29 يوليو، 2025 10:55 ص

ما بعد الموصل .. العراق يتفرق دمه بين القبائل واستمرار الإقصاء يعيد الدواعش !

ما بعد الموصل .. العراق يتفرق دمه بين القبائل واستمرار الإقصاء يعيد الدواعش !

أطراف كثيرة ستفرض نفسها في معادلة “عراق ما بعد داعش”.. فإيران تقدم نفسها على أنها صاحبة الدعم الأرضي الكبير لمسك أكبر مساحة من الأرض، وأميركا تؤكد على أنها سبب رئيس في دحر “داعش” والقضاء عليه بقصفها المُركَز على آلياته وعناصره بمقاتلاتها المتطورة.

حدود ممتدة..

السعودية كذلك تريد ضمانات لتأمين حدودها الممتدة مع العراق والتي تبلغ 814 كم، كما ترغب في أن يكون لها رجالها في السلطة هناك ممن لديهم القدرة على منع تمدد طهران في جوارها وتهديدها بشكل مباشر.

تركيا هي الأخرى معنية بعراق ما بعد داعش لتأمين حدودها التي تمتد لـ331 كم، وكذلك إسرائيل على الطاولة وإن كان بطريقة غير مباشرة، فهي أيضاً ترغب في منطقة مستقرة.

وكذلك يرغب الأردن في تأمين حدوده الممتدة لـ181 كم مع العراق.

العراق معادلة فوق الطاولة أو أسفلها !

تقول تقارير إن هذه الأطراف من الصعوبة بمكان أن تجمعهم رؤية واحدة.. فجميعهم يتوجس من فرض الآخر نفوذه على واقع العراق الجديد.. لكن هذه المرة ستكون السيطرة بشكل أكبر.

فالعراق الآن أنهكته الطائفية والفساد، ولم يعد أي من الأطراف يثق في الآخر، ما يسهل اختراقه والسيطرة على مقدراته وربما مساحة كبيرة منه تبدأ بدعم انفصال “إقليم كردستان” ولو من تحت الطاولة لتثبيت حالة عدم الاستقرار في بلاد الرافدين التي يراد لها أن تستمر إلى أن تحاول أميركا فرض واقع جديد يؤمن مصالحها وتواجدها في المنطقة كرادع لإيران ولمنع تمدد النفوذ الروسي ولطمأنة إسرائيل.

فراغ أمني سياسي يجبر إيران على التواجد بالعراق..

إيران بدورها ترى عراق ما بعد داعش ملئ بالإشكالات، وليس فقط العراق بل المنطقة من حولها – خاصة المحور السني -.

فهي على يقين أن المنطقة تعيش فراغاً سياسياً وأمنياً لا يمكن معه أن تتخلى عن وجودها في العراق ولو عبر تمكين رجالها من أعلى مناصب في الدولة.

إذ تدرك طهران أن سقوط “صدام حسين”، الرئيس العراقي الراحل, أحدث فراغاً أمنياً كبيراً ليس فقط بالعراق بل في المنطقة العربية وتوازناتها.

صدام قطر مع دول المقاطعة قضى على ما تبقى من الأمن الإقليمي..

إيران تعي أنه لم يعد هناك نظام أمني إقليمي، خاصة مع اصطدام الإمارات والسعودية والبحرين ومصر مع قطر، وبالتالي ستسعى لملء هذا الفراغ واستغلاله لصالحها بالخروج من حدودها الجغرافية إلى مناطق جديدة وصلت إلى سوريا.

تمدد إيراني يربك حسابات “بن سلمان” !

في المقابل، تتحسس السعودية حدودها، إذ أصبحت تدرك هي الأخرى أن هناك معادلة إقليمية جديدة تسبب فيها تنظيم “داعش” الذي نجح في إظهار قوة إيران وإخراج قواتها – وأبرزها “الحرس الثوري” – إلى مناطق لم تكن لتتمدد إليها لولا وجوده، وهو الأمر الذي أصبح يهدد حدودها في مواقع كثيرة ربما لا يستطيع الأمير الصغير “محمد بن سلمان” السيطرة على تداعيات هذا التمدد فيما بعد.

الرياض تتودد إلى بغداد وصدام وشيك مع طهران..

ما لا تستطيع أن تكسبه بالقوة، ربما يلين لك بالود، مبدأ تتعامل به إدارة “سلمان” بالتقارب مع العراق، فهي تخشى استمرار الطائفية, خاصة مع تراجع قوة المكون السني الذي كانت تدعمه في عراق ما بعد داعش !

تقارير وتحليلات تتحدث عن صدام إيراني – سعودي قريب، خاصة فيما يتعلق بالعراق, إذ إن طهران لن تسمح لنفسها أو رجالها أن يخرجوا من العراق، بل ستفرض رأيها على قرارات بغداد لتطوعها لمصلحتها قبل أي شئ وهو ما سترفضه الرياض وستحرض عليه الرئيس الأميركي, الذي دعمته بمليارات الدولارات, “دونالد ترامب”.

ستسعى إيران بقوة إلى تثبيت أول طريق بري من إيران إلى سوريا لمد نفوذها وتحريك قواتها إلى ما هو ربما أبعد من العراق وسوريا معاً، ما يبين أنها لن تتخلى أو تتراجع عن مكاسب حققتها للمرة الأولى منذ الدولة الفارسية، كما أنها تريد تعويض سنوات الحصار والأزمات الاقتصادية وتخطي حجم التعاون الاقتصادي بينها وبين بغداد لحاجز الـ12 مليار دولار !

قِبلة “العبادي” حائرة بين طهران والرياض..

داخلياً وكمحاولة لتأمين مقعده واستمراره في منصبه، اضطر رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” نفسه إلى زيارة السعودية وإيران والتنسيق مع تركيا في حزيران/يونيو 2017، مع اقتراب الحسم بآخر معاقل “داعش”.. لإدراكه أن جميع هذه الأطراف هي من سيؤثر في عراق ما بعد المعركة.

لقد حرص “العبادي” بطريقة أو بأخرى أن تتفهم هذه الدول الموقف العراقي الراغب في استقلال القرار ولو ظاهرياً أمام العراقيين، وتقديم نفسه لهذه الأطراف كرجلهم المخلص والمحافظ على أجنداتهم في العراق.

الإقصاء والفساد يعيد “داعش” من جديد..

لكن في النهاية تناست هذه الأطراف أن استمرار ظروف العراق الاقتصادية والأمنية وتوغل الطائفية من سئ إلى أسوأ، سيؤدي في النهاية إلى خروج تنظيمات وعناصر أشد شراسة من “داعش” بتسميات أخرى وستجد لنفسها بيئة حاضنة نتيجة اضطهاد مستمر لمكونات المجتمع العراقي وإقصاء أي من أطراف المعادلة !

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة