في بلدان العالم كافة تعتبر وزارة التربية هي المحطة الاولى لتعليم العلماء والعباقرة والاساتذة ورجالات الدولة من السياسيين وهي معمل انتاج كل الطاقات البشرية العقلية وتسخيرها بعد اكمال المراحل التعليمية اللاحقة لخدمة الاوطان والحياة الانسانية جمعاء ,وفي العراق وبعد التغيير الذي حصل عام 2003 ولغاية الان تعرضت وزارة التربية العراقية لهزات قوية وانتكاسات كبيرة من خلال مجيء مسؤولين استوزروها بلا علمية ولاعقل راجح يضع نصب عينيه مصلحة الطلبة والوطن بل جعلوها كل بحسب انتماءه الطائفي فمرة نراها تميل الى الشيعة بمدراءها العامين واداراتها العامة في كل العراق ومرة نراها تميل الى السنة ولغاية اليوم باداراتها العامة وتوجه وزراءها والضحية هو الطالب المسكين واهله المتعبين الذين يقصرون في معيشتهم لايصال ابناءهم الى مراحل متقدمة من التعليم عسى ان ينالوا فرصتهم في التعيين والعيش براحة بعد جهدهم الكبير ,والنظام التربوي لدينا اثبت فشله الذريع بدءا من راس الهرم اللجنة النيابية ونزولا الى وزير التربية الغارق في غروره والمتعصب لاراءه الفوقية نزولا الى المدراء العامين الموجودين في كل المحافظات وبلا استثناء الذين يتعاملون اولا مع المعلم والمدرس انه عبد استملكوه ولاارادة له ومن يعارض يعرض عائلته للضياع والاذى وثانيا الطالب المسكين الذي لوكتبت عنه كتب بما عاناه خلال وجود هذه النماذج لما تكفي لشرحها ولكن بايجاز بسيط دفع الطالب الفاتورة في عدم تمكنه من الوصول لما يطمح له من احلام قتلت بسبب اجراءات الوزارة واعتمادها على مايدفعه الطالب للمدرسين الخصوصيين الذين امتلات جيوبهم بالمال السحت الحرام وفرضوا عليه اجورا تعجيزية لاتوازي المقدم له من معلومات ,كذلك اهمال الوزارة المتعمد للبنى التحتية للطالب فلا مدارس كريمة ولا مراعاة انسانية له بل اجراءات قسرية وعليه تحمل الحال رغم الميزانيات الانفجارية التي حصل عليها البلد منذ التغيير ولحد الان ,لااود حقيقة ان استمر في شرح هذا الجانب ولكن المشكلة الجديدة التي واجهها طلاب المرحلة الاعدادية من السادس الذين يؤدون امتحاناتهم هذه الايام والتي لايستطيع احد تحملها وهي تنشطر كالاتي
اولا طريقة الامتحان النهائي وتوقيته غير السليم في هذا الجو الحار اللاهب والذي كنا سابقا نعتمده عطلة صيفية للهروب من الحرارة وعدم توفير مستلزمات الراحة للطالب فهناك مدارس في اطراف بغداد تنعدم فيها ابسط وسائل الراحة وهي الكهرباء وان توفرت فمعظم القاعات بلا مراوح ويؤدي الطلبة الامتحانات وخاصة الذكور بلا قمصان وهذا لعمري منظر مخزي للوزارة ووزيرها المصاب بعقدة المفاخرة والغرور( والذي يحاول تطبيق التجربة الماليزية في ادارة وزارته ولكن هيهات له ذلك لعدم توفر النية الصادقة في خدمة الطلبة )ثم خصص لكل طالب قنينة ماء حارة واحدة فقط ووقت الامتحان هو ثلاث ساعات فهل يتحمل الطالب المسكين ذلك ,وتمارس بحق الطالب الاجراءات القسرية وكانه عدو للمراقب والمشرف على الامتحان بسبب نفر من المخالفين من الطلبة للسنوات الماضية فسار العقاب على طلبة اليوم وبشدة ,واتضح منذ امتحان الاسلامية والعربي مستوى اداء الوزارة السيء فالاخطاء كارثية والعلاج غريب فاضيفت درجات بلا وجه حق للطلبة لكون الاسئلة غير صحيحة وهكذا هو امر الوزارة العتيدة ,ثم نوعية الاسئلة التي جاءت للطلبة وخاصة مادة اللغة الانكليزية فعندما اطلعت عليها وانا بالمناسبة بدرجة علمية عالية جدا وقمت بحلها نعم لقد اجبت عليها جميعا لاني متمكن منها جدا ولكن بقياس مستوى الطالب وفق الظروف الحياتية والمعاناة التي يعيشها غير ملائمة على الاطلاق ولايمكن لطالب يروم كلية الطب ان يجيب عليها ابدا لانه عليه الحصول على درجة مائة بالمائة ليكون معدله وفق النظام التعليمي العراقي البائس الدخول الى ميدان كلية الطب وعندما يستفسر الطالب عن امر لايتعلق بالاسئلة والاجابات يواجه بصرامة وعنف بحسب تعليمات الوزير الهمام .
هكذ اذن هي عقلية من يدير هذه الوزارة الهامة جدا بل هي اهم الوزارات على الاطلاق فكيف نريد من ابناءنا واعزائنا الطلبة ان يفوقوا ويكونوا ناجحين بمستوى قيادة البلد وادامة التطور العلمي له ,لقد مللنا من الكتابة عن هذه الوزارة المريضة منذ ان كان خضير الخزاعي وزيرا لها والذي دمر الكادر التعليمي والتدريسي وجعلهم يستجدون اللقمة وسكن رواتبهم مدة الاربع سنوات ثم محمد التميمي الذي عبث بمقدرات عقول الطلبة كلهم وجعل الامتحان للمكملين ثنائي وثلاثي ورباعي واستهتر بكل القوانين وهذا طبعا بقصد تخريب العقل العراقي القادم ثم الوزير الحالي الذي ملاءنا ضجيجا بالتطور وهذه نتائج اعماله وانجازاته الخرافية ,وهنا نتساءل ايستحق العراقي كل الذي يحصل له وهل سنبقى ساكتين عن هؤلاء الذين يريدون لاولادنا الهلاك والدمار وهل ستبقى الحكومة العتيدة تتفرج وابناءنا يتسربون من ايدينا الى تيارات فكرية جاهلة ؟
اعينونا بارائكم وقولوا كلمة حق