
انا – ننا بمعنى الام .
اي- اي بمعنى القمر.
اكر- اغر بمعنى ثقيل.
ار- ار بمعنى الرجل.
بار- بار بمعنى الثمر.
ايب – ايب بمعنى الحبل.
كش- قوش بمعنى الطير.
اش- اج بمعنى افتح.
بي- بو بمعنى هذا.
اكاش- اغاج بمعنى الشجرة.
وما خفي كان اعظم في اثبات ان السومريين هم تركمان او ان التركمان هم سومريين ، علما ان اللغة السومرية تكتب من اليمين الى اليسار على شاكلة مثيلاتها اللغات التركية على عكس اللغات الاكدية والاشورية والبابلية التي تكتب من اليسار , وهذه المعلومة هي نقلا عن كتاب (التركمان- السومريون) للباحث بك مراد غراي .
ب) التشابه الموجود بين الاثار واللقى السومرية التي وجدت في العراق ومثيلاتها التي وجدت في بلاد (تركمانستان) كالاسلحة والادوات النحاسية والتماثيل والاواني الفخارية.
ج) الابحاث الخاصة بوجود وشكل وجسم الانسان وتشمل (شكل الراس- لون الشعر- طول الوجه – اللحى) والتطابق الكلي بين السومريين والتركمان في المعالم والصفات المذكورة اعلاه وهي كالاتي:
1 – شكل الراس (كتلوي) لدى الجانبين على عكس الاقوام السامية والارية والهندية حيث تكون طويلة الراس .
2 – الوجوه مستديرة والانوف بارزة والجباه منسرحة لكلا الطرفين على عكس الاقوام والامم الاخرى.
3 – الطول معتدل مع ضخامة في الصدر لكلا الجماعتين.
4 – التشابه في الزي والملابس ومنها على سبيل المثال الملبس وغطاء الراس (الساية والجمداني) الذي كان يلبسه ملك سلالة (لكش) التركمانية (جوت- اي) وغطاء الراس المستخدم من قبل المراة السومرية (لجك) والشائع لبسها في المجتمع التركماني ليومنا هذا.
5 – الحيوانات والدواب المستخدمة في الاشتغال والتنقل كالخيول والحمير وللسومريين يعود الفضل في ادخال هذه الحيوانات الى العراق.
6 – بناء (العكادة) الذي اشتهرت به المدن التركمانية (كركوك- اريبل- تلعفر) تاريخيا هو امتداد لبناء (العكادة) الذي وجد في المدن السومرية ( اور- اريدو- لكش ) .
هنا رب سائل يسال عن بقايا السومريين في العراق واين حل بهم الدهر لياتي الرد كما يلي هو في انصهارهم على مر التاريخ مع الاقوام الاخرى التي عاشت حكمت المنطقة كالاكديين والاشوريين والبابليين وغيرهم عدا المجاميع السومرية التي فضلت السكن في مدن العراق الشمالية (كركوك واربيل ونينوى) حيث ظلت محتفظة بلغتها القومية التركمانية.
التركمان قبل الاسلام
يخطا من يتصور ان التركمان استوطنوا العراق بعد الدعوة الاسلامية بكذا من السنوات ، ناسين او متناسين وهنا الطامة الكبرى ان التركمان تواجدوا في بلد ابو الانبياء العراق (ايراك) قبل الدعوة المحمدية (صلى الله على سيدنا محمد واله وسلم ) لاكثر من قرون طويلة ومما يؤيد هذا الكلام ذهاب البروفيسور (حسام الدين اماسلي) عام (1920)م الى القول بان التركمان سكنوا العراق الجنوبي على ضفاف نهر الفرات من قبل مبعث الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم قبالة الحيرة عاصمة دولة المناذرة وتحديدا قبيلتي (بات اوق) و(بان اوق) التركمانيتين بعد ان ساءت العلاقات بين الدولة الساسانية وحليفتها المناذرة وحاجة ال ساسان الى امكانياتهم القتالية هذا من جهة ومن جهة اخرى يمكن ان يشكل التركمان كونهم الطرف الثالث في المعادلة عامل توازن قوي في المنطقة , ومن ثم قيام اماسيلي بنشر بحثه المشهور في شباط عام 1922 في جريدة اقدام التركية بالعدد 8939 .
بعض اللمحات التركمانية المضيئة في الاسلام
يعتبر الصحابي التركماني (باصلوخان) من احفاد قادة القبيلتين التركمانيتين اعلاه حيث تزامن فترة قيادته لهما ظهور الدعوة المحمدية عام ليهادن القائد خالد ابن الوليد في حملته لتحرير بلاد الشام عبر العراق من رجس الروم في معركة (اليرموك) عام (13)هـ تبعها تحرير العراق عام(14)هـ بقيادة القائد (سعد بن ابي وقاص) ليعلن (باصلوخان) هو وعشيرته اسلامهما حال الانتهاء من معركة القادسية وليشارك بكل جدية واخلاص ومعه اتباعه في كل المعارك الجهادية التي جرت خارج الجزيرة العربية التي تبغي نشر الدين الاسلامي الحنيف، ليظل رضوان الله عليه ومعه اتباعه وابنه جميل خان سيوفا مشرعة بيمين الخلفاء الراشدين وال البيت الاطهار حتى وفاته ايام حكم معاوية بن ابي سفيان الاموي عام (55)هـ علما ان دولة الخلافة الراشدية كانت قد اناطت لابنه جميل مسؤولية الاشراف على الدواوين الاسلامية قرابة (25) عاما لاخلاصه وتفانيه في العمل.
كما لاننسى هنا الاشارة الى الدور الذي لعبه الصحابي التركماني عبد الله بن مبارك في خدمة الدين الحنيف وترسيخ اركانه ايام ملازمته للخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم.
ومن ملة التركمان ايضا الصحابية الجليلة (سمية) ام عمار بن ياسر واول شهيدة في الاسلام حيث كانت تسمى وهي جارية بـ(بامبوغ) بمعنى (القطن) ليتحول اسمها مع زواجها بالصحابي (ياسر) الى (سمية) ليقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) عنها وعن عائلتها لشدة ماتحملوه من اذى وعذاب في سبيل الدين الحنيف (صبرا يا ال ياسر ان موعدكم الجنة) .
ومن التركمان ايضا ( قنبر) مولى الامام علي (عليه السلام ) والسيدة (بانو) زوجة الامام الحسين (عليه السلام ) ام الامام زين العابدين(عليه السلام ) والغلام التركي (دورماز) مولى وقاري القران للامام الحسين (عليه السلام ) والذي استشهد في حضنه يوم الطف ومنهم ايضا القائد (وضاح التركي) الرافض لمقاتلة جيش الامام ابو عبد الله الحسين (عليه السلام) في كربلاء عام (61)هـ.
غيض من فيض عن هكذا رجال يخشاهم الموت وهم لا يخشونه ويقشعر الجسد لسماعه ببطولاتهم و لمواقفهم العظيمة والجليلة في خدمة الاسلام وتثبيت اركانه ولله الحمد.
5 – كركوك التاريخ والاصالة
في البدء لابد ان يعرف العالم المتمدن اليوم بان التركمان في العراق هم احفاد بناة اقدم مدينتيين على وجه المعمورة هما ( كركوك واربيل ) حيث تعد (كركوك) ثاني اقدم مدينة شيدت بعد (اربيل) التاريخية وان اقدم ذكر لكركوك (ارابخا) يرجع الى العهود السومرية من عصر فجر السلالات ودويلات والمدن قرابة (3000) عام ق.م , و هذا ماأيدته البعثة الاثرية الالمانية التي زارت كركوك عام 1923 م وحصوله على الرقم الطينية التي وجدت في سفح قلعة كركوك صدفة ذكر فيها اسم مدينة كركوك بـ ( آرابخا) السومرية ، علماً ان البعثة الاثرية التي نقبت في كركوك عام 1948 ايضاً عثرت في قلعتها على اسلحة وادوات نحاسية وتماثيل واواني فخارية تعود الى عهد الحضارة السومرية ومن عصر فجر السلالات ايضا .
تعد قلعة كركوك من ابرز المعالم التاريخية والحضارية في المدينة وهناك معلومة تاريخية مستقاة من احدى المصادر بصدد بنائها تقول ان (قلعة) كركوك بنيت بعد الطوفان مباشر لاسباب تتعلق بالحماية البحتة ولها علاقة بالدفاع ولربما الخوف من مجهول اخر او بقدوم طوفان ثان محتمل يكتسح المنطقة عاجلا او آجلاً.
في عام (1500) ق.م دخلت كركوك ضمن اقليم (نوزي) والصحيح هو (انا- اوزي) التركمانية بمعنى (المدينة الام ) واثارها اليوم موجودة في (يورغان تبه) بالقرب من القرية التركمانية الكركوكلية ( تركلان) الحالية والتي كانت مركزاً رئيسياً لدولة (الحوريين ) قرابة (200) عام انتهت بزوالها على يد الاشوريين عام (1337) ق.م والحوريون تركمان من سلاسلة (اورال – الطاي) التركية سكنو المنطقة المحصورة بين (اورفة) و(وان) التركيتين منذ عام (3000) ق.م واستطاعو لاحقاً وبشجاعتهم العالية وحكمتهم وجيشهم القوي من تاسيس دولة مترامية الاطراف امتدت بين جبال ( زاكروس) والبحر المتوسط نزولاً الى الجنوب حتى اربيل وكركوك.
اصبحت كركوك لمكانتها التاريخية وتواجد التركمان فيها بكثافة منذ الازل عاصمة لاكبر امارتيين تركمانيتين حكمت المنطقة لقرون عديدة هما امارة (قبجاق) ومؤسسها (ارسلان طاش اوغلو) وامارة ( كوك يورت) ومؤسسها (محمد ميرز اوغلو) في القرنين السادس والعاشر الهجري ،و نقلاً عن سالنامه (906) العثمانية كانت كركوك بمثابة العاصمة الثانية للعراق قرابة (500) عام .
كما ان كركوك ظلت محتفظة باهميتها الاستراتيجية ايام حكم (آل عثمان) للعراق كونها العقدة الرئيسية والامنية في الطريق السلطاني ( سلطان يولي ) الممتد من استنبول الى بغداد .
وقد اثارت كركوك اهتمام الكثير من الخلفاء والقادة الامويين والعباسيين في المقدمة منهم المنصور والمستنصر والحجاج الثقفي وجعلوها قاعدة عسكرية استراتجية في العراق الشمالي ومنها على سبيل المثال :
1 – اتخاذ القائد الحجاج الثقفي عام (85)هـ من (كركوك) قاعدة للجيش التركي الذي نشره على طول الحدود الشرقية للعراق مع بلاد فارس بدءا من اربيل ومنتهيا في بدرة ليصل عددهم في حينه (50) الف مقاتل يقودهم القائد التركي (خالد) والملقب من قبل الحجاج ب (خالد الشاطر) لشجاعته الفائقة واندفاعه الشديد واليه تعود عشيرة (الخالدي) التركمانية اليوم.
2 – عام (150)هـ اناط الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور حماية الثغور في (كركوك واربيل والموصل) الى العشائر التركمانية لشجاعتهم الفائقة وحكمة قادتهم وحنكتهم الكبيرة ورد فعلهم السريع.
3 – عام (1226) م امر الخليفة المستنصر بالله بنشر قبيلة (البيات) التركمانية على امتداد تلال حمرين ( قشقة داغ) ومقرها كركوك .
والملفت في امر  كركوك وتسمياتها المختلفة والتي بلغت العشرات نرى انها بدات من (ارا- بخا) السومرية التركمانية بمعنى (اهتم- عاين) قبل (5000)عام وانتهت ب(كر- كوك) التركمانية بمعنى (الربح- المضبوط) ايضا ايام حكم دولة (قره قونيلو) التركمانية للعراق بداية القرن الخامس عشر الميلادي نقلا عن كتاب (ظفرنامه) لمؤلفه علي يزدي .
في الختام لابد ان يعرف القاريء العزيز ان اهل كركوك التركمان دخلوا الاسلام طوعا دون قتال مع وصول طلائع الجيش الاسلامي المدينة عام 21هـ، علما ان قسم من تركمان كركوك هم من بقايا (الياقوتيين) التركمان الذين شاركوا الاشوريين حكم الامبراطورية منذ عام (850)ق.م والجيش الساساني المنهزم امام جيش اسكندر المقدوني في معركة اربيل عام (330)ق.م وغالبية جيش اسكندر كانوا من التركمان .
بعد استقرار الاوضاع لصالح المسلمين في كركوك ودخول اهلها قاطبة الدين الحنيف احتاجوا الى اماكن مخصصة للصلاة والعبادة اسوة باليهود والنصارى، فكتبوا الى مركز الخلافة طالبين الاذن بتحويل المعابد اليهودية والكنائس المسيحية الى مساجد لعدم وجود من يرتادها لياتي الجواب بالايجاب وامكانية التحويل وبدورهم سموا الجامع الموجود اعلى القلعة ذو المنارة العالية بـ(بيغمبر دانيال) جامه سي اي جامع (النبي دانيال) ثم سموا لاحقا كنيسة (الام مريم) ايضا بـ(اولوجامي) اي (الجامع الكبير) وظلت التسمية التركمانية تلازمهما منذ تحويلهما قبل عشرات القرون وليومنا هذا.
وهذا قليل من كثير في حق هكذا امة عظيمة اعطت الكثير الكثير للبشرية جمعاء دون مقابل .
المصادر :-
منتديات شمس العراق .
المؤرخ حسام الدين اماسيلي – جريدة اقدام التركية – العدد 8939 لسنة 1922 .
منتدى المحافظات العراقية .
كتاب تاريخ التمريض – الدكتورة انكريد .
كتاب التقنية الصيدلية – للاساتذة .. ڤنكة هوكدال، گوين هابرستاد، انگڤيلد فيكسدال ريد .
كتاب اربيل وهويتها التركمانية – جمعية الثقافة والتعاون لتركمان العراق – المؤلف عباس احمد تشرين الثاني 2010 .
نقلا عن كتاب (لغة العرب) لمؤلفه البرفيسور (هرز فلد) .

أحدث المقالات