كاتب إسرائيلي : لا تفرحوا بتحرير الموصل .. فالقضاء على “داعش” بعيد المنال !

كاتب إسرائيلي : لا تفرحوا بتحرير الموصل .. فالقضاء على “داعش” بعيد المنال !

خاص : كتب – سعد عبد العزيز :

بعد تحرير الموصل والقضاء على مقاتلي تنظيم “داعش” الإرهابي, يشعر الكثيرون بالسعادة الغامرة لاستعادة سيطرة الجيش العراقي على المدينة. لكن البعض يحذر من التراخي والنشوة الزائدة جراء هذا الإنجاز الكبير. وفي هذا السياق نشر موقع “nrg” العبري مقالاً للكاتب الإسرائيلي “إيلي كلوتشتاين” حذر فيه من الاعتقاد بأن تنظيم “داعش” قد  دُحر وأنه لن تقوم له قائمة بعد الآن.

داعش” لم يفقد كامل قوته..

يقول “كلوتشتاين”: “صحيح أن تنظيم الدولة تلقى ضربة قاسية لكن الثمن كان باهظاً جداً. والأدهى من ذلك أن الفكر المتطرف الذي بثه التنظيم في نفوس أنصاره ومؤيديه لن يتلاشى قريباً, وهم سيشكلون تهديداً خطيراً على أمن الدول الغربية والعالم أجمع. ولذلك لا ينبغي الخلود إلى الراحة”.

يضيف الكاتب الإسرائيلي أن أسبوع الاحتفالات الذي أعلنت عنه الحكومة العراقية بمناسبة استكمال تحرير الموصل, هو بمثابة محاولة يائسة لتعويض المواطنين العراقيين, وخاصة أهالي المدينة, عن قرابة ثلاث سنوات هيمن فيها التنظيم المتطرف وفرض حكماً دينياً متشدداً, اتسم بالقهر وإعلان أحكام الإعدام الجماعية.

وزعم “كلوتشتاين” أن إعلان الحكومة العراقية عن تحقيق النصر ما هو إلا لأغراض دعائية.. فعلى الرغم من أن تنظيم “داعش تلقى هزيمة قاسية في الموصل إلا أنه مازال يهيمن على مناطق واسعة في العراق, بالقرب من مدينة “كركوك” الكردية وفي منطقة حقول “بيجي” النفطية وأماكن أخرى. كما لا يزال التنظيم الإرهابي يسيطر في “سوريا” المجاورة, على أجزاء من عاصمته “الرقة” ويُبدي قوة في منطقة “دير الزور”.

معركة الموصل: تكلفة باهظة..

يرى الكاتب الإسرائيلي أن تنظيم الدولة قد تلقى بالفعل هزيمة في معقله الرئيس, والذي ظل يسيطر عليه طيلة ثلاث سنوات, وأن التنظيم تلقى هزيمة معنوية قاسية, حيث قُتل الكثير من محاربيه في المعارك وهرب آخرون. ولا يعلم أحد مصير قائد التنظيم, “أبو بكر البغدادي” أو من هم القادة الحاليين.

يتطرق “كلوتشتاين” إلى معاناة أهالي الموصل, فيقول: “لا ينبغي أن ننسى تداعيات عملية  تحرير الموصل, فبعد دخول الجيش العراقي للمدينة تبين حجم المأساة الإنسانية. حيث نزح مئات الآلاف من ديارهم, وتعرضت  المنازل للتدمير, ولم يسلم أشهر مساجد الموصل من التدمير التام أيضاً. ولن يمكن أعادة إعمار تلك المدينة قبل سنوات عديدة.

وأشار المحلل الإسرائيلي إلى التكلفة الباهظة من أجل حسم معركة الموصل, فعلى مدى عام تقريباً, وبالتحديد منذ تشرين أول/أكتوبر 2016 بدأت عملية تحرير المدينة التي شارك فيها مئات الآلاف من جنود التحالف. وقام سلاح الطيران الأميركي بشن غارات لا تُعد ولا تُحصى ضد أهداف للتنظيم الإرهابي في الموصل والمناطق المجاورة, وكانت هناك كتائب للجنود المحاربين تعسكر في المنطقة منذ عدة شهور لتقديم المساعدات اللوجيستية للجيش العراقي. وهنا يتساءل “كلوتشتاين”: “إن كانت كل تلك التكلفة الباهظة لتحرير مدينة واحدة, فماذا سيكون الحال إذا علمنا أن هناك مُدن أخرى لازال التنظيم يسيطر عليها, ومنها مدن كبيرة”.

أتباع الفكر المتطرف يشكلون تحدياً لوكالات الاستخبارات العالمية..

رغم هذا الجهد الجبار لا يمكن القول أن تنظيم “داعش” قد دُحر. “نعم لقد فقد السيطرة على مدينة رئيسة وكبيرة, لكنه لا يزال موجوداً. ولاتزال التنظيمات المتعاطفة معه ترتكب عمليات في “سيناء وليبيا والفلبين” وأماكن أخرى, أما أتباع الفكر المتطرف لدولة الخلافة الإسلامية فإنهم يشكلون تحدياً مستمراً لوكالات الاستخبارات العالمية جراء محاولاتهم المستمرة لتنفيذ هجمات إرهابية في العديد من دول العالم. وهزيمة التنظيم في الموصل لن تمنعهم من مواصلة تلك الهجمات”.

وفي الختام يؤكد الكاتب الإسرائيلي على أن هناك كثير من مقاتلي التنظيم قد عادوا إلى بلادهم وهم يشكلون “خلايا نائمة” تنتظر اللحظة المواتية, وعندها لن يترددوا في شن هجمات إرهابية في العواصم الغربية. لذا يطالب “كلوتشتاين” بالنظر إلى الواقع بعين فاحصة: “فهناك معركة مهمة تم حسمها, لكن هذه الحرب لن تنتهي قريباً. ورغم سقوط تنظيم “داعش” في الموصل إلا أن هناك ضحايا كثيرة تقع يومياً في حرب الحضارات بين الإسلام المتطرف وبين الثقافات المضادة, بما في ذلك الإسلام المعتدل. وكما أن الجيش العراقي سقط بسهولة أمام الجهاديين في حزيران/يونيو 2014, فلا أحد يعلم أي تنظيم جديد سيظهر قريباً وسيشكل تحدياً لقوات الأمن المحلية. لذا لا مجال للراحة أو التراخي, لأن الإسلام المتطرف لا زال موجوداً”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة