19 نوفمبر، 2024 7:40 م
Search
Close this search box.

مثلث قوة جديد بالشرق الأوسط .. قطر تتقرب من إيران والعراق !

مثلث قوة جديد بالشرق الأوسط .. قطر تتقرب من إيران والعراق !

كتب – محمد بناية :

يبدو أن الأزمة الراهنة في الخليج تدفع قطر باتجاه دائرة النفوذ الإيراني، وطهران التي تُجري مناقشات دبلوماسية في المنطقة بدعم قطري تعلم بشكل مؤكد حجم هذه الفرصة.

طهران تحاول لعب دور الرياض بالنسبة لقطر..

تلك الدولة التي تستورد كل غذاءها تقريباً من الخارج، كانت تعتمد على ميناء “أبو سمرة” على الحدود السعودية في إدخال 38% من وارداتها. ولذا تحولت الحدود البحرية القطرية مع إيران المفتوحة منذ 5 حزيران/يونيو الماضي إلى جانب الممرات الجوية إلى خط الأمن الغذائي الوحيد للدوحة، طبقاً لما نقله موقع صحيفة “الدبلوماسية” الإيرانية عن مدونة “لوبيلوغ” المعنية بتقديم وجهات نظر الخبراء حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط.

ومنذ فرض العقوبات على قطر، أرسلت طهران 1100 طن فواكه وخضروات إلى قطر العربية بغرض الاستهلاك اليومي. وتحول ميناء “بوشهر” إلى مركز تجاري رئيس بين إيران وقطر. كذا تم فتح المجال الجوي الإيراني أمام الرحلات الجوية القطرية بعد إغلاق السعودية والإمارات والبحرين لمجالاتها الجوية. هذا بخلاف سماح إيران لناقلات الغاز القطرية بالمرور من المياه الإيرانية.

وفي إطار رد فعله على الأزمة القطرية طلب وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” من أطراف الأزمة إلى الحوار وحل الخلافات، ودعا نظراءه في “الجزاير وأوروبا ولبنان وعمان وماليزيا وأندونيسيا والعراق وتونس وتركيا” إلى المشاركة في مناقشات “مجلس التعاون الخليجي”.

من جهته أكد الرئيس الإيراني “حسن روحاني”, في اتصال هاتفي بأمير قطر بتاريخ 25 حزيران/يونيو 2017: “إن المساعدات الاقتصادية القطرية وتطوير علاقات البلدين لا سيما في القطاع الخاص قد تمثل هدفاً مشتركاً”. وطبقاً لوسائل الإعلام الإيراني, قال “روحاني” لنظيره القطري: “طهران تقف إلى جوار الحكومة والنظام القطري.. نحن نؤمن بفشل الضغوط والتهديدات أو المقاطعة في حل الخلافات بين دول المنطقة”. وبعد يومين قال الرئيس الإيراني: “حصار قطر غير مقبول”.

وحتى الآن لا توجد أدلة على دعم قطر للمليشيات الشيعية والزيدية – المدعومة من إيران – في دول “مجلس التعاون الخليجي” وسوريا واليمن. لكن لماذا تحولت العلاقات القطرية – الإيرانية إلى مصدر خلاف بين الدول الخليجية الثلاث وقطر. في حين تحافظ الإمارات العربية المتحدة على علاقاتها مع طهران بل إن حجم تجارة “دبي” مع إيران يفوق قطر التي سعت عبر دعم المتمردين السنة – أكثر من أي رئيس عربي آخر في الخليج – إلى الحد من النفوذ الإيراني في سوريا، بل إنها كانت تشارك بقواتها العسكرية في الإئتلاف السعودي على اليمن.

التقارب من العراق..

تصاعدت وتيرة الصراع نهاية الشهر الماضي, وبعد قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية، في غضون ذلك توجه وزير الخارجية القطري الشيخ “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني” في زيارة سريعة إلى العراق والتقى رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” أثناء مراسم افتتاح السفارة القطرية. وقبل ذلك بثلاثة أيام كان رئيس البرلمان العراقي “سليم الجبوري” قد توجه على رأس وفد من الإخوان المسلمين إلى قطر، وأجرى مباحثات مع الأمير القطري بشأن فرص الاستثمارات المشتركة.

وقد أعلن العراق بشكل رسمي إلتزام الحيادية في الأزمة الخليجية، في الوقت نفسه دعا عدد كبير من المسؤولين العراقيين الشيعة والسنة إلى إعلان دعم العراق للدوحة. وأكد “الجبوري” إن دعم قطر في مواجهة السعودية يخدم المصالح العراقية, وقال: “لن نسمح للسعودية وحلفائها بالانتصار على قطر وتغيير النظام لصالحها.. ولن ينعم العراق بالهدوء ما لم يتم تقسيم السعودية باعتبارها مركزاً للشيطان”.

من جهته طالب زعيم إئتلاف “دولة القانون” نوري المالكي، العراق إلى احباط الهجوم السعودي- الإماراتي – البحريني ضد قطر.

والواقع, كما رصده موقع صحيفة “الدبلوماسية” الإيرانية نقلاً عن مدونة “لوبيلوغ”، أن الفجوة في شبه الجزيرة العربية إنما تعني أن المثلث الجديد (قطر وإيران والعراق) قد يزيد من تقارب دول شمال الخليج مع إيران أكثر من ذي قبل، وأن قطر قد تتحول في المستقبل إلى محور رئيس في المنطقة. وإيران هى المستفيد الحالي من الأزمة القطرية. ولقد فشل السعوديون حتى الآن في تشكيل جبهة عربية متحدة ضد إيران التي بات بمقدورها حالياً إقناع الآخرين أن السعودية تسبب المشاكل للدول العربية الأخرى وتنتهك سيادتها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة