يواجه مؤتمر لقوى وشخصيات عراقية سنية يتوقع عقده في بغداد منتصف الشهر الحالي تحفظات سياسية حول المشاركين فيه والغموض الذي يكتنف اهدافه والقضايا التي سيبحثها.
والمؤتمر المنتظر جاء بعد انعقاد مؤتمر مماثل في انقرة تمت خلاله مناقشة الاوضاع السياسية العراقية وموقف المكون السني منها لكن الاعتراضات الداخلية الرسمية والسياسية على عقد مؤتمرات عراقية في الخارج ارغمت تلك القوى والشخصيات على عقد مؤتمرها في بغداد هذه المرة .
ولم تتأكد بعد مشاركة قوى وشخصيات سنية فاعلة في المؤتمر وفي مقدمتها الزعيم السياسي رئيس المشروع العربي في العراق الشيخ خميس الخنجر .
وقد علمت (كتابات) ان للشيخ الخنجر عدة تحفظات على المدعوين للمؤتمر وعلى عدم وضوح جدول أعماله وكذلك لجنته التحضيرية حيث ان اغلب اؤلئك المدعوين هم وزراء في الحكومة ونواب في البرلمان وهؤلاء في نظر مواطني المحافظات الغربية والشمالية الذين يدعون تمثيلهم قد ثبت فشلهم وأنهم لم يعودوا يمثلون مكونهم بعد ان تخلوا عن اوضاع الصعبة الحالية .
وتشير مصادر سياسية مطلعة الى ان اغلب زعماء السنة المعارضين المؤثرين في مناطقهم لن يحضروا المؤتمر الأمر الذي سيؤثر على نتائجه وامكانية نجاحه في تحقيق طموحات السنة ورفع الحيف عنهم وما تعرضوا لهم من ظلم واضطهاد وتهميش خلال السنوات الماضية .
وتقول انه حتى في حال انعقاد المؤتمر فأنه سيكون ممثلا لسنة السلطة ولن يعبر في كل الأحوال عن المشاكل والازمات التي يتعرض لها أهل السنة بسبب نهج الحكومة في التعامل معهم وايضا بسبب ما تعرضوا له من مآسي ومحن جراء سيطرة تنظيم داعش على مدنهم والتي كانت نتاجا طبيعيا لذلك النهج .
وترى المصادر ان المؤتمر ولكل تلك الاسباب فأنه من المؤكد انه لن يخرج بقرارات جادة ومصيرية تلزم الحكومة في اعادة النظر في سياساتها التهميشية لسنة العراق وبشكل سيكون معه المؤتمر مجرد تظاهرة سياسية دعائية للمشاركين فيه واعادة تدوير للمشاكل والازمات والشخوص وليس تقديم الحلول والمعالجات الجذرية لها وهو ما سيفقده واعضائه مصداقيتهم بشكل نهائي .
وسبق لرئيس البرلمان القيادي في الحزب الاسلامي سليم الجبوري ان قال في 27 من الشهر الماضي ان المؤتمر المقرر عقده في بغداد منتصف الشهر الحالي “ليس للمعارضة” واشار الى أنه سيبحث “رؤية مستقبلية” للمحافظات المحررة ضمن الدولة وانطلاقا من العاصمة.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد رفض عقد اي مؤتمرات سياسية عراقية خارج الحدود .
وقال خلال مؤتمر صحافي في بغداد الثلاثاء الماضي انه قد ابلغ الدول المستضيفة والقوى السياسية بعدم رضا حكومته على عقد هذه المؤتمرات خارج البلاد . وحذر من خطورة العودة الى المربع الاول واللجوء مجددا الى الطائفية والمكونات منوها الى ان ذلك التخندق هو الذي ادخل داعش الى العراق .