19 نوفمبر، 2024 9:34 م
Search
Close this search box.

بإتباعها سياسة “ترامب” .. السعودية تأكل نفسها وتقوي من عضلات إيران

بإتباعها سياسة “ترامب” .. السعودية تأكل نفسها وتقوي من عضلات إيران

كتبت – لميس السيد :

بعد تولي الأمير “محمد بن سلمان” منصب ولي العهد السعودي في حزيران/يونيو الماضي، أصبح يراه الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” شخصية خاصة, فهو أمير يحاذي نفس أسلوب “ترامب” المعادي لإيران بمعاداته غير المسبوقة لطهران والدوحة، ولكن إستمرار معاداة “إيران” ومحاولة ضم “قطر” للصف السعودي ضد طهران سياتي بنتائج عكسية، حسبما يتوقع الباحث في شؤون الشرق الأوسط “روس هاريسون” في مقاله بمجلة “فورين بوليسي” الأميركية.

دعم “ترامب” ليس كافياً..

يرى الكاتب أن السعوديين سيخطئون في تقديرهم إذا إطمأنوا لمجرد دعم “ترامب” لسياساتهم الإقليمية. بغض النظر عما تفعله الولايات المتحدة، فإن الزيادة الحادة في معاداة “إيران”، وفي الوقت نفسه فرض حصار على “قطر” كأحد  الدول الأعضاء بـ”مجلس التعاون الخليجي”، من المحتمل أن يضعف الموقف السعودي, كونه أخر نظام عربي متماسك إلى حد ما حتى اليوم، حيث من المرجح أن يؤدي ذلك إلى تعزيز موقف طهران على عكس ما هو متوقع.

تتمتع “السعودية” بمزايا عسكرية أقوى من “إيران” في ظل علاقاتها مع واشنطن، لكن ذلك وحده لا يكفي، إذ أن هشاشة الأنظمة العربية في ظل الحروب الأهلية باليمن وسوريا والعراق وليبيا وتهديد إيران بوضوح للسعودية يشكل فرصة لإضعاف المملكة في ظل أثار الربيع العربي بالمنطقة، ومن المرجح أن يؤدي تصعيد العداوة تجاه إيران إلى إطالة أمد هذه الحروب، مما يعرض لمزيد من الضعف في العالم العربي، ويضعف موقف السعودية بالنسبة لإيران. وكلما طالت المعارك بالوكالة بين المملكة السعودية وإيران في الحروب الأهلية داخل المنطقة، كلما زاد خطر اندلاع الحروب الأهلية في بلدان عربية أخرى مثل الأردن ولبنان، وكلما زاد احتمال انشقاق العالم العربي، وكلما زادت إيران المكاسب في لعبة السلطة الإقليمية.

المعارضة السنية السورية أكثر خطراً على المملكة..

يشرح “هاريسون” إن المعارضة السنية في سوريا ضد “الأسد” هي نموذج مشابه للخطر الذي تمثله الإنقسامات بين الدول العربية على السعودية والذي يعد أكثر تحدياً من تهديد إيران على المملكة. وعلى النقيض من الائتلاف الشيعي الذي تقوده إيران، فإن المعارضة السنية شديدة التجزؤ، تمثلها المئات من جماعات المعارضة المختلفة، التي تتراوح بين الجماعات المسلحة الجهادية مثل تنظيم “القاعدة” في سوريا، وحركة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وصولاً إلى الجماعات السلفية غير الجهادية مثل “جيش الإسلام” و”أحرار الشام”، وحتى بعض من الفصائل الأقوى من الجيش السوري الحر العلماني، مشغولون بتشكيل مناطق في سوريا لا تزال خارج سيطرة الحكومة، مثل محافظة إدلب. ونظراً لدعم الحكومة السورية من قبل إيران وروسيا وميليشياتها الشيعية، فمن غير المحتمل أن تشكل جماعات المعارضة السنية هذه تهديداً وجودياً للأسد (أو إيران) في وقت قريب. ولكن مع تهديد قاعدة السنة في سوريا من قبل روسيا وإيران.

وفي ظل الجهود الأخيرة لتخفيف حدة التوتر من جانب إيران وروسيا وتركيا في  الداخل السوري، فإن هذه الجماعات، ولا سيما جماعة هيئة تحرير الشام، يمكن أن تتحول في النهاية بأنظارها إلى العالم العربي، مما يزيد من إضعاف النسيج السياسي العربي، ويحتمل أن يشكل تحديات أمنية وسياسية للمملكة السعودية. بمعنى أخر، أن المجموعات السنية التي خضعت لإختبارات الحرب في سوريا يمكن أن تنسكب على الأجزاء الأخرى من العالم العربي، مما سيزيد من تآكل الموقف السعودي ضد إيران.

يؤكد الكاتب الأميركي على أن السعودية قد ضاعفت النكسة الناتجة عن الحرب السورية من خلال زيادة الانقسامات السنية في المنطقة، بإختلافها الشديد مع قطر خاصة بشأن علاقتها مع الإخوان الذين إذا تم خلطهم مع الجماعات الجهادية الأخرى مثل “داعش” و”القاعدة” فإنهم بذلك يخالفون تماماً شعية الطائفة السنية وهو ما يمكن أن ينفجر في وجه الرياض.

وبشكل عام، فإن الشرق الأوسط أصبح مضغوطاً بفعل الانقسامات إلا من بعض صمامات الأمان مثل “الكويت وعمان” الذين يقفون حياداً في أزمة الخليج وقطر بل ويسعون للوساطة بشكل جعل الشرق الأوسط منقسم بين كفتي “مصر والسعودية والإمارات والبحرين” من جهة و”الكويت وقطر وعمان” من جهة أخرى, مما يقوض في النهاية الدور السعودي المتكامل بين دول السنة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة