عادة ما يلجأ بعض الطلبة لكتابة عبارات استعطافية في دفاترهم الامتحانية ؛لأجل كسب ود المدرس أو المعلم المصحح في عدم القسوة على الطلبة ومراعاة ظروفهم . العبارات متنوعة ؛ ولكنها تحمل غاية واحدة وهي المساعدة عند وضع الدرجات. من قبيل هذه العبارات التي تحمل صيغة الدعاء والرجاء إن يوفق الله الأستاذ في حياته ، وطلب لوالديه الرحمة والغفران . من اغرب ما كُتب كما نقلها احد الأخوة المصححين عبارة كتبتها أحدى الطالبات ترجو فيها المعلم المصحح مراعاتها في الدرجات ،لان أهلها سيزوجونها في حالة رسوبها هذه السنة .
وجرت العادة – طبعا في السابق – عند بعض الأسر العراقية تزويج بناتها في حالة الفشل الدراسي ، لان الحصول على زوج في ظل هذه الظروف الصعبة فرصة لا تنالها إلا بنت ذات حظ عظيم . ولكن ماذا لو حصل العكس ؟ عندما تتعمد بعض البنات الرسوب في الامتحانات كي يكون مصرهن البيت العدل . عندها ستحل الكارثة وتكون نسب النجاح متدنية جداً، لان اغلب البنات اللاتي يملكن هذه الرغبة سيعطن الدفاتر الامتحانية بيضاء كي نسبة الرسوب 100% عندها تحقق عبارة ” ما اريد الدراسة بالعجل زوجوني “!
ومن اجل الحيلولة دون كتابة عبارات استعطافية ، وعدم أعطاء الدفاتر بيضاء ،ورفع نسب النجاح في الامتحانات خصوصا ” البكلوريا ” ؛ لابد من وضع محفزات تشجيعية من قبيل ،تزويج البنت التي تنجح . بهذا نضمن وجود منافسة قوية بين البنات غير المباليات دراسيا وتحسين مستواهن العلمي . طبعا غاية هؤلاء ليست الدراسة بقدر الحصول على زوج المستقبل خصوصا إن هناك مقولة ترددها بعض الأسر العراقية ” البنت مهما كانت مستواها العلمي مصيرها بيت وزجها ” . لعل بعض البنات الشاطرات اختصرن الزمن وابتعدن عن اللف والدوران واخترن التزويج على الدراسة طبعا بحجة أن هذه رغبة الأهل – والله اعلم ما في النفوس -!.
ربما تنتقل حوافز عدوى الزواج إلى البنين ،ولكن المشكلة ماذا يكتب هؤلاء للمصحح ؟ ” رحم الله أبوك ، إذا ما انجح يزوجوني أهلي ” . قد يجد هؤلاء الفتية خصوصا نحن في زمن “النت” والإبداع المختلف أنواعه ، طريقة معينة “تحنن ” قلب المصحح في مراعاة الظروف وتحقيق المساعدة بنسبة مقبولة .
أما المتزوجون – الرجال – من أصحاب الخبرة فالحلم يراودهم في العودة إلى أيام الدراسة وأوقات الامتحانات كي يكتبوا عبارات ” تحنن” القلوب القاسية عند بعض المعلمين والمدرسين ،ولكن ” إلا ليت الشباب يعود يوما “!.