خاص : حاورتها – سماح عادل :
“نورة طاع الله” كاتبة جزائرية شابة، ذات إنتاج غزير.. في روايتها (عبادة الجسد) تكتب عن البطل “فرحات” الذي أغوته الملذات فتحول من رجل صالح ورب أسرة ملتزم إلى مقامر، يخسر عائلته بسبب سلوكه غير القويم، ثم يصاب بالأمراض لتتحول حياته إلى جحيم.. أثار اسم الرواية ضجة حين نزولها, وهي رغم ذلك رواية تحثُ على الأخلاق وتمتلئ بالمواعظ.. حاورتها (كتابات) لمناقشة روايتها…
(كتابات): في رواية “عبادة الجسد” هل قصة البطل “فرحات” حقيقية.. ولما اخترت هذا الموضوع ؟
- روايتي “عبادة الجسد” معظم جوانبها حقيقية إلا النهاية من تأليفي ووضعي.. اخترت هذا الموضوع لأني رأيت فيه الأهمية الكبيرة البالغة التي دفعتني إلى ضرورة طرح هذا الموضوع لشيوعه ومدى تأثيره وترك حوادث على المستوى الشخصي والأسري والاجتماعي، فكان لابد لي من التطرق إليه، والذي شجعني أكثر طلب الشخصية التي بالرواية أن أرويها.. الأغرب من كل هذا أن عقول الكثير تراه على أنه تحضر وتحرر لابد منه في هذا العصر فكان لابد لي أن أخوض تجربة الكتابة في هذا الشق، وفضلت أن أؤتي بقصة حقيقية واقعية وألقي عليها الضوء وتكن في رواية سردية مختلفة ليكن القارئ مكان الشخصية وتكن عبرة وفائدة قوية وفعالة ومجدية.
(كتابات): هل تفضلين كتابة روايات أخلاقية تحض على التمسك بالدين والأخلاق القويمة ؟
- إنني أفضل كتابة كل شئ يفيد ويستفيد منه القارئ.. فقلمي يكتب من أجل توصيل رسالة ما لا من أجل التسلية والكتابة وفقط.. فلا أحبذ أن أكتب بدون هدف بالغ ومفيد للقارئ الذي من خلاله يتغير للأفضل ويغير ويجد المخرج والفرج.
أما بخصوص اختياري للروايات الأخلاقية والتمسك بالدين فأنا أميل إلى هذا لأن الأخلاق والدين من ذاتية الإنسان، وأهم الأجزاء التي تبنى عليه شخصيته ومواقفه وحياته، فهناك ارتباط بين الإنسان والدين والأخلاق فمن الأخلاق نكن ونظهر بالمظهر اللائق والأخلاق من الدين والدين أخلاق فإن ضاعت الأخلاق والدين ضاع الإنسان بدونهما.. فتصرفاتنا وسلوكياتنا يتم ضبطها بالأخلاق والدين ووو.. فأنا أرى كلما ملت إلى هذا الجانب كلما كان قلمي صادق وهادف وفعال وأتيت بالشئ الجيد الذي يضيف لعقل وذات القارئ.
(كتابات): هل نفهم من الرواية أنك تديني بعض النساء في أنهم السبب إلى جر الرجال إلى الرذيلة ؟
- لا أدين الرجل فقط ولا أدين المرأة فقط أدين كليهما.. فلولا الرجل لا تكن عبادة الجسد ولولا المرأة لا تكن عبادة الجسد, فهما العنصرين الفعالين في عبادة الجسد، مع وضع خط أحمر عريض جداً على عبارة بعض النساء وبعض الرجال، فأنا تكلمت عن بعض الحالات وأتيت بهذه الرواية لمعالجة ظاهرة العلاقات غير الشرعية والخيانة الزوجية، وبروايتي عبادة الجسد سعيت أن ينضم قلمي إلى مجهودات جهات عديدة تسعى للقضاء على هذا الفساد الشخصي والأسري والاجتماعي، الذي يعود بالهلاك العظيم مع إدخال أبعاد أخرى، فأردت معالجة موضوع معين وفي نفس الوقت تبيان علاقة الشخص وارتباطه بوطنه وأهله وعروبته، وإعطاء تعريف بسيط عن “ولاية سطيف” الواقعة بالشرق الجزائري.
أعود إلى السؤال وأقول بالفعل وللأسف هناك نساء هم السبب في جر الرجال إلى الرذيلة وهناك رجال سبب في جر النساء إلى الرذيلة.
(كتابات): متى بدأت الكتابة.. ولماذا ؟
- بدأت الكتابة في سن مبكرة جداً (سبع سنوات).. وكانت أول شئ أكتبه قصيدة عن القضية الفلسطينية بعنوان “دبابات اليهود”، كنت مستعجلة على تعلم الكتابة والقراءة لأن كان هناك شئ بداخلي يدفعني برغبة شديدة واستعجال في تعلم الكتابة والقراءة، لإخراج ما بخيالي وبخاطري وذهني والإقامة بورقة تحتاج إلى قلم والذي بدوره يحتاج إلى معرفة مسبقة في تدوين ورسم أسطر بأحرف مختلفة مجتمعة في كلمات وجمل تجسد إبداعي الذي هو عضو من أعضائي يعمل ويتغذى ويؤدي مهامه والغرض.
