23 نوفمبر، 2024 4:44 ص
Search
Close this search box.

مؤتمر بغداد: هل هو إيمانٌ أم كُفرٌ وإلحاد؟

مؤتمر بغداد: هل هو إيمانٌ أم كُفرٌ وإلحاد؟

“مؤتمر بغداد للقوى السنية، خطوة جريئة لتصحيح الرؤية السنية المعارضة، تجاه العملية السياسية، ومن مصلحة الجميع دعم المؤتمر والعمل على إنجاحه” خالد الناصر/ مستشار رئيس البرلمان العراقي.
كلامٌ منطقيٌ جداً، فلو فرضنا أن الحكومة العراقية رفضت إقامة هذا المؤتمر في بغداد وهي صاحبة القرار، ماذا سيحدث؟ والإجابةُ واضحة لا تحتاج إلى تحليل:
سيعقد المؤتمر في بلد آخر، وسيحصل على دعم الجهات(الداخلية والخارجية)، التي هي اليوم تعتبر من الجهات الداعمة للحكومة وعملها، لأن رفض الحكومة إقامت المؤتمر في بغداد، سيعطي الذريعة للآخر، بأنهُ مضطهد، وأن الحكومة هي التي لا تريد الحلول، وتعرقل السلام، كذلك فإن الفجوة سوف تزيد بين الحكومة والمؤتمرين، وهذا بحد ذاته ما ترغب به الجهات، التي لا ترجو الخير للعراق والعراقيين…
هنا يأتي سؤال آخر: ماذا لو حضر المؤتمر شخصيات مطلوبة للعدالة ومتورطة بدماء العراقيين؟
أتمنى أن لا يحضر منهم أحد، لأنني أعتقد أنهم لا يمثلون أحد، وليس لهم جمهور، ولكن لنكن موضوعيين، فنطلب أن تفعل معهم الحكومة ما تفعله مع المتفاوضين، أي أن القضايا لا تسقط عنهم، بأي حالٍ من الأحوال، لكن تكون مدة إقامتهم في البلد هي مدة إنعقاد المؤتمر، ثم يغادرون البلاد، فعسى الله أن يجعل من بعد عسرٍ يسرا…
سؤال آخر يطرح نفسهُ وبقوة: هل آمن السنة أن لا حياة مستقرة في العراق دون العمل تحت غطاء الدولة؟ وهل آمنوا أن كل الذين سبقوا قد خدعوهم وتخلوا عنهم وأن لم ينصرهم إلا إخوتهم وأبناء جلدتهم؟ هل آمن السنة أنهم كانوا حطباً لنارٍ لم تأكل غيرهم وتدفأ عليها الآخر؟ ماذا يُريد قادة السنة في مؤتمرهم هذا؟ هل يمثل المؤتمرون المكون السني حقاً؟
لقد آمن أنفسنا السنة بكل شئ، بعدما رأوه بأمِ أعينهم، وعرفوا صديقهم من عدوهم، وعرفوا معنى قول الشاعر:
بلادي وإن جارت عليَّ عزيزةٌ ….. وأهلي وإن شحوا عليَّ كِرامُ
هذا ما أعتقدهُ بجمهور أهل السنة، ولكني ما زلتُ أشكُ بأن قادتهم آمنوا بذلك…..
بقي شئ…
أتمنى على الحكومة العراقية ورئيس وزرائها، دعم ورعاية المؤتمر، خصوصاً ونحن نعيش أفراح النصر، فلتكن أفراح النصر والسلام.

أحدث المقالات

أحدث المقالات