23 ديسمبر، 2024 6:59 م

كلُ الوقائعِ والمؤشرات على الأرضِ تُشيرُ الى انَّ المسمارَ الأخيرَ سيُدَقُّ في نعشِ ( داعش ) الأرهابي ، وسيسجلُ التأريخُ في صفحاتهِ الفترةَ المظلمةَ التي ابتُلِيَ بها العراقُ وأهلُهُ من قبل الزمر الداعشية الأرهابية المجرمة وهيمنتها وسلطتها التعسفية وممارساتها التنكيلية المتّسمة بأعلى درجات العنف والوحشية .
داعش سينتهي عسكرياً ، لكنَّ الفكرَ الداعشي سيبقى طالما هناك خلايا نائمة وبُؤر وهناك حواضن وهناك سياسيون داعشيون واِعلامٌ داعشي بمعنى ان هناك ( مستنقعاً ) لداعش ، فهل باستطاعتنا ردم هذا المستنقع ؟
والسؤالُ المهم الذي يطرح نفسَه وهو هاجس كل مواطن عراقي : ماذا بعد داعش ؟؟؟ ان مرحلة مابعد داعش
تمثل الشغل الشاغل لكل العراقيين ومنهم الطبقة السياسية ،وربما ستكون من أعقدِ المراحل بسبب الصراع السياسي والتعنت والتزمّت والذي كان السبب في كل المشكلاتِ والأزمات السياسية والأمنية .. نعم .. وربما هناك صفحاتٌ جديدةٌ أُعِدَّتْ لما بعد داعش وطُبِخَتْ في ( مطابخ ) اللاعبين الكبارالذين أوجدوا ( داعش ) ….
ومن أجلِ التصدي بحزمٍ لتلك الصفحات وقطع الطريق أمامها ، المطلوب أولاً استئصال الفكر الداعشي الارهابي القذر وانَّ هذا الفكرَ لايُستَأصَلُ الّا بالفكرِ المضاد ومطاردة ومحاسبة الجماعات الارهابية الداعشية المجرمة وتقديمها للعدالةِ ، ومن ثم وقبلَ اعمار المدن التي دمَّرها داعش ، علينا باِعمار أنفسِنا وتنقيتها من كلِ الاحقاد والادران وبدءّ صفحة جديدة وطي صفحة الماضي المرير ، هذه الامور برأيي المتواضع هي ليست بالامر الهيّن وانما تحتاج الى رؤية وطنية خالصة وصادقة من قبل الطبقةِ السياسيةِ وأن يكونوا حذرين في المرحلة القادمةِ بعدَ داعش ، فهناك اللاعبون الكبار الذين كان لهم الدورُ الأكبرُ في تصعيد الأمورِ في العراق . المرحلة القادمة ربما ستكونُ من أكثر المراحلِ خطورةً وحساسيةً بسبب السيناريوهات الجديدة التي
أُعِدَّتْ لمرحلة مابعدَ داعش . وعلى الجميع ان يضعوا في حساباتهم ان هناك صراعاتٍ سوف تبرزُ على السطحِ بين القوى السياسية الممثلة للعملية السياسية ربما سيكون لها اول وليس لها آخِر والهدفُ من هذه الصراعات وبصراحة هو الوصول الى ( السلطة ) ومهما كان الثمنُ . بمعنى انَّ هناك مخاضاً عسيراً.
المطلوبُ اعادة الثقة بين الجميع وفرض ارادة الدولة وسلطة القانون ، والسؤال هنا هل باستطاعة الدولة فرض ارادتها وهناك من ينادي بالتقسيم على اسسٍ طائفية وآخرون يخططون للاستقلال . اذن المعادلةُ صعبةٌ ومعقدَّةٌ
كما تُشيرُ المعطيات ومن خلال ما نراهُ ونسمعهُ ، لكنني أقولُ ليس هناك صعبٌ ومعقّدٌ اذا كانت النوايا خالصة ، فهل انَّ النوايا خالصة ؟؟ ( وهنا تسكنُ العبَرات ) ، و اذا كانت هناك سياسة عراقية متوازنة تنظر لمصلحةِ العراقِ أولاً وأن يكون قرارُها عراقياً خالصاً مستقلاً بعيداً عن التدخلات والأملاءاتِ الدوليةِ والأقليميةِ … وتحقيق أكبر قدرٍ ممكنٍ من التكاتف والعمل على اقامةِ نموذجٍ للعيشِ السليم الآمِن المستقر ، اذا ماعلِمْنا انَّ نهايةَ ( داعش ) ليستْ مرهونةً حصراً بالانتصار العسكري على الارضِ بل ترتبط حتماً بقرار من الدول الكبرى بعد اِكمالِ المهمَّةِ المرسومةِ لها من قبلِ تلك الدول . المطلوب مابعد مرحلة داعش السوداء ان يعمل الجميعُ من اجلِ اقامةِ دولة المواطنة وليس دولة المكوّنات والمحاصصات والتي كانت الجذر لكل المآسي والدماء والصراعات التي حصلت والتي هيّأتْ الأرضيّةَ الخصبةَ للتدخلات الأقليمية والدولية . وأخيراً أسألُ : الى اين سيذهب بنا السياسيون العباقرة في السياسةِ ؟ هل الى طريقٍ مجهول ؟ ومتى سترسو سفينتُنا على شاطئ الأمان ؟ الجواب أتركهُ لهم فهل مِن مُجيب ؟ فلقد أتعبتْنا وأقلقتْنا السنين العجاف وأكلتْ من عمرِنا الكثيرَ فهل هناك من أملٍ في ان يتعافى العراق ويشعر العراقيون بالأمنِ والأمان في ظل هذه الطبقة السياسية ؟؟
وأخيراً أقولُ : سيبقى العراقُ الرقم الصعب في معادلةِ أولئكَ الذين يريدون تمريرَ أجنداتِهم المشبوهةِ لتمزيقِ العراقِ وشعبِهِ المكافح المناضل الذي أعطى أنهاراً من الدماءِ .
نسخة منه الى :: جميع الشرفاء والوطنيين والحريصين على أمنِ العراقِ وسيادتِهِ وأستقلالِهِ وأستقرارِهِ ومستقبلِهِ