(كتابات): هل واجهت صعوبات في طريق كتابتك الأدبية ؟
- لا شئ يأتي بالسهل البحت وخاصة الموهبة.. طبعاً واجهت صعوبات مع تكرارها آلاف المرات وعلى جميع الأصعدة والجوانب، والحمد لله إيماني بموهبتي وما أملك جعلني لا أستسلم ومكملة رغم أي شئ وكل شئ.. فهناك مقولة خاصة بي أرددها دوماً “بداخلي جيش لا ينهزم” هذا الجيش جنوده وأسلحته إيمان وثقة بالله وبنفسي وبموهبتي، وما أقوم به مع إصرار وتحدي ومواجهة وأمل وتفاؤل وإرادة وطموح وهدف وشجاعة وقوة و… فالصعوبات التي واجهتها ولازلت أواجهها هي محفز لي وشئ ايجابي منه اتخذت وزاد من قوة جيشي الذي مع كل صعوبة يقوى ويستحيل انهزامه والانتصار عليه.
وأنا طفلة لا أعي ما عندي وما أملك وما هو مفهوم الإبداع ومع جهلي للذي أملكه ولإبداعي كان لدي عناد بالمواصلة رغماً عن أي أحد وأي شئ ومهما يكن، لأني كنت أرى الغد البعيد أمامي ولازلت أراه ولأني أصريت على أن أبرهن وأثبت لكل الصعوبات أني أكمل وسأكمل إلى أن تغادر الروح الجسد لعالمها الثاني.
(كتابات): ما رأيك في حال الثقافة في الجزائر وهل هناك دعم لشباب الكتاب ؟
- الثقافة في الجزائر أرى أنها لبست ثوب الظهور والاستعراض وهي في قاعة العرض بقوة وثقة وتحاول كسب الإعجاب والفرصة لإعطاء الكثير، إلا أن قاعة عرض الثوب الأدبي الثقافي يشهد غياب وعدم حضور العديد من المهتمين، وهم المعنيين الرئيسيين وحتى الثانويين الذين لا ينبغي غيابهم وتواجدهم ضروري ومضيف للعارض بهذا العرض.
(كتابات): هل ساعدتك وسائل التواصل الاجتماعي في الوصول إلى القراء وترويج أعمالك ؟
- لوسائل التواصل الاجتماعي فضل لا أنكره ولا ينكره الكثير في جميع المجالات والجوانب، فهي مسهل وداعم لا يبخل في مد يد المساعدة مع توفر ذكاء استغلال لهذه الوسائل.
وسائل التواصل الاجتماعي أزاحت وهدمت الجدار الذي كان يحجب بيني وبين القارئ، وبيني وبين الجهات المعنية بنشر أعمالي، ووصلت كتاباتي لفئة لا بأس بها عربياً، وتمكنت من إظهار موهبتي التي لولا وسائل التواصل الاجتماعي لكنت قضيت نصف عمري للوصول إلى المرحلة التي وصلت لها.
(كتابات): حدثينا عن أعمالك الأدبية الأخرى ؟
- لي أعمال أدبية كثيرة، هناك ما تم نشرها ورقياً والكترونياً وهناك أعمال لم تنشر بعد، أول عمل تم نشره ورقياً كانت رواية بعنوان (حكمة كيان) صادرة عن دار الجنان الأردنية 2014، تليها رواية (عبادة الجسد) الصادرة عن دار كليوباترا بالقاهرة بالتعاون مع كتبنا، والتي لها طبعة ثانية وخاصة بفلسطين صدرت عن دار الشامل للنشر والتوزيع بفلسطين، أما الأعمال الالكترونية التي لجأت لها للتسهيل على القارئ في الوصول إليها ولأحرر كتاباتي من ظلم بعض دور النشر ومن زوايا خزانتي المجهولة: بوح قلب فتاة (خواطر), شهيد الوطن شهيد العرب (ديوان شعري), رواية لسان قلمي بريء, رواية عصير أحمر بليلة احتفال, هيا معاً لنسعد (نصوص), حوارين نافعين, ألغاز للتسلية, قصة المليونير الفقير, خادمة البيوت (مجموعة قصصية)، احكي لطفلك قصة.
وأعمال لم يتم إصدارها بعد, أهم هذه الأعمال فوائد وحكم وأقوال (بوابة النجاح), كتاب ضخم شكلاً ومضموناً سأكشف عنه قريباً.
(كتابات): ما رأيك في حال النشر وهل يشجع الشباب ؟
- للأسف دور نشر كثيرة تحبط الكاتب الشاب بشروط تعاملها.. وأنا واجهت دور نشر كثيرة من هذا القبيل, إلا أنه حتى لا نظلم الجميع هناك دور نشر تمنح لك فرصة إظهار عملك، أما بخصوص حقوق المؤلف من النشر فليس هناك عدل وإنما الكاتب يثبت وجوده في الساحة الأدبية والعربية وفي النشر من خلال أعماله وما يقدمه باختلاف وتميز كبير ليكون ويظهر بقوة.