17 نوفمبر، 2024 7:16 م
Search
Close this search box.

ياسياسيو العراق لو سمحتم دعونا نفرح !

ياسياسيو العراق لو سمحتم دعونا نفرح !

لا يخفى على الجميع أن سحابة الحزن تخيم على العراق منذ الحرب العراقية الأيرانية (1980 – 1988 ) ولحد الان!، وكم من أرواح زهقت وكم من أموال هدرت وضاعت كان بالأمكان لو أحسن استعمالها ان تبلط شوارع العراق بطبقة من الذهب وليس من الأسفلت! وكم من قصص حزينة تقطر دما وألما لفراق الأحبة والأهل والأصدقاء وغيرها الكثيرمن الحوادث كلها وقعت ولا زالت تقع وتحدث تحت هذه السحابة السوداء التي أبت ان تفارق العراق منذ (37) عاما ولحد الان!. ومن الطبيعي أن لحظات الفرح تكون قليلة أو حتى تكاد غير موجودة وسط أجواء الموت والألم والحرمان والفراق التي صارت كظل يرافق العراقيين أينما حلوا وأرتحلوا!. جروح العراقيين كثيرة وكلها لازالت تقطر دما، ولكن فقدان الموصل وسرقتها من أحضان الوطن بأمر دبر بليل!! ووقوعها أسيرة بيد داعش منذ عام 2014 كان الجرح الأكبر في سفر العراق وتاريخه الحديث .الأكثر ألما أن جرح فقدان الموصل لم يمس كرامة الحكومة العراقية بقدر ما مس كرامة الجيش العراقي وهيبته والمشهود له بالتاريخ البطولي والشجاعة النادرة التي صارت مضربا للجميع لذا أصبحت عودة الموصل وكرامة العراق وهيبته وهيبة جيشه الأبي كلها على المحك! وصار لا بد ولزاما على الجميع أن يفكوا أسر الموصل ويحرروها من ربقة الأحتلال الداعشي لها. وكان للحكومة وجيشها وشعبها ما أرادت وجاءت بشرى النصر يوم 10/7/2017 لتعلن التحرير الكامل لمدينة الحدباء وعودتها الى حضن الوطن بعد (3) سنوات من الأسر. وبعودتها رغم ما فيها من جراح وآلام عاد الأمل للعراق من جديد، وأثبت للعالم أجمع بان الحياة لا زالت تنبض بعروق هذا الشعب، وانه لا يأبى على ضيم ومعها عادة كرامة الجيش وهيبته وبأنه سور الوطن ودرعه الحصين ،وعم الفرح بيوت كل العراقيين من الشمال الى الجنوب وخرجوا عن بكرة أبيهم يرقصون فرحا وطربا لا لعودة الموصل حسب بل ليقولوا لأعداء العراق وكل من أراد به السوء هذه عروستنا وقد عدنا بها بسواعد كل العراقيين سنة وشيعة واكراد ومسيح ومندائيين وأيزيديين ،وسيستمر الفرح والنصر العراقي على مدى اسبوع.

المهم في أمر هذه الملحمة البطولية هو أن أهل الموصل عرفوا حقيقة من أراد بهم السوء من أهلهم! وحقيقة من كان خير معين وخير ملاذ آمن لهم من أبناء الوسط والجنوب!، وصار يقينا لديهم بأن فتوى (الجهاد الكفائي) التي أصدرها سماحة السيد السيستاني (دام ظله) والتي لبى ندائها كل عراقي شريف وغيور هي من حمت العراق وحمتهم وحررتهم من أسر مجرمي داعش. أقول لكل قادة أحزابنا السياسية، دعونا نعيش لحظة فرحنا هذه بعودة الموصل لنا ، ولا تنغصوا وتكدروا علينا هذه الفرحة بالتصريحات الصفراء التي تصدر من هذا السياسي أو ذاك!، فحتى الطفل الرضيع يعرف كيف ضاعت الموصل ومن أضاعها!؟، فلم يعد هناك أي شيء مخفي على العراقيين، فكل شيء مكشوف لهم وللعيان! منذ (14) عام ولحد الآن! ومعروف لديهم، من الذي خان الوطن ومن هو الوطني الشريف والغيور ومن هو العميل ومن هو المجرم القاتل ومن هو الأنتهازي ومن هو الفاسد والمرتشي ومن هم الذين باعوا الوطن للأجنبي بثمن بخس، لأنهم أصلا بلا ثمن و و و و!. المضحك المبكي في أمر هذا الشعب المغلوب على أمره أنه يعرف من هو العدو ومن هو الصديق ومن هو سبب موته وفقره وجوعه ولكنه لا زال يصفق له! ولا يستطيع أن يغير شيء!!؟. أعود للقول لكل السياسيين دعونا نفرح ودعوا أبن الموصل يعبر عن حبه لأبن العمارة وأبن النجف لأبن الأنبار وأبن كربلاء لأبن صلاح الدين دعونا نفرح بعيدا عما تمور به نفوسكم من شرور تجاه هذا الشعب والوطن!، فلا زال للزمن بقية ولا زال العراقيين يتمسكون بالحياة، رغم انها شاحت بوجهها عنهم بخصام طويل منذ (37) عام! فلازالوا يتمسكون بالأمل وبأن القادم يحمل كل بشائر الخير والفرح. دعونا نفرح بعودة الموصل التي أعادة لحمة العراقيين وعادوا كأنهم شدة الورد والفسيفساء كما كانوا يسموننا من قبل!. دعونا نفرح أيها السياسييون بعيدا عنكم وعن صراعاتكم وحقد بعضكم على بعض فأنتم من جعلتم أيام العراق كلها عاشوراء وأرض العراق كلها كربلاء!، وانتم من ألبستم الوطن ثوب السواد ،فأين ما أتجهت الأبصار ترى السواد يغطي العراق ولا تسمع فيها ألا البكاء والنواح والعويل على فراق الأحبة!. فياسياسيوا العراق دعونا نفرح أتركونا ولو للحظات نشعر بها بالحياة خذوا ما شئتم أسرقوا أنهبوا، ولكن لا تكدروا علينا فرحتنا بعودة الموصل لأرض الوطن!. أقول لكم لا نريد أن نقلب الدفاتر ونتصفح الأوراق في لحظات الفرح هذه، وتجبروننا! أن نضع السخام بوجه هذا السياسي ونضع الطين في (كصة) ذاك السياسي الآخر فكل الأوراق سقطت عنكم وبانت كل عوراتكم!، نريد أن نقول لكل السياسيين وقادة الأحزاب السياسية، دعوا أهل الموصل يفرحون بتحريرهم وحريتهم، دعهم يعانقون أهلهم من الجنوب والوسط ليعيدوا لحمة الوطن في أبهى صور الأنسانية والأخوة والتلاحم المصيري، وكفاكم كل ما فعلتموه بالعراق وأهله، وكفاكم خوضا بدمائنا، فدعونا نفرح بعيدا عنكم وجعلنا الله حكما عليكم.

أحدث المقالات